رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء

الفصـل آلرآبـع

الفصل الرابع  بعنوان : مكافئة.

أصدق المكافأت هي تلك التي تتلقاها دون رياء من اصدقائك.

----------------------------------

الثلاثاء الخامس عشر من يناير :

كان الدكتور جمال يرتقي السلم إلى الطابق الثاني حيث يوجد قاطع حديدي من جهة اليمين كتب عليه فرع الأسماك بينما من الإمام المقابل للدرج مباشرةً فرع الأحياء المجهرية ومن جهة اليسار ممر واسع ينتهي بفرعيّ الطفيليات ومختبر الصحة العامة (صحة الحليب) ومن الجهة الأخرى التي تقابل الفرعين كان هناك مختبر الفسلجة للمراحل الأولية .

وعند دخول القاطع الخاص لفرع الأسماك من جهة اليمين مباشرةً مختبر الدراسات العليا لطلبة الماجستير بعدها يأتي ممر واسع نهايته من جهة اليمين صف للمرحلة الأولية يحتوي على مقاعد للطلبة وسبورة بيضاء وبجانب الصف باب كُتِبَ عليه فرع الدواجن يؤدي إلى ممر متوسط يحتوي على غرف إما من الجهة اليسار لفرع الدواجن يوجد فرع الأسماك حيث يقع هناك مكتب الدكتور جمال .

دخل إلى مكتبهُ ووضع حقيبتهُ الجلدية السوداء اللون وشارعَ في ترتيب المحاضرة التي سوف يلقيها على طلبة الماجستير عقب ساعة، وأثناء ذلك دخل عليه الدكتور عبد المطلب والدكتورة سناء بالتزامن مع ابتسامة مُشرقة تزين ثغريهما، القيا عليه التحية الصباحية ثم استقر الدكتور عبد المطلب على المقعد الجلدي المنفرد والدكتورة سناء قبالهُ على المقعد الجلدي المزدوج وفي المنتصف توجد طاولة صغيرة وضعت عليها منفضة سجائر على شكل قوقعة مشابه لغرفة الدكتور عبد المطلب كون فتى من طلاب الماجستير أحضرهن لهما كهدية رمزية.

نظرت الدكتورة سناء إلى الدكتور عبد المطلب ثم التفتت إلى الدكتور جمال وأردفت ببشاشة
- دكتور جمال أنت أخ عزيز علينا؛ لذلك قررنا أن نكافئك

بينما أكمل الدكتور عبد المطلب تتمّت الكلام
- لقد تم أختيار فرعنا هذا العام للبعثة، وقد قررنا أنا والدكتورة بأن نجعل هذه البعثة من نصيبك تقديرًا على جهودك القيمة التي قدمتها للفرع وعلى أنجازاتك الطيبة فيه.

ثم قدم إليه الكتاب المرقم بأمر البعثة إلى دولة تركيا لمدة خمسة أيام بتاريخ يصادف السادس والعشرين من هذا الشهر عقب إمتحانه للفصل الأول بأربع أيام .

استلم الدكتور جمال الكتاب بغبطة غير مصدق ما سمعه للتو (على الرغم هذا الأمر لم يكن مستبعدًا منهما على الدكتور جمال فهم كالأخوة فيما بينهم والاصرة التي تربطهم قوية تجعلهم كالقلب الواحد فالانسجام والمودة بينهم طغت على جميع من يحاول أن يدنسها من حسد أو حقد)

شعر جمال عندها أنه أسعد إنسان في تلك اللحظة لدى سماعه الخبر فالمرء ماذا يتمنى من الله غير عائلة محبة لهُ وزملاء عمل يأثرون انفسهم من أجله.