الفصل السبعون 🌸 رسالة اعتذار

855 60 35
                                    


💛 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 💛

في المساء كان ذات الموضوع يؤرق تفكيرها، لقد كانت تخشى من أثر كلماتها عليه و تخاف أن تخسره نتيجة لذلك.. خصوصا بعد أن عادت الى المنزل و هدأت لتقرر فيما بعد مراسلته و الإعتذار منه...

أما يزن فلم يكن قد هدأ أبدا.. كلماتها التي أشعرته بأنه لا يحق له أن يخاف عليها و بأنه غريب عنها ولا حق له في أن يحميها أو يضمن سلامتها كانت تجعله يفور غضبا... لقد كان يشعر بأنه لا يزال بعيدا عنها و كأنها تبني الحواجز بينهما كلما ظن أنه إقترب منها خطوة. لقد كانت مشاعره متضاربة بين ألم قلبه الذي كان يشعر به حين رآى الكدمة على معصمها و بين إختناق أفكاره وهو يفكر بأنها لازالت تتعرض للعنف و بين ثقل صدره وهو يستمع إلى صدى كلماتها التي آلمته ...

لقد كان جالسا في الصالة برفقة والديه و ريان حين ورده إتصال هاتفي من عمته التي أخبرته بنبرة متحمسة جعلته يتفاجئ؛ فقد أخبرته بأنها الآن في محطة القطار برفقة إبنتيها وأنهن ينتظرن قدومه ليقلهن إلى المنزل..

ليجيبها قائلا وهو يأخذ سترته ويقف من مكانه : ( حسنا أنا قادم )

سألته والدته بإندهاش : ( هل أتت عمتك و إبنتيها ! )

أجابها قائلا بنبرة هادئة وملامح متعبة : ( أجل إنهن في محطة القطار، سوف أذهب لأحضرهن ..)



أومأ له والده الذي كان يجلس بهدوء بينما توجهت والدته نحو السيدة سعاد و الآنسة لارا لتخبرهن بمجيئهن.

تحدثت لارا التي كانت متفاجأة قائلة بنبرة مستنكرة: ( ماذا! لكنني لم أنظف غرف الضيوف.. كما أننا لم نحضر العشاء بعد! )

نظرت إليها السيدة سعاد بعتاب بينما تراجعت عن كلامها لتقول بنبرة حذرة: ( إذن .. سوف أذهب حالا لتنظيف الغرف .. )

ابتسمت لها السيدة كاميليا قائلة : ( حسنا يا إبنتي و أنا سوف أساعد السيدة سعاد في تحضير العشاء )

قاطعتها السيدة سعاد قائلة : ( لا يا سيدة كميليا لاداع إرتاحي أنت وأنا سوف أحضر العشاء لوحدي )

إمتنعت السيدة كاميليا قائلة بنبرة ممتنة : ( لا يا عزيزتي سوف أساعدك لننتهي بسرعة ) ثم نظرت إلى الآنسة لارا قائلة: ( و أنت يا إبنتي حضري لهن الغرف.. كما العادة واحدة للسيدة جميلة و الآخرى للفتاتين )


🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼


فور أن وصل إلى محطة القطار حتى إتجهت نهى نحوه بحماس وهي تلوح له بيدها اليمنى و تجر حقيبة سفرها بيدها اليسرى وخلفها تمشي كل من والدتها و عبير اللتي كانت تبدوا هادئة.
إتجه نحوهن يزن ليعانق عمته بحرارة وهو يقول : ( الحمد لله على سلامتكن، كيف كانت رحلتكن؟ )

أجابته عمته قائلة بملامح سعيدة: (سلمك الله يا ولدي ..)
بينما قاطعتها نهى قائلة: ( لقد كانت رحلة متعبة حقا.. )
بينما تحدثت عبير قائلة بنبرة لطيفة: (كيف حالك يا يزن ؟ أجابها قائلا بإبتسامة أنا بخير الحمد لله و انتن كيف حالكن ؟ وكيف حال العم خالد ألم يأتي برفقتكن؟ )

أجابته عمته قائلة: (للأسف لم يقدر على المجيء بسبب عمله لكنه يبلغك سلامه و يبارك لك على خطبتك يا عزيزي )

قاطعتهم عبير قائلة بنبرة سعيدة: ( مبارك لك.. ) بينما ظلت نهى صامتة.
إبتسم لها يزن قائلا بنبرة سعيدة: ( بارك الله فيكم..) ليتمم قائلا وهو يحادث نهى التي تغير مزاجها فور أن ذُكر موضوع خطبته: ( كيف هي دراستك يا نهى ؟ )

حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن