"تفكِير"

718 38 21
                                    

مرّ أسبوعٌ ونِصف مُنذ ذلِك اليوم، لَم يرَى يُوتا مارك في المدرسةِ أبداً
كانَ يبحثُ عنه بعيناهِ طوالَ الوقت لكِن بصفتهِ مُعلم في المدرَسة، لا يُمكنه تكريسُ وقته للبحثِ عن طالبٍ ما في تِلك البنايَة الضخمَة، بشكلٍ او بآخر

كانَ يُوتا يسيرُ في ممرِ المدرَسة في نهايةِ احد الأيامِ المدرسيِة التي كانتَ مُملةً حقاً بالنسبةِ له دونَ رؤيةِ محبوبه
بينمَا ينظرُ لساعةِ يداهُ بينَ الخطوةِ والأُخرى لاحظَ بطريقهِ أصدقاءَ مارك واقفينَ سويةً ويبدو على ملامحِهم الجدَية،

لم يهتَم حقاً لسببِ تلِك التعابير، و بدونِ تفكيرٍ إتجهَ نحوَهم و كُل مايفكرُ فيهِ هو 'أين مارك'
" أهلاً " قالَ حينَ وصل عِند الإثنان لينحنوا إحتراماً لهُ
" مرحبا أُستاذ " اجابَ هيُوك بوِد
" أُهنالِك خطبٌ ما ؟ " سأَلت آري بهدوء
" كَلا لاتقلقَا ، كُنت قد لاحظتُ غيابَ زميلِكما مارك مُنذ مدة و بِما إنكما صديقاهُ أتيتُ لأسئلكما إن كُنتما تعلمان لما يتغيبُ كثيراً مؤخراً " قالَ ليُضيف
" أعني، أستفسُر إِن كانَ لديهِ مُشكلةٌ او شيءٌ ما ،ف إن كانَ غيابهُ دون عذرٍ سيفصَل "

" نعتذرُ لكِننا حقاً لا نعلمُ ما الذي يحدثُ معه " أردفتَ آري ليبديَ يُوتا ملامِح الشكِ و الفضُول
" هو لايُجيب على مُكالمتِنا او رسائِلنا النَصية، و حتى حينَ نزُور مَنزلهُ لا يبدو إننا مُرحب بِنا، نوعاً ما" قال هيُوك ليرفعَ كتفاهُ بجهلٍ نهاية كلامهِ

لَم يجُبه يُوتا، بَل أكمَل طريقهُ و الأفكارُ و التساؤلاتُ تملئ رأسه،
هو لم يكُن بخيرٍ حقاً عكسَ ما يبدو، فأشتياقهُ لمارك كان يؤذيهِ و يُحدث فراغاً داخلهُ
ف كُلما كان يومهُ جيداً لا بدُ أن يكونَ سيئاً ، بدونِ مارك
كانَ دائماً يشغلُ تفكيرهُ، اين هو، هل يأكل، كيف يومهُ، ما الذي يفعلهُ، أهو حزينٌ ام سعيد، كان يفكر و يتسائلُ كثيراً بخصوصِ مارك، هو لم يفارِق بالهُ ابداً
لم تكُن صحتهُ بخيرٍ، ولم يكُن يبلي بلاءً حسناً في عملهِ
تعاملهُ مع الناسِ لم يكُن كمَا كانَ، إن مارك لهُ تأثيرٌ قوي على يُوتا عكسَ ما يبديهِ
لطالَما كان يُوتا يحبُ الظهُور بمظهرِ الشخص الصلِب، الذي لا يهزهُ شخصٌ او مشاعِر
ولهذا، كان دائماً ما يُظهر نفسهُ بمظهِر الرجُل الغير مُبالي بينما هو يبكِي في سريرهِ كُل ليلةٍ كالأطفال من فرط الشُعور السيءِ الدي ينتابهُ بسببِ الفجُوة التي تنمُو داخِله طوالَ الوقت
كانَ يكتُب، يستمعُ للمُوسيقى، يُرسم، يَطبخ، يدعيِ الله بينَ الحينِ و الآخر
مع إِنه يعلمَ إن الله لن يُجيب دُعائه، لكِنه كان يفعلُها كُل ليلة
كانتَ أغانيهُ تخصُ مارك، كتاباتهُ و رسماتهُ
كانَ مارك دائماً حولهُ، حتى بالرغمِ من عدم وجودهِ
وهذا كانَ ما يؤلمهُ أكثر ..

‏ : Yuta pov
أقودُ بهدوءٍ مُتجهاً لمنزلي، بعد يومٍ متعب كما كانتَ كُل الايامِ مُتعبةً مِن دون مارك
لا أعلمُ حقاً هل كلُ شيءٍ مرتبطٍ بهِ ؟ أم أنا فقط أحبهُ كثيراً
باتَ كلُ شيءٍ يُذكرني بهِ ، وهذا ينهشُ داخلي ..
ليسَ الأمرُ و كأننا إنفصلنا ، لا اعلمُ إن كانَ سيئاً لتِلك الدرجة ، أنا اشتاقُ اليهِ وحسب
الشوارِع و الجُدران، منزلي، المدرسة، عطري، سيارتي، ملابسي و طريقة كلامي، الموسيقى و الأفلام، النبيذ و القصائد،
كُل شيءٍ مرتبطٌ بهِ بطريقةٍ ما، أصبحُ كل شيءٍ يخصُ مارك

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 09, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لَم أكُن أعرِفُ هذا الشعورُ حَتى قابلتُكَ  | yumark.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن