الفصل الستون 🌸 صلح

1.1K 77 47
                                    

💜 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 💜


لقد كانت الأيام تمر بثقل على قلب حياة التي لم تتصالح مع أخيها أحمد بعد و لم تتمكن من اللقاء بيزن ولا حتى رؤية ريان لقد كانت تشعر بالشوق لهما و للسيدة كاميليا و السيد ياسر فقد كان التواصل معهم شبه منقطع خصوصا مع يزن الذي لم يتواصل معها منذ حديثهما الأخير أما ريان فقد كان يحادثها على الهاتف مرة أو مرتين يوميا وذلك ما كان يسعد قلبها و بما أن ريان قد تعود على الحديث ولم يعد يستعمل لوحته و قلمه فلم يكن هناك حجة ليتحدث السيد يزن معها بدلا عنه ..

لقد كانت حياة تنتظر مراسلة السيد يزن لها بشدة و أرادت كثيرا أن تراسله في أوقات ضعفها و في الأوقات التي كانت تشتاق إليه أكثر لكنها كانت تمنع نفسها بصعوبة لقد كانت تتسائل عن سبب إنقطاع أخباره عنها و عن سبب عدم سؤاله عنها لقد كانت تفكر طوال الفترة الماضية عن سبب إنسحابه المفاجئ من حياتها ذلك الإنسحاب الذي خلف أثرا عميقا في قلبها ..

لقد كانت تشعر بالشوق و الفراغ و الضيق و الحيرة مشاعرها كانت متخبطة في بعضها ، لقد كانت تسأل ريان عن حاله لكنها لم تتجرأ أن تسأله عن أكثر من ذلك 

إستمرت في التفكير في الصورة التي أرسلها لها و ظهور الآنسة سارة فيها كان يزعجها لقد كانت تشعر بالغيرة في أعماقها ورغم أنها لم تشأ ان تتعمق في التفكير كثيرا إلا أنها كانت تفكر فيها مرغمة كسبب لإختفائه ..

سألت نفسها بحيرة وهي تنظر إلى سقف غرفتها بشرود " هل وقع في حبها ؟ هل تراجع على رغبته في الزواج بي " ليجيبها صوت آخر " هل سيقبل الزواج بك بعد  رؤيته لمشاكلك ! " لتتنهد بحزن وتصمت

نفضت تلك الأفكار من رأسها ثم نهضت من سريرها وهي عازمة على جعل أحمد يسامحها لقد كانت تشعر بالفراغ في قلبها وما كان يزيد حزنها أكثر هو عودتها إلى روتينها الممل وجلوسها في المنزل طوال اليوم دون أن تمتلك وسيلة لتمضية الوقت ..

لقد كانت عازمة على أن تقوم  بجعله يسامحها بكافة الطرق و إختارت أن تبدأ بمعدته أولا لذا فقد توجهت نحو المطبخ لتعد له تحليته المفضلة ثم توجهت نحو غرفته بعد أن إنتهت من تحضيرها وهي تمسك قطعة منها و تخفيها وراء ظهرها .

فور أن أذن لها بالدخول إبتسمت في وجهه قائلة بنبرة مترددة : ( هل يمكنني الدخول يا أخي ؟ )

حرك رأسه و أغلق عينيه بمعنى تفضلي ثم أعاد النظر إلى كتابه الذي كان بين يديه وهو يقول بنبرة باردة : ( هل أنت بحاجة إلى شيء ؟ )

نظرت إليه بإستسلام ثم قالت بنبرة حذرة : ( أجل أنا بحاجة إليك)

أبعد عينيه عن كتابه لينظر إليها مستفسرا قائلا بنبرة باردة وهو يتجاهل قصدها : ( أنا هنا أمامك ! )

حياة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora