الفصل السادس و التسعون 🌸 صفحة جديدة

647 49 14
                                    


السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته


في الجهة المقابلة، وعلى بعد مسافات طويلة .. كانت حياة قد بدأت تشعر بطعم الحياة مرة أخرى .. لقد مرت أربعة أشهر منذ وفاة أحمد . أربعة أشهر قاسية لم تخلو من الدموع  و الإشتياق و الحسرة .. ورغم أنها لم تكن قادرة على أن تتجاوز حزنها لكنها أيضا قد تجاهلته وأغلقت عليه في داخلها 

لقد كان ليزن الدور الكبير في إخراجها من حالة الحزن تلك .. بقاءه الى جانبها طوال الأشهر الماضية و تحمل حالات الحزن المفاجأة التي كانت تباغتها بين حين و اخر.. دموعها التي لم تكن تفارق عينيها.. وحالات صمتها المفاجأة، كل ذلك لم يكن عائقا له .. لقد كان صابرا على حزنها، متفهما للحريق الذي اندلع في داخلها.. لقد كان ينتظر وبصبر مطلق تجاوزها.. لقد استمر بالبقاء الى جوارها  تاركت ايها  تفرغ المها امامه بحرية

 لم يكن يمنعها من البكاء اويجبرها على التقبل.. لقد كان يدرك حجم  حزنها، وقد كان يعلم ان ما تمر به امر طبيعي قد مر به هو ايضا بعد وفاة اخته.. لذا فقد كان ينتظر الى جوارها  بهدوء لحظة تصالحها مع الحياة مرة اخرى..  قبل ان تقرر هي في النهاية ان تمسح دموعها وتستجمع طاقتها و تتقبل مصابها .. لقد كان يزن يشعر بالسعادة اخيرا بعد ان عادت لها ابتسامتها  . لقد كان يدرك جيدا انها بحاجته لذلك اجل جميع اموره .. و ترك اغلب وقته لها حتى استطاعت ان تتغلب عن حزنها  

لقد كانت حياة تتوجه كل يوم نحو عملها برفقة يزن وفي المساء كانت تقضي معظم الوقت مع ريان وتحاول ان تسعده وتعوضه عن ابتعادها عنه في الفترة الماضية، لتعود بعدها متعبة الى منزلها وتجالس والدتها وهي تحاول الترفيه عنها، و اخبارها بتفاصيل يومها ..


 لقد كانت تحاول إشغال نفسها على قدر المستطاع لقد كانت تعلم بأنه لا يجب عليها أن تسمح لمزيد من الحزن أن يسيطر عليها، لقد كانت تدرك بأنها يجب عليها أن تضع نقطة فاصلة لظلامها لتعبر إلى الجانب المشرق من حياتها تماما كما كان يتمنى أحمد ..

.. لم تكن تعلم بأن أحمد على قيد الحياة وأنه يصارع ذاكرته البيضاء لعلها تظهر له حروف هويته ..

لقد خف حزنهم و حل الصبر على قلوبهم، اما لؤي و كريم فقد تغيرا كثيرا بعد وفاة أحمد.. أصبحا يهتمان بوالدتهما اكثر و لا يحزنان حياة، حتى انهما قد اصبحا يحترمان يزن و يقدرانه ولم يعودا يعترضان على عمل حياة معه، ولا حتى ذهابها الى منزله لزيارة ريان وعائلته. لقد كانا يعلمان بأنهما زوجين وأن ما أخر زفافهما هو وفاة أحمد .. تغيرهما ذاك ربما كان راجعا لشعورهما بالذنب و الحزن تجاه أحمد ..

حياة Where stories live. Discover now