لم يبتعدا أبداً

102 19 23
                                    

Part 9

ملاحظة: الفصل به أحداث مرعبة لذا تستطيعون تجنبه لو تكرهون الرعب  .

............
قبل 20 سنة

الجو يزداد برودة والمطر يتساقط لأوقات طويلة و الظلام يحيط الاراضي رغم إنها لم تتعدى فترة الظهيرة .

منزل معزول عن العالم تحيطه الجبال متهالك وسط غابة ، لايبدو إن إنسان وطأت قدمه تلك الأراضي بسبب بعدها و إتساعها .

لاتكاد تسمع صوت الحياوانات والطيور بسبب شدة المطر .

أنامل رقيقة محمرة الأطراف تجمع التوت خلف المنزل المتهالك ، لتترك سلتها على الارض و تقرب أناملها نحو فمها تحاول تدفئتها بانفاسها...

حملت الفتاة الصغيرة السلة وعادت للداخل لتخلع معطفها الاصفر الموحِل في دلو قرب الباب ، دفعت الباب ليصدر صوت صرير بقدمها وهي تحمل السلة الثقيلة والمليئة بالتوت .

"إيمي تعالي لناكل لقد احضرت لنا طعاماً"
صوت اقدام فوق السقف و بعدها تقرب الصوت لتدلي فتاة راسها من درج وسط المنزل وتقول "لارا احضرتي التوت مجدداً! طعمه سيء"
"تعالي لنأكل ليس لدينا غيره"

نززلت الفتاة ببطء من على درجات المنزل الخشبية لتصدر كل درجة تنزلها صوتاً كانها ستنكسر بسبب تهالكها .

كانت الفتاة الصغيرة إيمي بعمر الرابعة نحيلة جداً وعظام فكها و اكتافها بارزة ...
جلست قرب اختها على الارض الباردة يتناولان التوت بصمت و لكن لم يكن صمتاً حقاً فصوت المطر و تصادم الاشجار بقوة أقرب إلى ضجيج هائل حول المنزل .

"متى سيعود والدانا؟"
قالت إيمي بحزن وهي تأكل التوت بطريقة عشوائية ليتلطخ وجهها ذا العظام البارزة بلون أحمر
"أصمتي غبية قلت لك لن يعودا"
قالت لارا هذا بصوت غاضب وهي تمسح باكمام سترتها الصوفية وجه اختها .

دفعت إيمي يد لارا عنها لتقف وتترك التوت من يدها "أنت الغبية انا اشتاق لهما لماذا لا يعودان ، لا اتذكر كيف كان شكلهما حتى"
بدات بالبكاء و ذهبت لتجلس قرب نار خافته في مدفأة المنزل .

"أصمتي أصمتي لاتبكي"
قالت لارا الغاضبة بصوتها الطفولي و وقفت لتذهب لأختها التي كانت تبكي بشدة .

"أنت صغيرة ولا تصدقينني إنهم لن يعودا كم مرة علي قول هذا ، بكاء بكاء كل يوم توقفي"
"انا... لست صغيرة.... أتركيني وحدي" تحدثت إيمي بصوت متقطع وهي تلف ذراعيها حول ركبتيها .

وقفت لارا و ذهبت لتجلب عصا حديدية و ترفعها على أختها الصغيرة "قفي"
"ااه ... لا ...اتركيني لارا ....لن ابكي مجدداً ارجوكي"
قالت بخوف وهي تقف بسرعة .

Beautiful mess- فوضى جميلةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora