|10| انا أحتضنُ مالكةَ قلبي فقط !

457 49 91
                                    


العملُ جارٍ على قدم ٍ وساق، والتجهيزاتُ للتمرد لا تتوقف أبداً، مضى أسبوعٌ كامل، انتهوا من صناعة أغلب المواد التي ستفيدهم في ذلك. انتهى الحدادون الذي يعملُ مايكل مُشرفاً عليهم من صنع الكثير من المسامير.

لم يكونوا يتوقفوا إلا ساعات قليلة لتناول الطعام والنوم، يبدأ العمل قبل شروق الشمس ولا ينتهي إلا بعد منتصف الليل. لم ينم أحد إلا ساعات قليلة ولكن النشاط كان يغلب عليهم دائماً.

كذلك انتهى النجارون من قطع الأخشاب المقطوعة من الأشجار وتحويلها إلى قطع مختلفة الأحجام والأشكال ستكون المادة الخام والرئيسية في صُنع السفن، كما انتهت الفتيات مع الخياطين من حياكة ما يُعادل مئة شراع وهذا يُعد ُإنجازاً كبيراً للغاية خلال أسبوع واحدٍ فقط !

لم يعد لديهم إلا القليل الذي سيبدأون به على الفور، بدأ الجميعُ بصنع السفن، سفينة تلو الأخرى، يُشرفُ على الأمر كُله مارت، دينيس، كريس، زاك ومايرو. ثلاثة فرقٍ كبيرة كُل واحدةٍ منها بدأت بصنع سفينة ضخمة ستكون في المقدمة.

بقية الفرق التي أصبحت في تزايد فلم يخلُ يومٌ واحدٌ من حضور القارب بمنفيٍّ أو أكثر و أحياناً كانت تأتي السفن الكبيرة المحملة بعدد كبير من الرجال والنساء تُجمع من السجون ويتم إحضارها إلينا في اليوم التالي.

جاءت هذه السفن ثلاث مرات في هذا الأسبوع الأمرُ غريبٌ أول هذه السفن كان هناك خمسمئة رجل وستة وعشرون فتاة، والثانية كانت تحملُ مئةً وتسعين رجلاً وفتاتان أما الأخيرة التي كانت أكبرهم عدداً كانت تحمل على متنها ألفاً و خمسمئةِ رجل و سبعة فتيات .!

" ما كل هذه الأعداد ؟ ومن أين يأتون بها؟ من المستحيل أن كل هؤلاء مذنبون !." تساءل دينيس وبقي سؤاله معلقاً ولم يجبه أحد لأن الجميع يعلم أنهم مظلومين.

أصبح عددهم على الجزيرة كبيراً للغاية وتوقف عدد من النجارين ماهرين للغاية لصنع أكواخ لأولئك الذين جاءو في يوم واحد. الأمر الذي ساعدهم أنه كان من بينهم عدداً كبيراً من النجارين و الحدادين و الخياطيين كذلك .

كان عددهم على الجزيرة من فتيةٍ وفتيات وعجائز كذلك ألفان وسبعمائة وثمانية وعشرين شخصاً، و هو أمر يرفع من معنوياتهم و يجلهم سعداء!

فلكما كان عدد الرجال و الفتيات أكثر كلما كان تمردهم قوياً وساحقاً، وكانو متأكدين أنه سيكون كذلك .. كانو جميعاً على يقين من كل ذلك الأمر، فهم على الحق ويكفيهم أن يكزنو كذلك.

●●●●●

الأمر بدأ يُصبح جميلاً للغاية!
شعورهم باقتراب التمرد يُضيف على الأمور شعوراً ساحرياً، شعوراً بالسعادة .

الأيام تمضي و التمرد يقترب و هذا ما يجعل الحماس يدب فيهم، يجعلهم مستعدين للعمل لأيام طويلة منذ شروق الشمس وحتى ظهور القمر وبداية ظهور خيوط الشمس لليوم الذي يليه بدون تعب!

جزيرة المنفيين.Where stories live. Discover now