١٩

400 19 5
                                    

ليان
"اي رجال استهدي بالله يا خالتي"
فزيت من مكاني علطول بتوتر
"اقعدي ترا انا مو جايه اهاوشك انا بس اسأل"
"وش هالسؤال يا خالتي اكيد ما دخلت رجال هنا"
"طيب صوت مين اللي سمعته قبل شوي"
سكتت لحظتها وحسيت توترت زياده
"مو صوت احد ما كان فيه احد اصلاً—"
"ليان لو سمحتي جاوبيني بصراحه"
ظليت ساكته
"ما راح اهاوشك"
تنهدت و نزلت راسي مو قادره اطالع في عيونها وانا اتكلم
"هو اللي اسمه مصلح؟"
رفعت راسي بصدمه ، كيف عرفت اسمه
"شدراك بأسمه"
"وانتي نايمه شفته يتصل كثير و يرسل لجوالك"
مسكت جوالي بقوه وكأني بمنعها من انها تشوف اللي داخله.
"انا ما ادري وش قاعده تتكلمين عنه اصلاً و رقم اللي في جوالي هذا مندوب حق توصيل طلبات اخذت رقمه من منال"
"تمام العبي دور المجنونة بس اذا قفطك ابوك انا مالي دخل بالسالفة"
سكتت مع كلمتها وحسيت بخوف من الواقع المر ، لو صدق ابوي قفطني انا ومصلح وش بيسوي فيني؟ وش بيسوي في مصلح!
طلعت خالتي من الغرفة وخلت الباب مفتوح.
"اذا بتضيفينه ضيفيه في الحوش على الاقل يكون برا البيت ، وبابك خليه مفتوح ابي انام متطمنه"
طالعت فيها بحده و هي تترك الباب مفتوح وتطلع.
لما تأكدت انها راحت لغرفتها سكرت الباب و رجعت في سريري ، انا وش ورطني مع ذا المصلح يعني ما حبيت الا اخر شخص ممكن تكون بيني وبينه علاقه صدقيه ، وبعدين انا وش دراني ان ذا حب ، يمكن انا عاجبني شعور وجوده حولي بس انا مو بالشرط احبه!
قعدت افكر لين افتر راسي ونمت ، صحيت على الساعة ٤:٣٠ الفجر و قمت تجهزت للمدرسة وانا مالي ولا نقطة خلق.
طلعت مع منال وسواقهم و لما وصلنا للمدرسة كلمت منال عن موضوع مصلح.
"خلينا منه الله ياخذه ونفتك منه لا عاد تجيبين لي طاريه"
"استغفري ربك والله ما كان له دخل يا منال"
"الا له دخل الكلب هو اللي مطلق على خالي و ثامر"
"والله مو هو!"
"وانتي وش دراك كذب عليك بكم كلمه وصدقتيه"
سكتت وما كان عندي جواب على اللي قالته منال ، صدق ، ما عندي اي دليل يبين لي انه صادق بس قاعده اخذ بكلامه.
"منال بقولك شيء بس احلفي ما تعلمين احد"
"وشو—"
دخلت علينا ندى و هي تركض خوفتنا ، جت وجلست عندنا.
"بنااتتت بنات سمعتوا وش صار مع العصابة!"
قالت وهي تلهث.
"وش وش صاير بسم الله عليك تنفسي!"
مسكتها منال مع كتوفها و جلستها قدامنا.
"تخيلوا واحد منهم جاء اعترف للشرطه عن كل شيء"
طالعت منال بصدمه وكانت تقرصني من يدي تحت الطاولة دون لا تشوف ندى.
"مين؟ تعرفين اي واحد؟"
"لا والله بس يقول ابوي انه كب العشاء كله و بيطبون عليهم كلهم اليوم و يخلصونا منهم"
سكتت شوي وانا للحين مو قادره استوعب اللي قالته ندى.
جلست ندى تسولف مع منال عن شيء ثاني ولكن ما سمعت ايش كان. كنت خلاص في عالم ثاني ، جسدي لا زال موجود بس عقلي حلق وراح مكان بعيد ، كان تفكيري كله سلبي وكله يؤدي الى اني ما راح اشوف مصلح مره ثانيه.
ما رجعت للواقع الا من منال وهي تناديني و تلوح بيدها قدام وجهي.
"بنت وين رحتي؟"
"تهقين هو اللي راح وبلغ؟"
"من جدك للحين تفكرين بكذا سوري ليان بس قلعته ، ترا هو سبب ان ثامر بالمستشفى!"
"طيب لو ما كان هو السبب واحنا ظالمينه!"
صحت على منال بدون لا احس و طلعت من الفصل ورحت للحمامات و قفلت على نفسي وجلست اصيح ، ما قدرت امسك دموعي ، نصي يفكر بالطقاق هو بالنهاية مجرم و كذاب ونصاب يعني يهون عليه يسوي ابشع الجرايم ما راح يهون عليه انه يخدعني؟ ونصي الثاني يفكر لو كنت ظالمته و كان من جد مو هو اللي اطلق النار على ثامر و انسجن وهو يحسب اني افكره هو المجرم واني زعلانه عليه؟ انا الان اعيش بين نارين داخل عقلي ولاني عارفه وش اسوي.
رجعت الفصل واكلت تهزيئ من الاستاذة على تأخيري ، قعدت ولا كلمت منال ولا كلمة الين ما انتهى الدوام ، ركبت معها السيارة و لا زلت ما تكلمت ولا كلمة الين ما وصلت البيت ، اول ما وقفنا عند البيت مسكت يدي منال.
"ليان زعلانه؟"
"شرايك انتي"
قلت وانا حتى ما اطالع فيها.
"رأيي انك تهدين وتفكرين بكلامي يا ليان ترا انا ابي مصلحتك والله ومابي ينكسر قلبك من واحد زي هذا ، تستاهلين احسن منه والله"
"زين يعطيك العافية"
فكيت يدي و انا قلبي يتقطع عليها.
نزلت البيت وقعدت افكر بكلام منال و افكر بكلام مصلح وكلام خالتي و كلام نفسي وحسيت بضيقة وكأن احد قاعد يضغط على صدري.
طالعت جوالي وشفت ان مافيه رسايل من مصلح و لا اتصالات بالعاده احصله مرسل او متصل ولما اتصل عليه يتعذر بأنه داق بالغلط.
قررت افتح جوالي وارسله ، واذا رد بتعذر واقول بالغلط.
ليان | مصلح؟
sent 12:30pm
طالعت في الجوال شويه ولما مرت حوالي عشر دقايق ، فقدت الامل انه يرد ، لكن في لحظة ما نزلت جوالي سمعت صوت رنة الرسايل.
مصلح | مين؟
طالعت بالجوال بإستغراب ، شدعوه نسيتني.
كتبت اول كلمه من رسالتي وفجاءه اتصل ، خليته يرن شوي ثم رديت.
"شدعوه مسوي نسيتني"
"مين معاي؟"
سكتت شوي لما سمعت صوت غير مصلح، صوت ضخم و لما سكت سمعته وراه صوت دوشه و ازعاج ناس ، مستحيل!
قفلت المكالمة علطول و انا ارجف من الخوف ، اتصلت على منال و لا ردت علي ، مو وقتك يا منال! حسيت نفسي بموت من التوتر والخوف ، يارب انهم ما قدروا يتتبعون مكان الجوال يارب ، يعني هو من جد سلم نفسه! ولا انمسك؟ بس ندى قالت الليلة بيمسكونهم ، خلاص خلاص لازم اوقف تفكير ولا من جد بينفجر راسي.
"ليونه"
رفعت راسي اشوف ابوي واقف عند باب غرفتي.
"فيك شيء يا بابا؟"
طالعت فيه وابتسمت ابتسامه كذابه
"لا لا ابدا كل شيء تمام"
جاء وجلس جنبي على السرير ، استغربت حركته ، ليكون صار شيء لثامر! اعوذ بالله لا ان شاء الله.
"انتي متهاوشه مع منال؟"
"لا ليه تسأل؟"
"لا والله بس اشوف عمتك تقول منال اول مره ترجع من المدرسة متكدر خاطرها ويوم سألتها قالت اسألي ليان"
"يوووه انت تعرف منال راعية دراما اكيد كانت تمزح"
"لو تمزح ما اتصلت علي عمتك"
قال وابتسم وهو يمسح على شعري ، كنت مستنكره حركاته كلها صرت اطالع في وجهه واطالع في يده على شعري.
"بابا ثامر فيه شيء؟"
"لا بسم الله عليه مافيه الا العافيه"
"اجل شفيك تتصرف كذا؟"
"وش قصدك"
حسيت بدت تحتد نبرة صوته شوي وغيرت اسلوبي.
"قصدي....قصدي انه تصرفاتك فجاءه صرت ليّن معي اول انت شوي جلف"
سكت ثم حط يدينه بحضنه.
"انا والله كنت يا بنتي غلطان في حقك وادري..."
"لا يبه لا تقول كذا—"
"الا والله غلطان ، ولكن غلطتي الاكبر من كذا اني استمريت على نفس الغلط ولا صلحته"
سكت هو و طالعت في وجهه ونظراته كانت وكأنه حامل هم الدنيا كلها على اكتافه ، حسيت بالذنب يوم كنت ازعل منه في لحظات كان هو اصلاً ما وده انه يتصرف بهالطريقة ولكن كان غصباً عنه.
"والله خطاك بعيوني صواب يا يبه"
"بهالدنيا يا ليان مالك الا اهلك وناسك وانتم اهلي واغلى ما املك"
(اغلى ما املك) ذكرتني كلمته بكلمه مصلح ، ليش قاعده افكر فيه في هاللحظة ما ادري.
طالعت في ابوي وضميته وحسيت بيده تضمني مع كتفي.
"غلاك يا ليان ترا ما بيساويه احد"
دمعت على كلمته الاخيره بس ما كانت دموع حزن الحمدالله ، لأول مره من بعد وفاة امي حسيت بحنان ابوي علي ، حسيت بصدقه و صراحته معاي في هاللحظة ، قضيت هذي الليلة كلها وانا اسولف واضحك مع ابوي عن امور عشوائية ، اي شيء كان يطري على بالي كنت اقوله و هو كذالك.
نمت و انا الفرحة مش سيعاني زي ما يقولون ، قررت قرار اني ما عاد بنام وانا زعلانه ابداً في حياتي ، برضو كانت نصيحة من ابوي قالها لي قبل ما يطلع من غرفتي اليوم.

صحيت من النوم على صوت خالتي وهي تهز كتفي.
"اصحي يا ليان بسرعه!"
فتحت عيوني والاقيها لابسه عبايتها، رفعت راسي بشويش وحسيت بصداع.
"ايش فيه ايش صاير؟"
"ابوك كلموه الشرطة"
عدلت جلستي بسرعه و قعدت افرك عيوني بقوه ابغا الرؤية تزين بسرعه.
"متى! ايش قالوا له؟"
"توهم قبل شوي اتصلوا عليه وقالوا له يبغونه ضروري"
سكتت وانا اطالعها واطالع الساعة
7:34am
يارب استر ، يارب ما يعصب ابوي ، يارب ما يرجع متنرفز ، ما امدانا قلنا بسم الله وزانت العلاقة بيني وبينه.
"قومي اجهزي بنروح له مع عمتك ومنال ، بسرعه!"
لأول مره اقوم افز من صياح خالتي ولا اترادد انا وياها ، قمت ببجامتي لبست وجهزت و قعدنا في الصالة ننتظر عمتي الين ما شفت جوالي دق و رديت.
"يله اطلعوا احنا برا"
سمعت صوت منال وحسيت بتوترها بدون حتى لا اشوفها.
ركضت انا وخالتي للسياره و ركبنا ، وكان الجو متوتر مو بس من موضوع الشرطة برضو عشان خالتي و عمتي.
"سلام عليكم"
سلمت خالتي و جلست جنب عمتي.
"كيف حالك يا بدرية"
طالعت فيها عمتي و نزلت راسها وتنهدت.
"الحمدالله بخير"
حطت خالتي يدها على كتف عمتي.
"معليه ان شاء الله كل شيء تمام"
كنا انا ومنال نطالع الوضع و ننتظر بس متى بيمسكون شعور بعض ويتطاقون عندنا في السياره ، لكن ما حصل اي من هذا القبيل بالعكس جلسوا ساكتين و يستغفرون و خالتي تهدي عمتي بكل هدوء.
"والله لو ما اعرفهم اقول انهم اعز الاصحاب"
قالت لي منال وهي لا زالت تطالع مصدومه.
طالعت فيها وابتسمت.
"معليش امس صرخت عليك"
طالعت فيني و حطت يدها بيدي.
"اذا هذول.."
اشرت على عمتي وخالتي.
"..تصاحبوا تبين حنا ما نرجع اصحاب ، عيب عليك"
ابتسمت وضميتها.
"والله ما عاد بزعل منك ابد"
"خلي الزعل الا تعالي..."
قربت مني وقصرت صوتها.
"الموضوع له دخل في مصلح؟"
هزيت كتوفي بـ مدري.
"انا بس منتظره نوصل هناك واتصفق من ابوي"
"يمه والله اني زيك خايفة بس يارب ان شاء الله تتسهل الأمور"
انتظرنا طول الطريق واحنا على اعصابنا ، هو بس انا اللي على اعصابي لاني بس انتظر وفاتي بعد هاليوم ، مستحيل ابوي بيطلعني من المكان وانا حيه.
وصلنا بعد الزحمة والغثا و وقف السواق السياره ونزلنا سريع ، وصلنا داخل و حسينا بالضياع ، اتصلت عمتي على ابوي و قال خلوكم عند البوابة وانه بيجي لنا احسن.
كانت كله ثانية وكل دقيقة تمر احس بتوتر دبل اللي قبله.
شفت ابوي جاي من ممر قدامنا و كنت لا ارادياً اتراجع لورى لين ما مسكتني منال.
"معليك معليك انا و امي خالة معاك"
مسكت يدين منال بأقوى ما عندي و شفته يقرب ولكن ما كان باين عليه اي ملامح من ملامح العصبية المعتاده على وجهه.
"زين انكم وصلتوا كلكم..."
ميل راسه ورا خالتي و يوم شافني ابتسم.
"ليونه حبيبتي تعالي معاي شوي"
"ليه!"
رديت بأسرع ما عندي وضحك هو.
"تعالي معاي يبونك داخل شوي ، لا تخافين انا معاك"
(هو انا خايفه لانك معاي) قلت بداخلي.
خذاني ابوي وكان ماسك يدي ويطبطب عليها طول الطريق ، وصلنا عند احد الغرف في احد الممرات ودخلنا وحصلنا ضابط و ثنين واقفين جنب المكتب حقه.
"تفضل أستاذ مساعد حياك"
ناظر في وجهي وابتسم.
"حيالله البطله ليان تفضلي اجلسي"
جلست بكل توتر وانا نظراتي بين وجه ابوي و الضابط.
"ما عليك لا تخافين ، احنا هنا بس عشان نسألك بعض الاسئله"
طالعت في ابوي وكان على وجهه علامه استفهام مثلي.
"بس معليش يا حضرة الضابط تعلمني وش نوع الاسئله بالضبط"
طالع الضابط ابوي.
"اعذرني يا حضرة الضابط بس كـ أب انا اتسائل ليش جايبين بنتي لين المخفر عشان بعض الاسئلة ، الوضع يوتر شويتين"
"لا تخاف يا أستاذ مساعد ، بنتك مالها اي دخل في اي موضوع اجرامي وما عليها اي مخالفات ماشاء الله ، بس حابين نسألها سؤال واحد وبسيط"
وجه سؤاله لي بعد ما جاوب على ابوي.
"انسه ليان ، ممكن تشرحين لي طبيعة علاقتك بالشخص هذا"
اشر على جهة الباب و واحد من الشخصين اللي كانوا واقفين عند مكتبه راح و فتح لهم الباب وهنا كانت صدمتي ، دخل مع الباب اخر شخص تمنيت اني اشوفه في هاللحظة.
دخل مصلح و يدينه مكلبشه ورا ظهره وطالعني بنظره وحده بس ونزل راسه ، ما دريت بنفسي ولقيتني اراقب كل تحركاته لين تذكرت ان ابوي معاي و لفيت اطالع ردة فعله.
"منهو ذا يا حضرة الضابط؟"
قال ابوي بصدمه وهو يبتسم و يسكت ما يدري وش قاعد يصير.
"انا اتوقع ليان تجاوب احسن"
قال الضابط واشر علي بيده ، يبغاني ابدأ تفسير اللحظة الصعبة هذي.
"هذا..."
سكتت وانا افرك يديني ببعض واطالع ابوي وهو ينتظر الاجابة من بنته الحبيبة.
"ليونه ، جاوبي الضابط يا بابا مين هذا؟"
"ما تعرفني!"
لفيت على مصدر الصوت ، مصلح.
"ما تعرفني ولا اعرفها! وهذي اول مره اشوفها فيها"
"انت محد سمح لك بالكلام افضل لك انك تسكت"
"ابشر يا حضرة الضابط بسكت لكن هالبنت لا اعرفها ولا تعرفني"
"ما اتوقع انها وكلتك محامي تتكلم عنها والبنت عندها لسان وتعرف تتكلم فالأفضل انك تسكر فمك ولا نسمع لك صوت"
سكت مصلح و طالع فيني بنظرة حسرة.
"ما اعرفه"
قلت بعد ما لفيت وجهي للضابط.
"متأكده يا ليان؟"
سكتت وناظرت تحت ما عرفت وش اجاوب.
"دامها قالت لك ما تعرفني خلاص يكفي"
"شف وقسم بالله كلمه وحده زياده لا اقلعك بالزنزانة تعفن فيها"
طق الضابط الطاولة و وقف من مكانه و اشر بأصبعه على جهة مصلح.
فزيت من صوت الطاولة و غمضت عيوني ، ولا زلت افرك بيديني في بعض ، ابغا هاليوم يعدي على خير بس ونرجع البيت.
جلس الضابط في مكانه وفتح درج مكتبه و طلع منه ملف ، فتح الملف وكان داخله كيسه شفافه فيها جوال ، جوال مصلح!
فتح الكيسه و اخذ الجوال و بدأ يطقطق فيه ، سلمني اياه بعد ما خلص.
"تفضلي اقري ، هذا مو رقمك؟"
قريت المحادثات للمره الألف ، قد قريتها مسبقاً من جوالي ، اعيد وازيد في قرائتها كل ما حسيت اني من زمان ما سولفت معاه.
حطيت الجوال على الطاولة.
"لا مو رقمي"
طالعت في ابوي بتوتر ، وحصلت وجهه متوتر زيي بالضبط.
"ليان حبيبتي وش قاعد يصير يا بابا؟"
"والله مالي دخل في الموضوع كله"
اول ما فتحت فمي نزلت الدموع من عيوني علطول ، مو وقت هالدموع ابداً.
"حضرة الضابط"
رفعت راسي جهة مصلح.
"تكفى طلبتك ، مالها دخل بالموضوع هذاهي قالت—"
"حضرة الضابط ، منهو هذا علمني تكفى اعصابي تلفت خلاص"
"أستاذ مساعد ، هذا اسمه مصلح ، متعاون مع عصابة رشاش ، بمسمى اخر ، مجرم ، وللأسف بنتك ليان..."
وجه الضابط نظره علي.
"كانت تعاونه في بعض من اعماله الإجرامية ، مثل ترتيب مواعيد الزباين عنده و تنظيم اموره المالية"
"بابا اسمع مني تكفى—"
"دقيقه دقيقه ، اللي قاعد يصير هنا اكيد فيه لبس ولا خطأ! مستحيل ليان تسوي كل هذا ، ومين هذا اصلاً"
وقف أبوي من مكانه و وجّه كلامه لمصلح.
طالع فيه مصلح.
"صادق ياعمي انا واحد خسيس ومجرم وبنتك ما اعرفها ولا تعرفني وأول مره اشوفها اليوم"
"خذوه من هنا انا ما عاد اعيد كلامي"
قال الضابط بعد ما اشر للأثنين اللي عنده ياخذون مصلح ، قمت من مكاني بعد ما عطاني الله قوة فجاءه في لحظتها و توجهت قدام ابوي.
"بابا اسمعني ، خلاص بعترف والله ، ايه كنت اساعده في بعض اعماله لكن والله ما قد صار شيء بيننا والله احلف لك ، انت تعرفني انا حتى السواق ما اسولف معاه ولا هذي حركاتي ، زله يا بابا زله و ما راح اعيدها ابداً اوعدك"
طالعني ابوي وعيونه مليانه حزن ومسك يدي.
"هذا مو مكان نتناقش فيه يا ليان"
أشر الضابط انهم ياخذون مصلح و طالعت فيه نظره أخيرة وكان يطالعني و يطالع ابوي ، خذوه و سكروا وراهم الباب ، طالعت في الضابط وانا عيوني غرقتها الدموع ومو قادره اشوف زين.
"حضرة الضابط ، وش بتسوون في بنتي؟"
قال ابوي وهو منزل راسه و لا زال واقف.
"للإسف يا أستاذ مساعد هذي جريمة يُعاقب فيها المجرم وجميع المتعاونين معاه ، وحسب شهادتها انها بالفعل قامت بالتعاون مع مجرم زيه راح نعاقبها عقوبة تتوافق مع حالتها"
"طيب وش بيصير له هو؟"
تكلمت من ورا ابوي وطالعني أبوي بصدمه.
"انا اسف انسة ليان هذا شيء ما يخصك ويخص الجهات المختصة فقط—"
"بس هو جاء واعترف لكم عن كل شيء ، علمكم على كل الجرايم الاعظم اللي بتصير ، ما بتخففون عليه العقوبة!"
"زي ما قلت هذا شيء سري وخاص نناقشه بيننا وبين المجرم نفسه"
"بس—"
"مشكور على كل شيء حضرة الضابط غربلناك معانا"
صافح ابوي الضابط و مسك يدي و طلعنا من الغرفة وعلطول رحنا عند الباقين ، وصلنا عندهم و قاموا كلهم من مكانهم ويطالعون ابوي و يطالعوني وانا عيوني كلها دموع.
"شصاير لكم؟ وش فيك تصيحين!"
"لا بس صاير فيه لبس في جريمة صايرة عندهم بالمدرسة و شكوا في ليان انها مشاركة في الجريمة"
قالهم ابوي بكل هدوء وضغط على يدي اني ما اتكلم.
سكتت و قعدت امسح دموعي واهز راسي مع كل كلمة يقولها ، قعدت افكر وش بيسوي فيني ابوي لما نرجع البيت ، وزاد توتري وخوفي.

مره اسفه البارت طويل واتمنى انه ما يكون ممل عليكم وانكم مستانسين بالرجعة هذي ، اعتذر برضو لكل اللي كانوا ينتظرون مني اي تحديث لـ هالقصة ، ما كان عندي اي فكرة كيف بغيت انهيها ، كنت ابغا انهيها بطريقة يكون وقعها حلو نفس رواية "خُطة 'ب' " وتكون المفضلة عندكم. والحمدالله اتمنى انها اعجبتكم كثير منتظرة ردود افعالكم الحلوة عليها ، باقي بارت او بارتين على النهاية الى الان ما ادري بس ان شاء الله ان النهاية تعجبكم برضو 🤍.

صُدْفَة | Serendipity  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن