جزيرة المنفيين.

|3| لقد كنتُ أحلمُ بالطعام .

في اليوم التالي و عند موعد العشاء تحديداً أخبر مارت الجميع أنه يريدهم بأمر هام للغاية ولا يقبل التأجيل، لذا فقد اجتمع الجميع بمن فيهم فلورو والفتاتان كذلك

تحمحم مارت مستعداً للحديث هذا، وعلم أنه لا عودة في الطريق الذي يريد أن يسلكه،ولا يستطيع الانسحاب كالجبان." سأخبركم بشيء بالغ الأهمية، لقد قررت قراراً مهما للغاية، و سأتحمل نتيجة قراري مهما كانت ردة فعلكم."

" قل ما ستقوله يارجل بدون مقدمات، لقد أثرت الرعب في قلوبنا، هيا تكلم." صرخ به دينيس بنبرة ساخرة فضحك هو و القليل ممن هم قربه.

" لا تقاطعوني رجاء. " قالها مارت بنبرة آمرة أكثر منها كطلب، فابتلع الرجال الذين ضحكوا وأومأوا له يخفة فابتسم برضا.

" لقد قررت أنني سأستكشف الجزيرة من الجهات الثلاث المتبقية، الجنوبية، الغربية، والشمالية كذلك، من أراد الذهاب معي في الغد سأنتظركم عند الساحل الشرقي للجزيرة، ومن لا يريد الذهاب فهو حر بقراره، و أقول لكم من الآن من ليس لديه القدرة من رجال كبار في السن فهو معفي من المهمة.

سأقول شيئا أيضاً، من الممكن لرحلتنا أن تستمر أياماً طويلة للغاية وربما أسابيعاً، أشهراً حتى، فلا أرغم أحدا على المجيء معي ولكن بعد عودتي سيكون لدينا كلام جديد، لأن لدي خطة عظيمة لتعيد لنا كل حقوقنا وحريتنا أيضاً.

كما اتمنى أن يزداد عدد المنفيين لأن ذلك يساعد كثيرا في هذه الخطة، ولا يسألني أحدكم عنها لأنني لن أجيب إلاّ حين عودتي من الرحلة، وإن لم أعد كحد أقصى بعد ستة أشهر يمكنكم أن تقرأو الورقة التي سأضعها في كوخي و سأعطي المفتاح الخاص بكوخي لجيرالد. "

عمّ صمت مزعج بالمكان بعد انتهاء كلمات مارت." ولم أنا ؟!" سأل العجوز جيرالد ببطء وبلهجته المتعبة ذاتها، " لأنك أقدمنا على الجزيرة وأكبرنا سنا وأكثرنا خبرة." أجابه مارت وهو ينظر نحو بلطف، فما عاناه جيرالد هو الأصعب.

" سأترك ورقة مع جيرالد أخبركم بها بمكان دفتر المذكرات الخاص بي الذي توجد به الخطة كاملة، وإياكم ثم إياكم أن تكونو أنانيين و تحاولوا الوصول لمكان الدفتر مستغلين طيبة قلب جيرالد، لأنني سأترك لغزا لن يعرفه إلا الأذكياء، و الآن من كان يريد الذهاب بإمكانه ذلك." قال كل ما يريد قول دفعة واحدة والرجال لا تزال وجههم الصدمة والدهشة وعدم التصديق الممتزج بالحماس والاستغراب من تلك الفكرة التي خطرت في بال الجميع كآخر طريق للأمل والنجاة.

في صباح اليوم التالي

أشرقت الشمس بنورها ترمي بضةءها البرتقالي بكل مكان، تنشرُ الدفئ وسط ظلام الليل وتبعدُ النجمات والقمر من طريقها لتتخذ من السماء لها عرشاً على العالم. بينما كان مارت المتحمّس للغاية يحزمُ حقيبته الصفيرة واضعاً فيها كل ما قد يلزمه لهذه الرحلة الطويلة الأمد، خرج من كوخه بعد أن أقفل بابه جيداً وتوجه لكوخ بعيد عنه قليلاً.