رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء

الَفُـصّـلَ آلثـآلـث

الفصل الثالث : واقع بالحب.

من قال أن الوقوع بالحب أعمى ! بل الأعمى الذي لا يقع بالحب.

----------------------------------

الثلاثاء الخامس عشر من يناير :

مطعم لاڤ ستيك (lav steak)* الذي يقع في شارع 52 في مدينة الكرادة، يمتاز بشكل أنيق من الخارج والداخل حيث الطاولات والكراسي منسقة بطريقة جذابة، تسّر الناظرين بألوانها الأخضر والبيجي، كذلك النباتات المتناثرة بطريقة متناظرة على الجدران وزوايا المكان بألوانها المبهرجة الأحمر والاصفر والأزرق والوردي والبنفسجي متناسقة كأنهن لوحة فنية، وكان المطعم شُبه خال من الرواد في مثل هذا الوقت من الصباح حيث الأغلبية الزائرين منشغلين في الذهاب إلى أعمالهم أو جامعاتهم أو غيرها من الأسباب .

كان مهند ورفيق دربه يجلسان على أحدا الطاولات الخالية التي تقع خارج المطعم، كان صاحبه يحتسي عصير الرمان الطبيعي بينما هو يحدق في الفراغ في شرود تام، يعبث بقدحهِ فنجان القهوة يدّور الملعقة في داخلهِ بصورة عشوائية، إلى أن قطع زميله إحسان تأملاته
- خير يامهند لقد أحضرتني إلى هنا منذ قرابة عشرين دقيقة ولم تتحدث قطّ عن سبب قدومنا إلى هنا ؟

كان مهند شاب في العشرينات من عمره حالهُ كحال أبناء جيلهِ الآخرين الذين يمتازون بالغرور والعناد وطيش الشباب وتشبث بالرأي وفرض معتقداتهم بفرض أنهم على صح دائماً، مغرور بعض الشيء وسيم الطلعة، أبيض البشرة شعره مزيج من اللونيّ الاشقر والبُني الفاتح في المرحلة الرابعة من كلية الطب، يرتدي قميص سمائي منقط بنقاط زرقاء مع بنطال أزرق داكن .

أنتبه إلى صديقه وتمتم بستّ كلمات فقط :
- عشر دقائق أخرى وتعرف كل شيء .
ثم صمت يحدق بالجامعة اوراك التي تبعد عنهم عدّت ابنية .

عقد إحسان مابين حاجبيه على إجابة مهند الغريبة ثم غمغم بضجر طفيف:
-تكّلم ياأخي وأخبرني ماهو الأمر الهام الذي سيحدث بعد عشر دقائق؟ فليس لدينا وقت نضيعه .

كان مهند لا يزال يحدق بتلك الجامعة مع ابتسامة بلهاء تزين ثغره ثم حسحس وهو يمسد رقبته
-سوف ينتهي الدرس خلال دقيقتان .. ونستطيع الدخول بعدها أُريك ..

هتف إحسان بضجر مقاطعا كلام مهند
- تكلم بوضوح عوضًا عن التكلم بالالغاز فوراءنا مذاكرة ولا نملك الوقت لثرثرتك .

- إلا تستطيع أن تنسى الدراسة لنصف دقيقة؟ وتفكر في أمور أكثر أهمية !
خاطبهُ مهند وهو يرمقه بملل .

عاد إحسان إلى الوراء وأسند ظهره، مع ارتشفَ جرعة من العصير ثم أعاده الكوب إلى الطاولة واستطرد:
- الأمر فقط أنه لدينا امتحان
ثم سكت عن الكلام يحاول إلا يغضب مهند، ويرى ماذا سيريه صديقه؟