|8| أخٌ فقط.

420 43 59
                                    

بدأ السير باتجاه الجزء الغربي مع شروق الشمس، اعدّت الفتيات بعض الطعام و تناولوه جميعاً.

كُانوا يسيرون في كل صفٍ ثلاثة كما العادة و هذا الأمر كان جيداً نوعاً ما لهم، أخذت فلورو الكتاب من مارت و لم تعده له للآن بعد، مما جعله يفكر أنها لم تنته ِمنه، لقد علمَ البارحة أنها أخته عندما حدثتهم عن النقوش في الكهف و عندما قرأ دفتر رجل الكهوف كذلك و لكنخ للآن لم يخبرها بذلك .

"ستعلم كل ذلك عندما تنتهي من قراءة كتاب رجل الكهوف." همس بالكاد وخرجت كتمتمة غير مفهومة، كان ينظر نحوها وابتسامة سعيدة ارتسمت على شفتيه.

لقد وجدها أخيراً!

كان الجزء الغربي مليئاً بالأشجار في بدايته، أرزٌ و صنوبرٌ و الأشجار الحراجية كذلك. كانت الطبيعة من حولهم رائعة، فكما توقعوا الجزء الغربي يخبئ لهم بين ثناياه الكثير من المفاجآت، البحر بعيداً بعض الشيء عن أنظارهم و الأنهار كان تجري من حولهم باتجاه البحر لتصب به مائها.

انتهت مسيرتهم لليوم وحتى الآن فلورو لم تعد الكتاب لمارت مما جعله يتساءل مرةً أخرى.

أيعقل أنها لم تنهه للآن ؟!

●●●●●

فتحت فلورو الصفحة الأولى لتقرأ مذكرات هذا ( الرجل اللعين) كما أسمته. 'رجل الكهوف، من أطلق عليه هذا الاسم بالتحديد.' فكرت.

بدأت القراءة وتمنت لو لم أفعل .

"الآن انتَ بالتأكيد تمسكُ بين يديك دفتر مذكراتي و تضيعُ بين ثنايا دفتي ّكتابي كن متأكداً أن نظرتك للأشياء ستتغير بمجرد أن تبدأ في القراءة، رجل الكهوف. "

هذا ما كان مكتوباً في الصفحة الأولى البيضاء المهترئة لم تكترث لها و قلبت الصفحة و أكملت القراءة.

" كنتُ في السابعة عشر من العمر عندما أرسلتني والدتي إلى إحدى أقربائها لأنها كانت تنوي السفر و لمدة طويلة و تركي في المنزل بمفردي كان سيجلب المتاعب لي و لوالدتي لأنني كنتُ شاباً ولنقل متهوراً.

كان قريب والدتي هو ابن عمها ذاته لذا لم تكن والدتي خائفة عليَّ وأنا برفقته، ويا ليتها فعلت ذلك، كان قريبها غريب أطوار بعض الشيء يعيشُ في منزل وسط الغابة و إن صح الأمر فلنقل كوخاً أكثر منه منزلاً، كان كوخه غريب الشكل مثله لكنه كان كبيراً أيضاً.

كان كوخه مهترئاً و طُليت جدرانه بدهان أسود فاحم اللون متقشعر أيضاً ويبعث القشعريرة في الجسد وهذا ما أثار ريبتي.

جزيرة المنفيين.Where stories live. Discover now