_ الفصل الأربعون _

5.7K 131 0
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل الأربعون _

داخل المستشفي كان كرم جالسًا على مقعده المتحرك ويقف أمام الشرفة يتطلع إلى المارة في الخارج وحركة السيارات .. تعافي سريعًا وتحسنت صحته كثيرًا خلال اليومان الماضيين ، ورغم أنه نفسيته ليست جيدة بسبب وضعه إلا أن وجود زوجته بجانبه ومساندتها له وهي تشعره طوال الوقت أن الأمر بسيط بل وكأنه معافي وسليم تمامًا وليس به أي سوء يحسن من نفسيته كثيرًا ، وقد ينسب لها في المرتبة الثانية الفضل بعد الله أولًا في تحسن حالته الصحية فلولا ما تفعله معه لما وصل لهذا الوضع .

انتشله من شروده رنين هاتفه فالقي نظرة من مكانه على شاشته يقرأ اسم المتصل ، ثم نظر إلى الحمام يتأكد من صوت الماء هل مازال الصنبور مفتوح أم اغلق وعندما سمع اندفاع الماء .. فانحني على المنضدة والتقط الهاتف يجيب على المتصل في حزم :

_ أيوة يامسعد عملت إيه

_ اطمن ياكرم بيه وصيت عليهم كويس أوي في السجن

كرم بأعين بها لهيب ناري مرعب :

_ مش عايزهم تفضل فيهم حتة سليمة يامسعد

_ متقلقش كل اللي عايزه هيتم

خرجت شفق من الحمام وهي تجفف يديها ووجهها بمنشفة بيضاء صغيرة ، وقالت وهي ترفع حاجبها متعجبة جملته الأخيرة :

_ هما مين دول ؟!!

رمقها سريعًا ولم يجيبها ثم تمتم مع مسعد بإيجاز :

_ طيب يامسعد سلام دلوقتي ولما يوصلك خبرهم ابقى كلمني

_ حاضر

انهي معه الاتصال ووضع الهاتف بمكانه ، ليلتفت برأسه لها وهو يبتسم بصفاء ، فتتحرك هي تجاهه وتقف أمامه مباشرة تسأله للمرة الثانية ولكن هذه المرة بريبة شديدة :

_ في إيه ياكرم ؟!

لف ذراعه حول خصرها وجذبها لتجلس على حجره وهمس وهو يلثم جنتها ورقبتها :

_ مفيش حاجة ياحبيبتي ، يلا بقى جهزي نفسك والبسي طرحتك عشان نمشي ، لإني اتخنقت من قعدة المستشفى دي وعايز ارجع بيتي

_ ياكرم الدكتور قال الأفضل إنك تاخد يوم أو يومين تاني على الأقل وبعدين نمشي ياحبيبي .. إنت ليه مستعجل كدا !!

_ زهقت ياشفق ، وأنا كويس والله متقلقيش .. وإنتي موجودة أهو وهتراعيني طبعًا وهتهتمي بيا وأنا عندي مراتي احسن من أكبر دكتور ، وجودها جمبي بس بيخفنني

ضحكت بخفة مغلوبة على أمرها وقالت وهي تنحني لتخطف قبلة سريعة من وجنته :

_ حلو التثبيت ده ! .. بس ماشي هنمشي خلاص طالما إنت مش حابب تقعد هنا أكتر ، بس هيكون في التزام في البيت ووقت ما أقول هنبدأ نعمل جلسة علاج طبيعي متهملش وتتجاهل

ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now