رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء

الـخـاتـمـة

الفصل الأخير بعنوان : الخاتمة

أعظم لحظة في الحياة هي تلك التي ترى فيها ابتسامة طفلك .

----------------------------------

الحمد لله تم انقاذ الدكتور جمال بأعجوبة وقد دخل في غيبوبة لمدة أسبوعين استفاق بعدها، ولكنه بقي في المشفى على الاجهزة ومن الجيد استطاع أن يتعرف على عائلته ولم يصب الحادث مركز الذاكرة لديه.

عندما فتح جمال عيناه لأول مرة كان أول شخص تقع عيناه عليه هو مهند الذي ابتسم بسعادة لدى رؤية أباه صرخ مهند بلهفة:
- بابا، هل أستفقت؟

أومأ جمال برأسه بالموافقة وهمس بقلق بعد أن تذكر نوايا ضامر في دعسه بالسيارة.
- هل أنت بخير ؟

ترقرقت عينا مهند لدي سماعه السؤال وهتزت جميع جوارحه وهو يرى مقدار قلق أباه عليّه .

أراد جمال أن يكمل الحديث ولكن أم مهند هتفت به تمنعه :
- عزيزي أنت مازلت لم تتعافى جيدًا، لذا لا تقل شيئا وتجهد نفسك.
كانت عيناها محمرتان من أثر البكاء ووجهها شاحب حالها حال باقي أفراد العائلة الذي كان الحزن مسيطرا على ملامحهم الذابلة، توجهت تبسم نحو اباها بغية معانقته بشوق ولكن بسملة منعتها بحجة انه لا زال متعبا ولم يتعافى تماما.

كان جميع افراد الاسرة يدعون الله بخشوع إلى أن يتعافى بسرعة ويعودوا إلى البيت كسابق عهد

في غضون شهر وخمسة أيام المقبلة استطاع جمال أن يحصل على إذن في المغادرة المشفى مع الاستمرار في جلسات العلاج الفيزيائي لكي يستطيع العودة إلى السير كسابق عهده.

في اليوم المقرر للخروج من المشفى جاء مهند وحده لترتيب خروجه، ما ان صعد جمال إلى السيارة حتى خاطب أبنه الذي تولى القيادة :
- الحمد لله أنني استطعت الخروج أخيرًا من المشفى، لقد كانت أيامًا موحشة وأنا بعيد عن المنزل.

أجابه مهند بخفوت :
- كذلك المنزل من دونك مظلم؟ جميع من في البيت يتشوق لعودتك .

أكمل كلامه وهو يمسح عيناه في محاولة لأخفاء الدموع التي تحاول الهرب من مآقيه .

ابتسم جمال بدفئ ثم أردف بمزاح في محاولة لتخفيف عن الأخر :
- لا أريد لهذه الدموع أن تظهر مرة أخرى، ماذا سيقولن أخواتك أن رأينك تبكِ ؟ بالتأكيد سيقولن أنك فتاة بكّاءة ؟

اشاح مهند وجهه بعيدًا ومسح دموعه وهو يحسحس :
- أنها فقط تخرج دون أرادتي .

استطرد جمال قائلا وهو لا يزال على نفس الابتسامة الحانية مرسومة على شفتيه :
- لا تدعني أعيد الكلام ثانيةً أنت الرجل الذي سيأخذ مكاني في غيابي...