_ الفصل الخامس والثلاثون _

5.7K 133 0
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل الخامس والثلاثون _

فتحت لها زوجة عمها الباب فانصدمت في بادىء الأمر من رؤيتها لها ، ولكن سرعان ما رسمت ابتسامة شيطانية على شفتيها وقالت بلؤم :

_ اهلًا وسهلًا نورتينا

شفق بنظرات مشتعلة وبغضب ملحوظ :

_ عمي وجاسر موجودين ؟

ضحكت ساخرة وأجابتها بنظرات مستحقرة :

_ موجودين ياحبيبتي .. ياجــاســـــر تعالى شوف بنت عمك جات

كان بالمكتب يتحدث مع أبيه حول العمل وإذا بصياح أمه عليه وهي تخبرهم بقدوم " شفق " جعله يثب واقفًا بعد أن تبادل نظرات الدهشة مع أبيه ! .

هرول مسرعًا للخارج ولحق به كمال ، رأتهم شفق فدخلت خطوة للداخل وهي تقف بشموخ وقوة على عكس شخصيتها الضعيفة والهادئة وتحدثت موجهة حديثها لعمها متجاهلة وجود ذلك " الجاسر " ، كانت لهجتها تحمل التهديد والتحذير :

_ أنا جيت بس عشان اقولك ياعمي خليك بعيد عني وعن كرم ، أنا عارفة كويس إنك ورا المخدرات اللي كانت في عربيته

كمال ضاحكًا بازدراء منها :

_ إنتي جاية بتهددي عمك في بيته ، بقى هي دي التربية اللي ربهالك اخويا وسيف

صاحت بصوت انوثي قوي ومريب بعض الشيء :

_ متجيبش سيرة بابا وسيف نهائي فاهم ولا لا .. وبعدين أنا مليش عم اهلي ماتوا واللي فاضلي جوزي ويمكن انا سكت بعد اللي عملتوه مع سيف ومعانا بس مش هسكت دلوقتي وصدقني لو حاولت بس تقرب من كرم هنهيك إنت وابنك نهائي وإنت فاهم أنا اقصد إيه ياكمال الحسيني ، أنا حذرتك أهو

استدارت وهمت بالرحيل لولا يد جاسر التي قبضت على ذراعها تجذبها إليه وهو يقول بغضب :

_ خدي هنا إنتي رايحة فين .. مش هتطلعي من البيت ده

دفعته بعيدًا عنها بكامل قوتها ورفعت سبابتها في وجهه تهتف بنظرة نارية واستياء عاتي :

_ إنت متلمسنيش أبدًا واحمد ربك إني مقولتش لكرم على اللي عملته معايا وإلا مكنتش هشوفك واقف قدامي على رجلك كدا

قهقه بقوة وعاد يجذبها من ذراعها ولكن هذه المرة بإحكام شديد وقال باستهزاء وعدم مبالاة :

_ وأنا بقولك أهو مش هتمشي ياشفق وخلينا نشوف Hero بتاعك هيعمل إيه

ابعده كمال عنها وهو يقول بمكر رجولي وأعين شرانية لا تبعث على الخير أبدًا :

_ جاسر مينفعش كدا .. سيبها تمشي هي مسيرها هتعرف أنها ملهاش غيرنا

تركها على مضض فألقت هي عليهم نظرة مشمئزة وساخطة ثم انصرفت فورًا وبينما كانت تعبر الحديقة لتخرج إلى الشارع رأت كرم المتجه نحوها كالسهم تصلبت بأرضها برعب وجففت دموعها بسرعة .. وصل إليها وقال بلهجة آمرة وهو يتشعل غضبًا :

ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now