الَفُـصّـلَ الَـخِـامـسِ

62 5 0
                                    

الفصل الخامس بعنوان : خطّة.

لا تجعل وضعك المعيشي السيء يسلُبك مبادئك فقد أصبر لأن فرج الله أت لا محال.

----------------------------------

يوم الاربعاء السادس عشر يناير :

كان أغلب الاساتذة في حالة من الحركة المستمرة والانشغال مثل خلية النحل حيث إمتحانات الفصل الأول سوف تبدأ من يوم الثلاثاء القادم لذا عليهم التجهيز الأسئلة ودفاتر الامتحانية بالإضافة إلى القاعات التي سيقام فيها الأختبارات، لذا كانوا في حركة دائبة ماعدى الدكتور ضامر الذي كان في مكتبهُ يبتسم إبتسامة لا تبشر بخير

أو لنقل ابتسامة انتصار فقد سهر ليلة أمس يفكر بخطة مضمونة يحصل فيها على البعثة إلى أن وجد أخيرًا الفكرة وشرع في تطبيقها .

أنتظر قدوم أم تحسين إلى فرع الأمراض في غياب زميليّه، وفعلًا ما أن سنحت لهُ الفرصة ورأها من خلف الزجاج حتى نادى عليها وهو في مكتبه، دلفت الأخيرة المكتب فطلب منها غلق الباب خلفها ثم كشر عن أنيابه لتظهر أقبح مافيه أصفرار أسنانه واستطرد بنبرة مراوغة
- أم تحسين لقد علمت أن وضعك المادي غير جيد علاوة على وضع إبنك المريض وأنا قررت أن أتبرع لكِ بمبلغ لتعالجيه.

ثم صمت يدرس فيها تعابير أم تحسين التي بدأت عيناها توشك على ذرف الدموع من الكلام الذي سمعته توًّا وقبل أن تنطق بمختلف عبارات المديح.

أكمل دكتور ضامر عرضه بنبرة ماكرة:
- لكن أم تحسين قبل أن أعطيك المبلغ أود منك أن تنفذِ لي طلب بسيط، بسيط جدًا، لا تقلقي وهو .

بتر كلامه وأستخرج من جيب سترته الرصاصية مائة دولار ووضعها على مكتبه وأفصح:
- هل ترين هذا المبلغ سوف أعطيك ثلاثة أضعاف المبلغ شرط أن تحضري لي نسخة من أسئلة الدكتور جمال، أعلم إنكِ بارعة وتستطيعين التسلل إلى مكتبهُ دون أن تثيري الريبة فأنتِ كل يوم في مكتبهُ تقومين بتنظيفهِ وتستطيعن أن تحضري نسخة من الأسئلة الامتحانية بكل يُسر.

ثم صمت برهة هنيئة وأكمل بحذر
- بعد أن تحضري نسخة سوف أعطيكِ باقي المبلغ والآن يمكنكِ الانصراف وتفكير في عرضي؟

بقيت أم تحسين فترة طويلة مبهوتة مترددة في أخذ النقود وقبول العرض، أصبحت بين ناريين مابين مبادئها الأخلاقية ومابين أبنها الطريح الفراش الذي يحتاج إلى العملية الجراحية .

وبينما هي في خضم الصراع مابين الضمير ومابين أنقاذ أبنها من بؤسه، أنتشلها صوت الدكتور ضامر الذي قال بدهاء :
- نسيت أن أخبركِ هذا العرض جارِ إلى اليوم فقط فغدًا ربما أغير رأيي وعندها تكوني قد ضيعتي فرصةً ذهبيةً في علاج طفلك لذا أنصحكِ بأتخاذ القرار حالًا أما القبول أو الرفض فأنا مزاجي متقلب وربما عقب ساعة أغير رأيي منّ يعلم؟

رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء Where stories live. Discover now