١٧

396 17 6
                                    

ليان
قربت ملكة ملاك وكأن الوقت كان يطير واحنا مو حاسين ، قرب موعد الزواج وكثرت معاه زيارات مصلح الخفيفة عند شباك غرفتي، مع اني اصريت عليه اكثر من مره يتصل ولا انه يجي عند بيتنا ، ما ابي اخاطر ابداً ان احد من اهلي يشوفونه.
اتصلت علي منال و قالت لي موعد الصالون، ونزلت تحت ببلغ خالتي عشان ما نتأخر.
"ما عليك انا سريعة انتي اهم شيء اجهزي ولا تنسين تلفونك على الشاحن ابوك مشغول اليوم ما بيقدر يرجع للبيت كل شوي"
"ابشري ابشري"
قالت كل كلامها في نفس واحد ماشاء الله، شكلها متوتره من المعازيم، الى الان وهم يعطونها نظرات غريبة حتى بعد ما صار مدة على زواجها من ابوي.
صعدت فوق عشان اجهز نفسي و اخذ اغراضي معاي، شفت اوراق مصلح باقي لها كم تصحيح ، دخلتها داخل ملفي وحطيته في الدرج، كتبت نوت ولصقته على طرف الشباك عشان لا يغامر مصلح ويجي يحسبني هنا.
نزلت الصالة وانصدمت ان ثامر ماسك جوالي و يفرفر فيه.
"خير ان شاء الله—"
خطفته منه بسرعه قبل لا يكون شاف شيء.
"من سمح لك تفتح جوالي بدون اذني وين قاعدين احنا!"
"ليه مخبيه شيء؟ شفيك خايفه"
"مالك دخل مخبيه ولا مو مخبيه شيء مالك حق تفتح جوالي—"
"شفيه شصاير ناقصتكم انا اليوم!"
كنت برد على خالتي و ابرر لكن سكتت من جد اليوم مو ناقصنا الا هالبزر. حتى بعد ما ركبنا السيارة و خلاص عدا الموضوع ثامر كان للحين يطالع فيني بنظرات غريبة.
الرسائل
ثامر | تحسبيني غبي وما لاحظت الصور الممسوحه ولا اني نسيت عنك انتي وخويك المجرم سكري فمك عني وعن حياتي عشان لا افضحك عند امي وابوي.
طالعت في رسالة ثامر ثم طالعت فيه بصدمه وهو لا زال يخز بنظراته المريضة، لا هذا من جد اليوم شام شيء شارب شيء ما ادري شفيه.
نزلت عيوني خاطر بس عشان هاليوم مهم بالنسبه لي ولعايلتنا كلها ولا ابي اخرب يومي كله عشان طفل زي ثامر.
وصلنا الصالون ونزلت انا وخالتي ، خلصت شعري و الميك اب و قعدت في الانتظار على ما بال يخلصون الباقين.
قعدت طول الوقت افكر في ثامر هل عنده دليل ثاني علي؟ بس فتشت جواله كله ما بقيت ولا فتفوته الا شفتها مافيه شيء، قال ايش قال بركز على الزواج وبنسى هالموضوع وانا اليوم نصه راح افكر في رساله ثامر، خلصت عمتي وشافتني جالسه لحالي في الانتظار.
"عروسه والله عروسه يا ليان، ما باقي الا العريس الله يجيبه على خير"
ضحكت على دعوة عمتي اللي جت بوقت مو مناسب.
"تكفين يا عمتي الا هالدعوه، ادعي لمنال الله يزوجها قبلي يارب"
"لا وين منال لعابه وتحب الفلوس والترزز قدام الناس ما تنفع تتزوج ابد"
ابتسمت وانا مخي اصلاً مو مع عمتي اساساً، فكرت لو فتحت موضوع الخطوبة او الزواج مع مصلح وش بيصير، هل بينصدم و يسحب نفسه من الموضوع ولا من جد بيكون قد كلامه لي.
"اسمعي انا بروح للقاعة من اللحين بخلص ترتيبات التوزيع و الديكور دامك جاهزة تبين تروحين معاي؟"
"والله مدري—"
طليت براسي اشوف منال باقي لها كثير ولا خلصت، وشكلها توها مطوله.
"تم خلاص بروح معاك، اساعدك برضو بالترتيب"
نزلت مع عمتي و الحمدالله ان السواق اخذ الفساتين كلها للقاعة قبلنا، هم واحد وانزاح، الله يزيح الباقي.
وصلنا القاعة وانا متحمسه كني انا العروس، نزلت بعض الاغراض مع عمتي و دخلتها للمدخل، كان كل شيء تقريباً مجهز وخالص لكن فيه شوي لمسات لازم عمتي تشرف عليها ولا بتقعد منهارة اليوم كله، من يلومها زواج اول بنت لها.
كلمت منال اننا وصلنا للقاعة ورحت اتجهز، لبست فستاني و الشوز و جهزت الاكسسوارات بلبسها وجاني اتصال من مصلح، يارب ما جاب العيد وقرر يسوي مفاجأة في بيتنا.
"الو؟"
ما سمعت رد من الجهة الثانية وانقطع الخط علطول، غريب؟شكله ما عنده شبكه او طفا جواله، بعد ما لبست اكسسواراتي كلها سمعت صوت منال يلعلع من اول القاعة.
رحت عندها و شفتها تسولف مع عمتي عند المدخل.
"لا يا ماما تكفين وش ذا التنسيق حرام عليك والله ما ادفع فيه ريال واحد"
"ايش ايش فيه؟"
طالعت الورد اللي تأشر عليه عند الكوشه.
"والله حلو و محترم شفيك يا منال الله يهداك"
"لا عطيه كامل بالسلوك بعد الله يهداك انتي يا ماما تكفين وربي ملاك بينصفق وجهها وقت الزفه"
"خلاص عمتي قد جهزت و رتبت كل شيء خليه زي ما هو"
"لا تكفين انتي عاد واللي يسلملي عمرك فكينا، غيروه عشان ملاك مو عشاني"
"خلاص اسكتي صجيتينا بغيره!"
"زين كذا عصبتي امك في هاليوم الصعب اساساً"
"اص"
رفعت اصبعها عند شفايفي على اساس تسكتني و راحت تتجهز وهي للحين تصارخ، ما بتسكت اليوم كله وهي تصارخ.
-
مر وقت و باقي المعازيم ما جو، قعدت على جوالي في الغرف اللي داخل و ارسلت لمصلح على السريع.
الرسائل
ليان | اهلاً، معليش اليوم زواج ملاك والكل مختبص اشوفك متصل علي؟
يوه لا انا رديت على اتصاله بيطلع شكلي غبي كذا
ليان | لا قصدي رديت عليك بس ما سمعتك زين، انا بنشغل اليوم كله ما اتوقع بكون فاضيه الا بكرا بعد ما يروح تعب الزواج كله، ارسل لي هنا اذا كنت تبي شيء.
قفلت جوالي و حطيته في شنطتي و طلعت وحصلت اهل المعرس وصلوا، رحت سلمت عليهم و جلست عند منال.
مر الزواج بكل اريحيه وسلاسه و الحمدالله الديكور عجب اهل المعرس برضو، ايام الترتيب والتجهيز كانوا دقيقين و ما يعجبهم العجب بس الحمدالله ملاك و زوجها كانوا متفقين مع بعض على كل شيء.
واحنا على وشك اننا نبدأ الزفه جاء اتصال لخالتي من ابوي وقالت لي ارد عليه هي مالها خلقه اليوم، شكلهم متهاوشين.
"ايوه بابا انا ليان معليش خالتي—"
"وينها خالتك ذي بسرعه عطيني اياها"
"شفيك بابا اهدأ ، صاير شيء؟"
"ثامر يا ليان ثامر راح—"
"استغفرالله بابا لا تقول كذا وش صاير!"
سمعت ابوي صوته يتقطع الين ما صرت ما اسمعه تماماً طلعت للصالة الا العالم كلها خايفين و الناس قاعدة تاخذ عباياتها و تطلع وكأن في طاعون في المكان.
ركضت عند منال وانا خايفه مو عارفه وش اقول.
"منال! وش صاير هنا ابوي اتصل علي—"
"صار فيه طلق نار في قاعة الرجال ياربي!"
قالت منال وهي تصيح و تشاهق، لفيت على خالتي لقيتها تركض لجهتي ومعها عبايتي.
"امسكي بسرعه لا تسألين ولا تناقشين يله بنطلع"
عطتني اغراضي و قامت تدفني جهة الباب اللي اصلاً الناس صايرة تتدافع عنده.
"دقيقة منال! منال!"
"مو وقته يعرفون يدبرون اعمارهم اطلعي انتي بس وروحي السيارة علطول واقعدي هناك اسمعيني—"
مسكتني مع كتوفي و لفت راسي لجهة وجهها.
"ركزي معاي وخلي الناس حياتك اهم، روحي للسيارة علطول هذا المفتاح قفلي على نفسك واذا سمعتي اي صوت نزلي راسك و تخبي لا يشوفك احد"
"مابي اتركك انتي و ابوي وثامر"
"ثامر وابوك في الاسعاف، اطلعي من هنا الان ما عليك انا ادبر الباقي بسرعه"
في هالوقت انا كنت خلاص لابسه عبايتي و طرحتي لفيتها على راسي وطلعت وانا كل ثانيه اطالع وراي اشوف وش صار لمنال و خالتي والباقين و— ملاك!

مصلح
صحيت من النوم بعد حلم مزعج اخر ، صحيت وانا مزاجي منعفس ومالي خلق احد ، فتحت عيوني وظليت منسدح على السرير وقعدت افكر بكل شيء قاعد يصير لي هالفتره ، كل شيء قاعد يصير لي مع ليان بالذات.
من يوم عرفتها وحياتي متغيره ، لا زالت الكوابيس واخوي البثر موجوده من حياتي القديمة لكن معها هي ولا كأن لها تأثير ، ما عادت تأثر بي زي قبل.
بعد دوامة التفكير اللي دخلتها ويالله خرجت منها صحصحت و قمت اتروش و انزل افطر ، وراي يوم طويل مع رشاش والربع.
طلعت و وصلت عند الموقع اللي رسله رشاش لنا وحصلت سلطان و عمر ، نزلت وسلمت عليهم.
"هلابك مصلح كيف حالك"
سلم علي عمر وهو مبتسم كالعاده.
"ابد والله ما علي كيفك انت"
هز راسه بأنه زين و سكتنا لين ما سأل سلطان.
"الا ما تدرون وش مجيبنا لهالمكان الغريب"
التفت حولي الا فيه كم من بيت حولنا و فيه خزانات ماء كبيره و بجنبه قاعة افراح.
"والله علمي علمك انا بس قالنا انه شيء مهم جيت علطول"
انتظرنا حول النص ساعة الا وسياره رشاش واقفه عندنا ومعه قحص و مهل ، نزل واتجه لنا ومعاه رزمه اوراق وناظرني وهو مبتسم.
"حيالله مصلح شلونك"
"الحمدالله ابشرك"
قلت وانا اناظر في وجهه ثم في الاوراق اللي في يده.
"ايه تقول تبشرني اجل؟"
قرب مني و رمى الاوراق بوجهي ثم مسكني من ثوبي.
"تكذب علي يا مصلح!"
"رشاش وش فيك تعوذ من ابليس"
قرب منه عمر و فك يده مني ، ناظرت فيه مصدوم شفيه هذا.
"انت ماخذ لك كم من حبه وجاي منعمي ما تشوف الناس وش بلاك!"
"ما بلاي الا انت يا مصلح! اجل تسربت مع بنات الشيوخ ثمّن تجيني ولا كأنك مسوي شيء"
"ثمن كلامك يا رشاش مصلح ما يسويها"
"عمر لا تتدخل ولا ما يحصلك طيب انت بعد"
لف على عمر و رفع اصبعه عليه بتهديد.
"مصلح هذا اللي ما يسويها سواها ونص ، يلعب بالحسابات من وراي لعيون بنت الشيوخ"
"اعقب—"
"تعقب انت يالخسيس!"
سكتت وانا اناظر فيه و اعصابي خلاص احترقت ، ليكون مسوي شيء لـ ليان.
رجع وتسند على التنده وهو يناظرلي من فوق لتحت.
"شف يا مصلح، انا قد سويت اللي ما ينتسوى وانت تعرفني زين وانا اخوك، خابرني وش اسوي لا شفت احد يكذب علي"
"اسمع يا رشاش—"
"انا ما خلصت كلامي للحين"
لف على عمر وقاطعه.
"اليوم عرس بنتهم الله يوفقها، وحنا بنروح ونستانس معاهم ونفرح"
فتح باب السياره الخلفي ولا فيه رشاشات و علب رصاص.
"وابيك معنا اليوم اول واحد تحتفل ، برضو عشان تشوف بنت الحمايل رجولتك و شخصيتك القوية اللي ترزز فيها كل يوم عندها"
سكتت و بدا راسي يفور من التوتر والعصبية.
"ماني مسويها"
"مهو بكيفك"
"الا بكيفي"
"لا والله يا مصلح مهو بكيفك، وان قلت لا؛ ابشر بروح لأبوها واقوله ان انت اللي داخل بيتهم و سارق حلالهم و لا بعد متعدي على بنتهم في غرفتها بعد، ها وش قلت يا الحبيب"
طالعت فيه وانا عيوني بتطلع من مكانها ودي اذبحه وهو بمكانه من القهر.

صُدْفَة | Serendipity  Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin