١٠

1.7K 87 31
                                    

مضى اسبوع على اللي صار مع الرجال الغريب في بيتنا وابوي للحين ما يعرف شيء ، سألت ثامر اكثر من مره سمع شيء ذاك اليوم صوت غريب حس بشيء غريب لكن كان يقول لا ما سمعت شيء.
خلصت شغل مصلح و اعطيته اياه في نفس الحديقة وقالي ان لازم نغير المكان ، وقال المكان الثاني انا اختاره ، فيه برضو منتزه صغير قريب من بيتنا بس انه فاضي شوي وقلت انه مكان افضل عشان ما ننقفط ولا يصير شيء و اتفقنا نتقابل اليوم.
تجهزت و رحت للمكان مع سواقنا و كانت معاي منال لاول مره.
"واي منكم و تتقابلون بالسر بدوني بعد"
"يا بنت الناس خلاص قلت لك غصباً عني المرات الجاية كلها بتجين معاي"
"والله ما يندرى عنك انتي وذا المصلح ، تبين انزل معك؟"
"لا لا ما يحتاج باخذ منه الاوراق وبرجع بسرعه"
"زين بسرعه عشان نلحق الكوفي"
نزلت و سكرت الباب وراي و دخلت داخل و قعدت ادور على مصلح ، كان فيه زي مجمع للمويه في وسط المنتزه وصغير ودايم تتجمع فيه الطيور ، قربت منه و حصلت مصلح قاعد وحوله الطيور ، ابتسمت على منظره اللطيف قربت منه بشويش خفت الطيور تخاف و تطير.
"والله ما حسبتك حنون للهدرجه"
لف علي وابتسم ثم رجع يطالع في الطيور.
"تعالي اقعدي"
حسيت فراشات ببطني يوم قالها ، اخ من منال هي و سواليفها صرت افكر في كل كلمه يقولها لي وكل شيء يسويه.
ابتسمت و قعدت جنبه ومد يده و كان فيه اكل للطيور.
"بسم الله من وين لك ذا؟"
"شريته من مكان قريب ، ما قد جيتي هنا؟ دايم هالمكان مليان طيور ثاني مره جيبي معاك اكل لهم يالقاسيه"
قال اخر كلمه و ميل جسمه لجهتي وابتسم.
ابعدت عنه شوي وحسيت بوجهي شوي و يشب نار ، سمعته يضحك لفيت عليه و شفته يناظرني ويضحك.
"وش يضحك!"
"وجهك احممررر"
وكمل يضحك بقوه.
مسكت وجهي و حاولت انقل بروده يديني لوجهي لعل وعسى يخف ، حسيت فيه قرب مني مره ثانيه وحط يدينه على يديني وقعد يناظرني ومبتسم.
"اللحين تاركتني في السيارة و الخياس عشان تطلعين ديت معاه ولا من جد وراكم شغل"
فزيت و ابعدت عن مصلح وهو لف يطالع وراه وشفت منال.
وقف مصلح و وقفت معاه و قعد ينفض ثوبه و يناظر منال بصدمه.
"بسم الله هذي وش جابها"
"جابها ربي يا قليل الادب وخر عنها"
قربت منال و دفت مصلح مع كتفه و وقفت جنبي ، قربت من اذني وهمست.
"كيييووووتتت"
وابتسمت لي ثم رجعت عبست و ناظرت في مصلح من فوق لتحت.
"اخلص وين الاوراق"
مد يده وخطفت منه الاوراق ناظرتها نظره خاطفه كذا وعطتني اياها.
"هه الاوراق و خلصنا نقدر نمشي اللحين؟"
"ايه ايه تقدرون بس ليان....مثل ما اتفقنا لا خلصتي منهم عطيني خبر"
"ايه تمام"
قال ثم لوح لي و راح.
يوم شفناه طلع و راح لفت علي منال وابتسمت وقعدت تنطط.
"كيوتتت مره كيوت يارب تتزوجون"
"وش نتزوج حماره انتي وربي ما اخذه يقهر"
"وش يقهر ياغبيه انتي اخ لو اني مصورتكم بس"
"يع قهرني اشوا انك جيتي"
"والله من شكلك واضح انه عاجبك الوضع اسكتي بس وجهك شوي و يتفجر من الحياء"
"ايه من الحياء مو معناته انه عاجبني قاعد يضحك علي و يقول وجهك احمر وجع"
"وهو صادق وجهك مدري من البرد و لا من الحياء بس اخ تهبلون تهبلووونن بزوجكم انا بنفسي"
سكتت و رحت وخليتها و ركبت السيارة وهي وراي تضحك زي الهبله.
ما راح اكذب الشعور كان حلو لما حط يدينه على يدي لكن اكيد ما بقول كذا لمنال الهبله بتمسكها علي طول عمري ويمكن تقولها قدام مصلح بعد انا ناقصته هو يزيد طقطقه علي انا يالله متحمله منال.
رحنا للكوفي و قعدنا شوي هناك ورجعنا للبيت بحكم ان بكرا مدرسة وباقي ما حليت ولا شيء ، وصلتني منال للبيت ثم راحت ، دخلت البيت وشفت حريم قاعدين في الصاله مع خالتي ، حاول اختفي عنهم واروح غرفتي علطول لكن شافتني وحده منهم و ابتسمت ، ابتسمت لها ابتسامه مصطنعة و رحت عندهم.
شافتني خالتي و اشرت لي بيدها اجي.
"هذي ليان ، ليان هذي اختي فاتن وهذي اماني"
"اهلاً حياكم الله"
سلمت عليهم وصراحه استانست انهم جو عند خالتي صحيح هي مرات ما تستاهل لكن لما يتعلق الموضوع بأهلها استانس اذا شفت خواتها مع بعض متجمعين وامها كانت تزورنا كثير قبل لا تتعب.
جيت بطلع لكن جت عندي خالتي.
"روحي صحي ثامر تكفين لي ساعه اطق عليه ما صحا قولي له خالاتك تحت"
"تمام"
صعدت فوق اروح اشوف ثامر شفيه ، نزلت اغراضي في غرفتي ثم رحت لغرفته ، فتحت باب غرفته و كان متغطي ونايم والتلفزيون حقه شغال.
طفيت التلفزيون و قربت منه ، حطيت يدي على البطانيه واول ما هزيته غاصت يدي داخل البطانيه ، ابعدت يدي واستغربت فتحت البطانيه وما كان فيه احد نايم ، كانت بس مخدات مصفوفه جنب بعض ، تملكني شعور بالخوف مو طبيعي وحسيت الدنيا حولي سوداء.
ياربي ليكون صار له شيء ، ليكون رجع الرجال هذاك و خطفه ولا سوا له شيء ، قعدت ساعه افكر بكل الاحتمالات ، رحت غرفتي واخذت جوالي اتصلت بمصلح.
"الو؟"
"هلا مصلح ، ابيك تساعدني تكفى"
"ابشري بس وش صاير!"
"ثامر اخوي ثامر مو موجود"
"عندك رقمه"
"لا ما عنده جوال"
"تستهبلين وش كبره هو؟"
"في ثاني متوسط اتوقع مدري تكفى مدري وش اسوي والله"
"طيب طيب اهدي اكيد انه رايح مع اخوياه ولا مع سواقكم"
"ما عندنا سواق وهو اصلاً ما عنده اخويا هو يالله يتكلم مع ابوي تبيه يتعرف ويصير عنده اخويا"
"طيب دقيقه اهدي انتي بدور عليه حول بيتكم بس ارسلي لي صورته"
"لا بروح معاك"
"وين تروحين يابنت الحلال خلاص اروح انا—"
"انا لابسه عبايتي وجاهزه انتظرك"
قفلت الخط و رحت علطول لغرفة ثامر شغلت التلفزيون و قفلت غرفته ونزلت تحت.
نزلت تحت شفت خالتي قدامي.
"هاه! شفيك لابسه عبايتك للحين"
"بروح..."
سكتت وما عرفت وش اقول.
"تروحين؟ وين ان شاء الله؟"
"البقاله ايه بروح البقاله تو اتذكر عندنا مشروع بكرا و احتاج اغراض"
"تبين ارسلي السواق توك جايه من برا شدعوه"
"لا لا احب اروح انا بنفسي"
فجاءه دق جوالي وشفت انه مصلح.
"هذا هو السواق برا يله مع السلامه"
"زين ، لا تتاخرين وانتبهي لا صار شيء ولا شيء اتصلي علي"
جيت بروح بس مسكتني مع يدي.
"ايه صح ثامر صحى من النوم؟"
"ايه صاحي قاعد ياخذ له دش وبينزل"
"الله يوفقك والله لي ساعه احاول فيه"
سويته لها 👍🏻 ورحت وهي تناظرني بتساؤل.
طلعت و اتصلت على مصلح.
"ها وينك؟"
"اول ما تطلعين من بيتكم روحي يمين لفي مع الزاوية تلقيني واقف بسرعه"
"طيب طيب جايه"
رحت بسرعه و اشوا لقيته علطول ، ركبت معاه وكانت السياره غير اللي خذاني فيها قبل.
"ماشاء الله كم سياره عندك انت"
"ما عندي سياره ذي حقت سلطان"
سحبت الحزام وكان يشتغل زين ، ركبته و قعدنا نتمشى في الحاره ندور عليه.
"طيب ما عندك رقم واحد من اخوياه"
لفيت على مصلح.
"اقولك ما عنده اخويا شلون تبيني اعرف ارقامهم"
"مستحيل يروح المدرسة يومياً خمس ايام في الاسبوع ولا يتكلم ولا يسولف مع احد"
"اول ما دخل المدرسة كانوا يحسبونه ابكم من قل كلامه"
ناظرني مصلح فجاءه وابتسم ثم رجع يناظر قدامنا و يأشر باصبعه.
"مو هذاك هو؟"
ناظرت قدام و حاولت اشوف زين ، قلت له يقرب شوي و كان من جد ، بس صدمه عمري ، كان ثامر واقف و يدخن ومعه عيال اكبر منه يدخنون بعد و يضحكون عليه ، ثامر فيه ربو!
جيت بفتح باب السياره وقفله مصلح من عنده و حرك السياره وابعدنا عنهم ، قعدت اناظر وراي و اناظر مصلح.
"انت غبي! ما تشوفه يدخن افتح الباب بجيبه معاي الحيوان"
"وش حيوان يا بنت الحلال اهدي شوي"
"وش اهدى يا مصلح! الولد فيه ربو وقاعد يدخن تبيه يموت! يكفي امي ماتت وخلتني ناقصه اخوي يموت بعد"
شفت مصلح سكت ويناظرني ثم نزل راسه.
"الله يرحمها"
هديت شوي و جيت بنزل ولا زال الباب مقفل.
"مصلح افتح الباب تكفى"
"صدقيني نزلتك هذي ما راح تفيده وبيرجع يسويها من وراك و قدامك ولا راح يهمه الموضوع"
"ليش يسوي كذا! ثامر انا اعرفه مستحيل يسوي هالحركات"
فكيت الحزام ولفيت ورا ولكن لا زلت ما اشوفهم زين ، كانوا واقفين جنب احد البيوت.
"طيب انت انزل"
"شدخلني انا"
"انتم العيال تفهمون بعض"
"اولاً انا ماني ابوه ولا مسؤول عنه ثانياً صدقيني لو نزلت وتكلمت ما راح يسمعون لي ، اخوي الكبير كل يوم ينزل لي محاضره جديدة وتشوفيني وقفت وقطعت الدخان؟ لا طبعاً ، حتى لو قابلتيه في البيت سوي نفسك ما تدرين و كلميه بهدوء و شوي شوي اوصلي للنقطه اللي تبينها"
"واهم شيء لا تعلمين اهلك"
هزيت راسي بـ "ايه" و قعدت ساكته مدري وش اقول.
"متى توفت؟"
لفيت عليه فجاءه بعد فتره الصمت.
"يوم كنت رابع ابتدائي"
"تذكرينها؟"
شفته مسك يدي وضغط عليها.
"ايه اكيد اذكرها ، مستحيل انساها لو يمسحون ذاكرتي بظل اتذكرها"
لفيت على مصلح وابتسمت وشفته يبتسم بشويش.
"اسف اني ذكرتك فيها ، في البداية حسبتهم منفصلين بس"
"لا بالعكس ، احب لما الناس يذكروني فيها ودي اسولف عنها طول الوقت لانها افضل انسانه قابلتها بحياتي كلها ومحد راح يساوي حبها في قلبي"
ابتسم مصلح و حط يده على الدركسون.
"برجعك البيت اللحين ويا ويلك اشوفك مكلمته ولا قايله له شيء"
"معليك بسكت ولا بقول اي كلمه"
رجعت للبيت ودخلت شفت خالتي قاعده مع خواتها في الصاله ، طلعت غرفتي و قعدت احل الواجبات اللي عندي و اجهز حق دروس بكرا ، مر وقت و شفت ثامر نازل تحت مع الدرج ، ناديت عليه ولف بسرعه ناظرني وابتسم.
"خوفتيني شفيك"
"بسم الله عليك ، لا بس ابي اطلب اكل تبي شيء؟"
"عادي اي شيء اطلبي لي معك"
"بطلب سوشي؟"
"الا ذا تكفين ، اطلبي لي بيتزا او برغر شيء ينأكل"
"اقول احترم النعمه هذا ينأكل بعد مدري شفيك عليه انت"
"زين خلاص لا تصيحين علينا"
ابتسمت له و راح ، طلبت لنا اكل و قعدت افكر كيف افاتحه بالموضوع.

صُدْفَة | Serendipity  Where stories live. Discover now