٢٠

643 20 12
                                    

جاء صبح جديد و صحيت وانا ابكي زي ما نمت وانا ابكي ، ابكي على حالي ، ولا ابكي على اللي بيصير لي ، ولا ابكي على اللي صار وانتهى.
ابوي رجعنا البيت امس و راح غرفته علطول ولا كلمني بكلمه وحده ، حسيت بالإحباط من عيونه و حركاته ، مُحبط ان بنته الوحيدة ، حبيبة قلبه ، تسوي فيه كذا قدام الناس.
صحيت و شربت لي مويه و قررت ارجع انام لكن قاطعني صوت دق الباب وكانت خالتي ، دخلت وابتسمت لي.
"صباح الخير ، تبين فطور؟"
هزيت راسي بـ لا.
ناظرتني وطولت تناظرني شوي ثم سكرت الباب وطلعت ، عدلت جلستي و سندت راسي على الجدار وانا افكر ، انتظر يدخل ابوي و يذبحني وافتك من هالحالة ، هدوءه امس ما كان يطمن ابداً كنت انتظره يضربني يهاوشني اقل شيء الهواش ما حصلته منه.
قعدت اليوم كله اخلص واجباتي وانا احسها ثقل الجبال ، قمت خذيت لي شاور لعل وعسى يروح مني شوية من الشعور الخايس اللي قاعده احسه ، طلعت من الحمام (عزكم الله) و طالعت الساعة وشفتها 3:40pm.
لبست و سرّحت شعري و ربطته ورجعت جلست على سريري ، ما امداني اتغطى تحت اللحاف الا ودخل ابوي بدون سابق انذار.
"ليان!"
رفعت راسي علطول و رديت بأسرع "نعم!"
"البسي عبايتك وامشي معي تحت بسرعه"
"ليش"
قلت بخوف.
"لا تخافين ولا تناقشيني امشي بس ، بسرعه"
فزيت من مكاني بسرعه و رحت طلعت عبايتي و طرحتي و لبستهم ونزلت.
كان ابوي ماسك يدي طول ما احنا نازلين ، وداني لين المجلس و دخل وكنت وراه ، لما دخلت واستوعبت الوضع ناظرت ابوي بإستغراب ، كان مصلح جالس وبجنبه حرمه كبيره ، دخلني وقالي اجلس قبالهم و طلع هو وخلاني معاهم ، كنت اطالع ابوي بإستغراب و كأني اترجاه ما يتركني لحالي.
فتشت الحرمه قدامي وكانت مبتسمه.
"سلام عليكم ياهلا بـ ليان"
ابتسمت ابتسامه كاذبه.
"هـ...هـ..هلا فيك"
"هذي والله الساعة المباركة اللي شفناك فيها ، كيف حالك، عساك زينه ، شخبارك ، وش مسويه—"
"يمه خليها تجاوب طيب"
قالها مصلح بصوت واطي بس قدرت سمعته.
"ا..انا..انا زينه أ..أبشرك"
"والله مصلح كله يسولف عنك وعن اهلك الطيبين وقلت لازم اجي وأشوفك بنفسي"
قالت وابتسمت لي ، وابتسمت لها بالمقابل.
"الا وين أمك؟ ما اشوفها جت؟ هي موجوده ولا وينها؟"
سكتت و ناظرتها وناظرت مصلح.
"امي الله يرحمها متوفية لها سنين"
حطت يدها على فمها.
"يويلي العذر والسموحه احسبها بتجي قريب والله ما دريت حقس علي يا بنيتي"
ابتسمت ونزلت راسي.
"عادي يا خاله ما صار الا كل خير ، كثير يغلطون ويحسبون خالتي امي"
طالعت في مصلح وابتسمت ، تذكرت يوم حسب كان يحسب خالتي امي.
جلست امه تسألني وانا اجاوب وهو يحاول يخفف التوتر بيني وبين امه و يحاول يهدي امه شوي لكن واضح عليها متحمسه. دخل ابوي بعد احتمال ساعه من سوالفنا و طلب اني اجي ، استأذنتهم و طلعت وانا انتظر شوية اجابات من ابوي.
طلب مني اقعد في الصالة و رجع هو للمجلس وبعدها بدقايق سمعت صوت الباب الخارجي ، شكله راح يوصل مصلح و امه للباب.
رجع بعدها بدقايق و دخل الصالة وجلس جنبي ، رفع عيونه لي.
"اسمعي ، اللي صار اليوم ما ابي لا خالتك ولا منال ولا اي احد يدري عنه فاهمه؟"
"فاهمه"
"ادري انك ارتعتي من شوفته في المجلس لكن بقولك شيء يا ليان ، هالولد واضح عليه انه صامل على القرب ، وانا والله اخر واحد بمنعه لأني شفت وقفته و صملته و انه....."
سكت شوي ثم كمّل.
"و واضح عليه انه شاريك"
تنهدت ونزلت راسي.
"ادري ان الموضوع محرج بالنسبة لك ، لكن يا بنتي انا اثق في قرارك انك تتخذينه بنفسك ، ما باقي على تخرجك الا كم من اسبوع وانتي باقي صغيرة ، فكري في هالموضوع ولحالك ما ابي اي احد يتدخل في قرارك حتى مصلح نفسه ما يتدخل"
طالعت فيه و ابتسمت شوي.
"توقعتك ناديتني عشان تهزأني على كل اللي سويته ، اخر ما توقعته انك تدخلني في غرفة موجود فيها هو"
"لأني شفت صملة الرجال الوفي فيه ، ادري انه غلط في الماضي وغلطته ماهيب بسيطه لكن ، نصفح ونعفو دامه وعدني انه يتوب ولا عاد يعود لهالطريق ، رحت وكلمت اخوه و امه بنفسي وشرحت لهم الوضع كله ، وطلعته على كفالتي و كلمت بعض من المسؤولين عشانه ، سويت كل هذا مو عشانه هو ، عشانك انتي يا ليان، بعد ما شفت ردة فعلك في المخفر دريت ان في قلبك علمٍ ثاني غير اللي تظهرينه"
انصدمت من كلام ابوي و قمت وحبيت راسه لا ارادياً ، جلست جنبه و طالعت فيه وابتسمت.
"والله اني انا الغلطانه في حقك يا أبوي ، انا اللي كل مره افكر الاسوء فيك و احسبك بتعصب علي و تعاملني اسوء معاملة حقك علي يا بابا اعتذر منك من هنا لأخر يوم في حياتي" نزلت دموعي على اخر جملة قلتها و رفع يده هو و مسح على شعري وباس راسي.
"بقبل اعتذارك تحت ظرف واحد فقط ، انك تتزوجين مصلح ، عقب اللي صار بينكم كله"
ناظرني و ميل راسه ، شكل مصلح كب العشاء كله عنده.
"ابشر باللي تبيه"
"هاه! انا وش قلت لك قبل شوي ، ما توافقين الا وأنتي مفكره بالموضوع مع نفسك وبلحالك"
"انا مفكره بالموضوع من زمان ومنتظره كيف افاتحك فيه ، انا موافقه ولكن.."
"لكن؟"
"بعد زواج ملاك يجي يخطب و الزواج نخليه بعد ما اتخرج و ادخل الجامعة"
"اللي تبينه ، ابدأ اقول لخالتك وعمتك أم احمد؟"
"ايه"
قلت له وانا ابتسم بشكل مفرط ، اشتقت ابتسم مثل هالابتسامات.
مر اليوم طبيعي الين ما دخلت علي منال فجاءه وهي تركض وتضمني.
"يا حقيره ليش ما قلتي لي!"
ضحكت عليها كالعاده دخولها مفاجئ.
"وش اقول ما صار شيء"
قلت وانا قاعده انفعص من حضنها الدفش.
"وش ما صار شيء ياربي يا غموضك ، يقول خالي قعدتي معاه ومع امه وطقيتوها سواليف"
"وش ذا التصعيد! ما هقيت ابوي اوفر زي كذا"
"لا مو اوفر ولا اي شيء الا انتي تحبين الأسرار"
هزيت راسي بـ لا وقعدت اعاندها.
"الا تعالي ، متى بتسوون الزواج؟"
"اي زواج رحم الله والديك تونا تونا"
"وش تونا لو انا والله اكبس عليه من اللحين"
"منال انتي تخليني افكر انك عجوز بكلامك ذا وقفي تتكلمين معاي كن عمرك ٧٠"
"اسكتي بس انا متحمسه ما توقعت في حياتي اشوفك عروس قبلي"
"محد متوقع صدقيني—"
رن جوالي وطالعت فيه حصلته من الرسايل.
"ايييه الله يا الدنيا عقب ما كنتوا تتراسلون بالدس اللحين كذا وقدام الناس"
"انطمي تكفين شوي"
حطيت يدي على وجهها عشان تسكت ولكن لا زالت تهذر.
مصلح | والله امي انبسطت عليك اليوم.
ليان | والله كنت متوتره مره ما عرفت وش اسوي لخمني ابوي.
مصلح | عاد الموضوع كان فكرتي كلها.
ليان | اسفه يا مصلح ، ما كان عندي فرصة اعتذر لك على اللي صار بيني وبينك.
مصلح | لا عاد اشوفك تعتذرين لي ابد ، اللي صار بيننا بالماضي وخلاص انتهى.
ابتسمت وانا اطالع في الشاشة ، فجاءه الا احصل جوالي مسحوب من يدي.
"وش تضحكين عليه اشوف"
"منال!"
سحبته من يدها وبديت اكتب ردي على مصلح.
ليان | انا للحين مو مصدقه انك قدرت تقنع ابوي بكل هذا.
مصلح | ولا انا ما توقعته يقتنع اساساً بكل شيء ، توقعته يطلب يذبحني بيده.
ليان | الحمدالله انه رضى بكل شيء ، كل مره اتذكر اخر كلامك لي ، حسيتك تودعني.
مصلح | بإذن الله ما بيجي اليوم اللي اودعك فيه.
ليان | بإذن الله.
طالعت في الشاشة وطالعت في منال وانا مبتسمه.
"يليل بقعد اشوف منظرك ذا لمدة سنة كامله الله يعينني"
ضربتها على كتفها بشويش و قامت تضحك ، ضمتني بقوة وقالت.
"رغم كل الاحداث المتعبة اللي صارت ، انا مره مستانسه لك يا ليان ما تتصورين قد ايش مستانسه، انتي تستاهلين كل خير في هالدنيا"
ضميتها بأقوى ما عندي وابتسمت على هالشعور الحلو ، كل اللي احبهم حولي و مستانسين لي وفرحانين ، والشخص اللي قابلته بالصدفه وكانت اكثر صدفه سيئة تحولت لحياة حلوة بالنسبة لي و له ، هالصدفة مستحيل بنساها طول ما انا عايشه بهالدنيا.

                          —النهاية—
_____________________________________
.
اتمنى ان النهاية كانت مرضية لكم واعجبتكم واسفه لو كانت الرواية قصيرة، واتمنى انكم عشتوا اجواء وذكريات حلوة مع هالقصة ومتحمسه لارائكم وتعليقاتكم الحلوة على القصة ، مره حبيت اعيش معاكم هالقصة و ابني الاحداث والشخصيات الين وصلنا لهالنقطة اتمنى القاكم في رواية ثانية جميلة وتعجبكم بإذن الله.
احبكم وانتبهوا لأنفسكم دايماً ❤️.

🎉 لقد انتهيت من قراءة صُدْفَة | Serendipity 🎉
صُدْفَة | Serendipity  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن