"هُو و أَنا"

823 56 52
                                    

Yuta pov :
يومٌ مدرسيٌ عاديّ، اجلسُ في غرفةِ المُعلمين على مكتبيّ الخاص،يحيطُ بي العديدُ من الاشخاص مِنهم من يَعمل،و مِنهم مَن يُثرثر،مِنهم من يأكُل، والكثيرُ ايضاً،لم يكُن لديّ درسُ او اي شيءٍ لأفعلهُ،فقط كُنت جالساً اعبثُ بهاتفي،كُنت اردُ على اسألةِ جايهيون العديدة حولَ مارك،كان الحديث مُضحكاً لحدٍ ما،
حتى قاطعّ تِلك الفوضى دخولُ المديرِ المُفاجئ لينتبهَ لدخولهِ جميعُ مَن في الغُرفة ،وكذلِك انا،كان يبدو جاداً قليلاً،
"اهلاً جميعاً" قالَ ليبتسم
"اهلاً"اجابَ الجميع بصوتٍ مُتتالي
"جميعُكم تعلمُون ان المِهرجان السنويّ للمدرسة اقترّب ، لم يتبقى سوى اسابيعٍ"اردف ليومئ الجميع
"نحنُ بحاجةٍ الى طالبينِ فتى و فتاةٍ،في اليوغا من اجلِ فيديو التَأُمل الخاص بعرضِ المهرجان"قال ليضيف "و اودُ ان أُكلف احد مِنكم بأيجاد الطالبينِ الذين سيكونان على مقدرةٍ لتصوير الفيديو"
"إنَ الاستاذَ يوتا ذو شعبية كبيرة في المدرسة،و العديد من الطُلاب يفضلونهُ حقاً اعتقدُ انه يصلحُ لفِعل ذلِك كما ان الامرَ ذاتهُ ينطبق عن الانسجامِ مع الطلاب" قالت احدى المُعلمات بأبتسامة بعد صمت لثواننٍ  لألتفَ لهُم مُستمعاً لما يتفوهون فيهِ
"اوافقهُا الرأي ، كما سمعتُ ايضاً انهُ كان يمارسُ اليوقا مُنذ عدةٍ السنوات ، هو خبيرٌ نوعاً ما "
قال احدُهم
"ما رأيُك أُستاذ يوتا ؟"سألني
"حسناً انا لا امانعُ ذلِك حقاً"قُلت متبسماً
"هذا جيدُ اذاً ، اثقُ بك ، حظاً موفقاً !"قالَ ليُدير ظهرهُ خارجاً
حسناً واللعنة .. اين سأجدُ هذان الاثنان ؟
Yuta pov end

" الاجواءُ مُملة حقاً ليسَ لديّ ما افعلهُ هنا "
كان هذا كُل مايُفكر فيهِ مارك وسط الحديث المُتبادل بينَ صديقيهِ الذي كان يدور حولَ الاحذية و الملابِس ، من الغريبِ ان يدورَ حديثُ كهذا بين ذكرٍ و أُنثى ، لكن كلٌ من هيوك و آري كانا مُهتمينَ بتِلك الاشياء بينما مارك وسطهُما غارقٌ في افكارهِ ،
"يا انت ! ما الذي يحدثُ معك ؟ لا استطيعُ معرفِتك مؤخراً"صرخ هيوك بوجهِ الآخر عندما لاحظهُ شارداً في اللامكان
"على مهلِك قد افزعتني"قال مارك مُنزعجاً لتقهقه آري عليهُما
"بماذا كُنت تُفكر ؟" سألَ
"كُنت افكر بحُبي الاول"قال مارك مُمازحاً ليركضَ خارجاً من الصف
"هل فقد عقله ؟"سألت آري
"اعتقدُ ذلِك"
Mark pov:
اركض في ممراتِ المدرسة ابتسُم لكل من يمرُ امامي كشخصٍ ابله ، حتى ان لمحتُ ان هُنالك من ينظرُ اليّ مُتبسماً ، مما جعلني اتوتر بحق عندَ رؤيةِ هوية ذلِك الشخص ، لاتوقف عن الركض ، قلبي ينبضُ بسرعة ما اللعنة..
"لطيف"  همس ذات الشخصٌ من جانبي ، و كنتُ ارى شبح ابتسامة على وجههِ ، نبرتهُ و طريقة كلامهِ .. الهي لما يفعلُ هذا بي ، ما ان حدثَ ذلك اكملتُ طريقي سيراً مُتظاهراً ان لاشيءَ قد حدث ، بينما العديد من المشاعِر تتصارع داخلي.
10:28 AM
الفيزياءُ مُملة حقاً ، ما الفائدة التي سأحصل عليها في حياتي ان درستُ عن الكهرباءِ و المغناطيس ؟ لايُهمني ذلِك حقاً ، الشيء الوحيد الذي اعرفهُ الآن إنني اودُ الخروجَ مِن هنا لأنني لا افهمُ شيئاً..
"مارك" ندهت عليّ الاستاذة الواقفة امامي لألتفتَ اليها ،
"امم ، مارأيُك ان تُجيب على هذا السؤال ؟" قالت لأجفل مكاني ،انا حتى لم اكنُ منتبهاً كيف سأجيب..
بينما اتظاهرُ إنني اقرأُ السؤال في كتابيّ ، قاطع توتر الفضل طرقُ الباب ، يا الهي فليُنقذني أحدهُم
"تفضَل"قالت الأُستاذة ، انهُ هو و اللعنة..ايجبُ ان افرّح ام اتوتر ؟
"ما الأَمرُ أُستاذ يوتا ؟" سألتهُ
"أيُمكِنُني اخذُ دقائِق من وقتكِ ؟" سألها
"بالتأكيد تفضَل" اردفت
"مرحباً يا طُلاب" قال ليرُد عليهِ الجميعُ بصوتٍ مُتتالي ، و اللعنة يوتا رجاءً انقذني من هُنا
"احتاجُ لطالبيّنِ  ليصوِرا معيّ فيديو التأمل الخاص باليوقا ، جميعُكم تعلمون ان المهرجان السنويّ للمدرسةٍ قد اقترب لذلِك يجبُ علينا تصويرهُ ، أُهنالِك أيةٌ مُتطوعين ؟" قالَ
فكرتُ في الأمرِ سرعياً لأرفعَ يدي
"انا يا أُستاذ" قُلت بصوتٍ شبه عال ، ليبتسم بوجهي و يقول "جيدٌ ، هل مِن احدٍ آخر ؟"
انا لا اعلمُ شيئاً عن اليوقا لكن لايُهم اي شيءٍ كي اهرُب مِن هُنا..
"حسناً مارك ، اتبعَني" قالَ لأنهضَ مِن مقعدي و اخرجَ مُعه ، ما ان خرجتُ حتى زفرتُ الهواء خارج رئتيّ ، كان الجو متوتراً حقاً
"علينا ان نجِد طالباً آخر  لنبدأ بالتدريبِ غداً" قالَ بعد دقائقٍ ملئها الصمت
"ح-حسناً" اجبتُ بتوترٍ لأسمعَ قهقهة خفيفةً مِنه ، لأتجاهل الامر
، سُرعان ما وجدنا الطالب الآخر ، او بالاحرى الطالبة ، فقد ذهبنا معاً الى مكتبِ يوتا ليطلعنا على بعضِ الاشياء فقد اخبرنا عن بعضِ النُقاط ^المُهمة^ قبل ان نبدأ التدريبَ غداً و ما أن اكملَ حديثهُ الممُل اخبرنا ان ننصرف ، لنخرُج معاً
"ما اسمُك ؟" سألتني بعد ان كُنا نسير معاً
"اوه،انا مارك ماذا عنكِ ؟"
"انا ييجي ، سررتُ بمعرفتك"
"انا كذلِك،في اي صفٍ انتي ؟" سألتُها
"الصف الحادي عشر"اجابتني لأبتسم ، هي تكبرني بعامٍ ، لا يبدو ذلِك على مظهرها ، لكن لا يُهم
Mark pov end
- next day
8:45AM
"فلتأتي انت و ييجي الى قاعةِ الرياضة بعد انتهاءِ الدروس" قال يوتا مُخاطِباً لمارك الذي كان واقفاً مُقابل خزانتِه في احد ممراتِ المدرسة،
"حسناً"اجابِ بهدوءٍ بعد ان رحل يوتا ، ليبتسم بهدوءٍ بعد تفكيرٍ دامَ دقائق قليلة،
ثوانٍ حتى رن الجرس ليتوجهَ كلٌ الى صفهِ،
- 12:52PM
نهاية اليومُ المَدرسي،الجمِيعُ مُتجهٌ الى منزلهِ،بأستثناء مارك،يسيرُ بهدوءٍ مُتجهاً الى فصل ييجي ،
"مرحباً" قالَ
"اوه مارك ! اهلاً"اجابت
"اردتُ ان اطلعكِ،الاستاذُ يوتا اخبرني إننا لن نتدرب اليوم فلديهِ امرٌ طارء لذا اليوم سنغادر مُبكراً" قالَ
"انهُ لأمرٌ مؤسف،اذاً لنغادر"قالتَ
"يُمكنكِ الذهاب قبلي،سأذهُب بعد قليل لديّ بعض الاشياءُ لأُدونها"قال
"حسناً اذاً،آراك غداً"قالت ليومئ لها مارك، لتدير ظهرها ذاهبة،
ليستدير مارك مُتجها الى الطريقِ الآخر،يسيرُ في ممراتِ المدرسة الفارغة واضعاً كلا ايديهِ في جيبهِ،و ترتسم على وجههِ ابتسامة جانبية،
Yuta pov:
اقِف وسط قاعةِ الرياضة ، مُنتظرٌ مجيئهما لنبدأ بالتدريب، ما الذي ورطني في هذا بحِق السماء..الأمرُ مُزعجٌ نوعاً ما ، لكنني مُتحمسٌ ايضاً لأن مارك داخِل الموضوع..حسناً لابأس ببعضِ التعب،
"مرحباً" قالَ بصوتٍ مسموع ، وانا اقِف مُتصنعاً انني بخير مع طريقةِ لفظهِ لكلمة مرحباً،لِما كُل شيءٍ يخرجُ مِنه جميلُ جداً..
"اوه مارك! لما انت بِمفردِك اينَ ييجي ؟"سألتهُ
"قالت إنها لا تشعُر انها على مايُرام،لذا اخبرتُها انهُ لابأس ان رحلت اليوم، فأتيتُ بمفردي"اجابني
"حسناً اذاً سنضطر الى التدرِب من دونِها"قُلت مُتظاهراً اني مُستاء،لكِن واللعنة إني اعيشُ افضل دقائِق حياتي،
"لِنبدأ اذاً، يُمكنك تبديلُ ملابسِك هُناك "قُلت و أشرتُ اليهِ الى المكانِ الذي يجُب ان يغيرُ ملابسهِ فيهِ ، ليتقدم الى هُناك و يغيرُ ملابسهِ و يعُود الى حيثُ انا ، بعد إن قُمنا ببعضِ الاحماءِ معاً ،
بدأتُ بتمثيلِ الحركة الأولى،من إجل ان يفعلها بمفردِه،كانت الحركة الاولى هي رفعُ القدمِ اليُسرى للخلفِ مع بسطِ اليدين،بعد ان قلدني و سُرعان ما سَقطَ في مكانِه،انهُ يفتقر للتوازُن،لكنني اعترفُ انه كان لطيفاً جداً ،
Yuta pov end
Mark pov:
كُنت محرجاً جداً،لم استطِع ايجادُ اي مِن تلك الحركات الأمر لم يبدوا صعباً بالتفكيرِ فيهِ،لكن عند محاولة ذلِك ف الامر يبدو صعباً فعلياً،كان يقهقه عليّ بهدوء،ما هذا
"انتظِر سأُساعِدُك"قالَ وابتسامة خفيفة ترتسُم على وجههِ،و لم اتوترِ هكذا قد طوال حياتي..
ما إن قال ذلِك حتى وقِف خلفي ممُسكاً ساقيِ اليُسرى ليرفعها تدريجياً ،و يدهُ الآخرى متشبثةٌ بخصري ، اكادُ استطيعُ التنفس ، لتتحرك يدهُ الى فُخذي قاصداً تثبيت ساقي ، بحق السماء اهذا تدريب ام تعذيب للنفس ؟
"هكذا.."قالَ ،"تستطيعُ ان تثبت هكذا ؟" اضاف
"ا-اجل اعتقِ-د" اجبتُ و التوترُ يُسيطر على
صوتي و جسدي
"جيد"قالَ ليتجهُ و يضبط كامرتهُ و يبدأ بالتقاطِ الصُور إلي ،
"حسناً هذا يكفي لننتقل للحركة التالية"قالَ لأُرخي جسدي ، تعبتُ مُنذ البداية لما كان عليّ فعلُ هذا ..
"هذهِ اسهلُ بكثير اعتقدُ انني استطيعُ فِعلها"قُلت بعد ان آراني الحركة التالية ،

(العفو و السموحة تراني فاشل معرف اشرحها)
ما إن بدأُت بمحاولة اداءِ تلِك الحركة حتى سمُعتهُ يقهقهُ عليّ مرةً أُخرى،ما الذي يحدُث ؟
كُنت مُستغرباً قليلاً لكِن سُرعان ما تقدَم نحُويّ ويقف خلفي،ليُمسِك خِصري بهدوءٍ و يدفعهُ الى الأمامِ بطريقةٍ مُقوسة، قد كانَ مؤلماً لكنني اتماشى معهُ،
فجأةً،أمسك برقبتيّ من الخلفِ ليجُر رأسي الى الخلفِ ليتوازَن مع اتجاهِ ظهري،
"أنتَ تتعرق" قالَ فجأةً ليقهقه كذلِك بعدها
"اشعرُ بالـ- بالحرِ فقط" قُلتُ
"سننتَهي قريباً إصبِر" اردف ليتوجهَ لكامرتِه مرةً أُخرى و يستمرُ بألتقاطِ الصور إليّ كما فعل اولاً،
"الصورُ تبدو جيدةً ، أيجُب ان نتوقَف هُنا ؟" قالَ
"كما تشاءُ،استاذ"قُلت بهدوءٍ
"اذهب وغير ملابسك هذا يكفي لليومِ" قال موجهاً نظرهُ للكاميرا في يديهِ ، لأتوجه لاغيرُ ملابسي من دونِ التفوهُ في ايّ شيء جسدي يرتعشُ بالكامِل ،
Mark pov end
Yuta pov:
"سأذهب" قالَ بعد ان اكملَ تبديلَ ملابسهِ، لأنظرَ نحوِه
"انتظر، لقد عملتَ بجِد سأبتاعُ لك المُثلجات" قُلت مُتبسماً، ليبادلِني الابتسامة..انها المرةُ الاولى التي يبتسمُ فيها إليّ ، إنها الجنة ! اخيراً !
"حسناً اذاً"قالَ
"لِنذهب" قُلت ، و الفراشاتُ تُدغدغ معدتي،اشعرُ إن الحظ ابتسمَ ليّ اخيراً بعد كُلٍ هذا،
انها ايضاً المرةٌ الاولى التي نسيرُ فيها بجانبِ بعضنا،حسناً كُنت احضرُ لعذرٍ من البدايةِ كي لا نذهبِ في سيارتي، و الآن اشعرُ وكأننا في موعد،الهي النجدَة..
القليلُ مِن السيرِ في بعضِ الشوارِع،معاً،و الهدوءُ يسيطرُ على كليّنا، توقفنا عند عربةِ بيعِ المُثلجات !
"أيُ نكهةِ تُفضل ؟"سألتهُ قبل ان اتقدم لشرائِها
"الشوكولاتة هي المُفضلة لديّ" قالَ لأبتسم و أُضيف
"سأحفظُ ذلِك !" ،لأتوجهُ لشراءِ المُثلجاتِ لكليّنا،لأعودَ بعد أن فَعلت،
"شُكراً لك"قالَ بعد ان أخذَها من يديّ لأبتسمَ لهُ
"ماذا عنكَ ؟ ما النكهة التي تُفضلها ؟" سألني ، لأتمالَكَ نفسيّ ألا ابوحَ لهُ ان شفاههُ كانت أفضل مذاقٍ تذوقتهُ قد..لكنني سأذهب الى وراءِ الشمسِ إن فعلتُ ذلِك حقاً لايُمكنني قُولها،
"احبُ القهوة،حتى و إن كانت نكهةً مُثلجات"قُلت
"كيفَ تُحبها ! طعمُها قبيحٌ حقاً"قالَ بأنفعال،اشعرُ إنني اودُ البكاء اريدُ تقبيلهُ حقاً لما هو لطيفٌ هكذا
"لما تبتسم ؟"سألني بعد إن لاحظَ إنني ابتسم
"انكَ تتكلمُ كالاطفال" همستُ عِند أُذنيه
"ماذا ؟"قالَ بغضبٍ طفيف
"إنني امزحُ معَك لاتنفعل"قُلت لأضَحك بخفة ليشاركني ذلِك،انهُ اجملُ يومٍ حظيتُ بيهِ طوال حياتي

لَم أكُن أعرِفُ هذا الشعورُ حَتى قابلتُكَ  | yumark.Where stories live. Discover now