الـفـصـل الـتـاسـع

45 5 2
                                    

الفصل التـاسـع بعنوان : غضب أعمى.

أحيانا الغضب يجعلنا نتخذ قرارات جنونية تجعلنا نندم لاحقًا على ما صنعناه.
----------------------------------


يوم الاثنين، الواحد والعشرين من يناير :

داخل أحدى حجرات البيت المطلية باللون الوردي الفاتح والمؤلفة من غرفة نوم بناتية لونها مزيج من اللون الزهري والابيض مع ثلاث لوحات زيتية تزين الجدران للرسام فان جوخ ، جلست تبسم مبتهجة على سريرها وهي فتاة ممتلئة الجسد، ذات وجه دائري مع ملامح صغيرة زينته من عين وأنف وفم صغير بالإضافة تمتلك شعر عكش طويل تسرحهُ دائما بهيئة ظفيرتان سميكتان، كانت تتلهف بدرجة مبالغة إلى يوم الرحلة حيث ستركب الطائرة، وتنتظر اليوم الذي يأتي أوانه بفارغ الصبر فهي تعشق ركوب الطائرات منذ آخر ثلاث رحلات لها .

هتفتْ تُخاطب بسملة :
- متى سوف يأتي يوم السادس والعشرين أريدهُ أن يكون غدًا .

أشرق وجه بسملة وهي فتاة طويلة، ضعيفة، صهباء البشرة، ذات وجه طولاني، وعينين واسعتين عسليتين اعقبت بتهلل :
- وأنا مثلكِ أنتظر يوم الرحلة بحماس مفرط .
أكملت حديثها وذهبت لتتأكد من حقيبة سفرهما التي تفقدتها للمرة العشرين في غضون الثمانية واربعين ساعة الفائتة حيث وضعت جميع مستلزمات الرحلة ولكنها تعيد تفقدها في حال شُغِلت عن أمر هام سهوًا.

فهي حريصة على إلا أن يحدث أي نقص في المتطلبات التي سوف تأخذهن معها .

ثم قدمت تبسم المساعدة في تجهيز حقيبة السفر وراحت الفتاتين تتحدثان بالمتعة الغامرة عن الرحلة كأنهن قد وصلن إلى المكان المنشود وأخذوا يرتبون جدول الرحلة في الأماكن التي يجب أن يزوروها أولًا ثم بعدها باقي الأماكن.

وبعد سرد جميع تحضيرتهن توجهت تبسم بنفعال مفرط نحو غرفة أمها وأخذت تحدثها عن الرحلة وكيف رتبت جدول السفر، أبتسمت أم مهند على أبنتها الصغيرة وحتى أنها نسيت مشكلة ابنها واندمجت بالحديث مع الصغيتين على الرحلة وحيث لم يبقى سوى اسبوع ونكون قد انطلقنا ثم استرسلت الأم بحنان :
- أن شاء الله تكون رحلة ممتعة تستمتعون بها .

بعدها انضمت بسملة لهن وبدأ الثلاثة يتحدثن عمَّ سوف يتسوقونه وعن المشتريات التي يجب أن يتبضعوها في تركيا .

بدأت تبسم تحث أمها على زيارة جزيرة الاميرات وبينما أبدّت بسملة رغبتها لزيارة المتحف وخلال مناقشتهن واندامجهن بالحديث مرّ مهند من جانب الباب والقى عليهن نظرة عابرة وهو على حالهِ مُتجهم السمات .

في الواحدة ظهرًا طرق الباب المنزل فخرج مهند لأستقبال الزائر فإذا هما طالبان من طلبة أبيه كانت أعمالهم تتراوح ما بين السنّ التاسع والعشرين والخامس والعشرين، أحدهما ذات رأس كمثري، مُدبب الأنف ممتلئ الجسد بينما الآخر قصير القامة نحيف بدرجة مزرية .

رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء Where stories live. Discover now