|5| ستلتهمك الوحوش !

508 50 83
                                    

الكهف الأول
« روز، مايكل، دينيس. »

كانت الصدمة تعتلي وجه دينيس وبدت صدمة كبيرة لملامحه المتغيرة، وعينيه المفتوحتان والمتوسعتان بلطف شديد مُنافٍ لقسمات وجهه الرجولية، وقف يلهث بشدة، وبصعوبة كبيرة استطاع التقاط أنفاسه بعد لحظات.

مرت الدقائق ثقيلة على الثنائي روز ومايكل اللذان كانا ينظران له بعدم فهم بعد أن صرخ بكلماته ووقف يلتقط أنفاسه.  " لن تصدقا ما رأيت !!" قال وهو يتنقل من فوق البلورات للوصول إليهم.

قفز من فوق البلورات الأخيرة برشاقة ووقف أمامهم أخيراً وهما ينظران له بمعنى تحدث أن سنخنقك في الحال. تنفس بعمق للحظات. " لقد ..كان .. لقد كان هنالك كل ما كنا نبحث عن تفسيره، كل الحيوانات الضارية والوحوش الكبيرة كانت خلف تلك البلورات ال..." تحدث بتلعم وتقطع وهو يكاد يلتقط أنفاسه وهما نظرا له بمعنى ' هل تتحدث بجدية؟!'

" أهذا وقت المزاح يارجل ؟" كان مايكل من قاطع كلامه وهو ينظر له بنظرة مخيفة جعلت كليهما، روز ودينيس يقشعران. " أتراني أمزح ؟" صرخ دينيس بحدة بعد أن تمالك نفسه. " إن لم تصدقاني يمكنكما المجيء ورؤية ذلك بأنفسكم." علا صوته الذي عادةً ما يكون هادئاً وهو يصرخُ بمايكل الذي ضيّق عينيه بعدم تصديق.

" حسناً، أنا سأذهب بنفسي، أريد أن أرى، أريد أن أصدق ." كانت روز من قررت قطع الحرب بين عينيهما ليتنهد مايكل بعد لحظات. "وأنا كذلك سأذهب ولكن كيف سأستطيع المرور ؟" سأل مايكل ليضحك كليهما.

" من أجبرك اليوم على الأفطار أن تتناول أربع أطباق؟ ها؟" قال دينيس بمزاحه اللطيف يحاول إبعاد الجو المشحون الذي حصل بينهما. " وما ذنبي إذا كان طعام اليوم لذيداً للغاية يا أخي ؟ أخبرني ؟" جاراه مايكل ليضحك الإثنان وتصبح روز حمراء اللون من إطراء مايكل الغير مباشر وإعجابه بها.

" إلى متى سنظل هنا ؟؟هيا بنا." أسرعت تسبقهم بخطواتها متجنبةً الحديث وهي تداري خجلها الظريف بخطوات متعثرة حتى كادت تقع أكثر من مرة. ومايكل يضحك تارةٍ وينظر نحوها بابتسامة تارة أخرى.

مشوا جميعاً يتخطون البلورات. روز تمرُ بجسدها المحيل من أسفلها، دينيس يقفز تارة ويميل تارةٍ، ومايكل يقفزُ من فوقها حتى يستطيع المرور دون أن تدخل إحدى البلورات في جسده الضخم. وكل لحظة يضحك أحدهما عليه وتتحول تعابير وجهه كلما تخطى مجموعة من البلورات.

" إضحكا إضحكا سأريكما حالما أصل ." يقول بغضب مصطنع فيضحكا  " عندما تصل ستلتهمك الوحوش! ستجد فيك وجبة شهية دسمة." يقول دينيس وتضحك روز بخفة ويستمرون بالقفز !

كانت هذه الرحلة جميلة بشكل لا يوصف بالنسبة لهم، بشكل لا يمكن الحديث عنه، فكما يرى ديتيس أن حصَل على أخٍ لم تلده أمه، صديق يشاركه المزاح والضحك والمغامرة. ويرى أن الحُبّ قد طرق باب كل من قلبيهما. روز ومايكل. هاذان الذاز لا يتوقفا عن استراق النظر لبعضهما البعض.

جزيرة المنفيين.Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon