الَفُـصّـلَ الَسِـادٍسِ

43 6 0
                                    

الَفُـصّـلَ الَسِـادٍسِ بعنوان : صديق

ابتسامة على شفتيك تكفي لمحو جميع هموم قلب أبيك

----------------------------------


الخميس السابع عشر من يناير :

في المساء ذهب جمال إلى باب المعظم مباشرة بعد إنهاء جميع محاضراته في الكلية ليوفي بوعده لابنته، ذهب بسيارته البيضاء وقدم من جهة العلاوي ماراً بشارع حيفا حتى وصل جسر باب المعظم وهو عبارة عن منطقة أستتراتيجية مُزدحمة بالسكان تربط ما بين العلاوي ومن جهة اليمين طريق يؤدي إلى منطقة الشعب ومن الأمام يؤدي إلى منطقة البياع ومن جهة اليسار إلى حيث الشورجة تضم سوق ضخم تعج بالحركة الناس واصوات ابواق السيارات المختلفة، تحتوي على محلات وعربات جوالة وانواع البسطيات التي تبيع مختلف أنواع البضاعة من أدوات الهواتف النقالة إلى الحقائب والاحذية بالإضافة إلى المواد المنزلية والحلويات وغيرها من السلع وجميع يروج لبضاعته لعله يجد من يشتريها.

تجاوز الدكتور جمال الطريق الذي يؤدي إلى منطقة الشعب واستدار في الشارع الذي يليه والذي يؤدي إلى منطقة الكاظمية اتجه إلى شارع المستلزمات الطبية ومن حُسن حظهِ وجد مكان لركن سيارته فيه، نزل من السيارة وسار قرابة أربع أبنية إلى أن وصل إلى القيصرية التي تبيع المواد الكيميائية، صعد ثلاث درجات حتى يصل الباب ولج إلى الداخل وألقى التحية على البائع ثم طلب منه ثلاثين غراما من برمنغنات البوتاسيوم بالاضافة اشترى بعض المواد الكيميائية الأخرى وعندما خرج من العمارة مرّ من أمامهِ رجل في بداية الخمسين كان متوسط الطول يميل إلى البدانة يرتدي قبعة رمادية من نوع البيريه مع قميص أزرق مخطط وبنطال قماشي رمادي اللون، ما أن وقع بصر الرجل على الدكتور جمال حتى عرفهُ على الفور وأسرع في إلقاء التحيه بوجه يشع سعادة :
- لا أصدق الدكتور جمال أمامي !

ألتفت المعني صوبه بتهلل وقد عرفهُ من صوته :
- يخيل ألي أنني سمعت صوت وميض!

تصافح الرجلان بحرارة ثم سحب الرجل جمال الى محل المرطبات الذي كان بجانب العمارة، جلسا على أحدا الطاولات ثم رفع وميض يده واسرع يخاطب زميله:
- هل تريد مياه غازية أم عصير ؟

أجابه جمال ببعض الارتباك :
- عصير

عندها خاطب وميض البائع :
- من فضلك قدحان من العصير البارد لي ولصديقي مع زجاجتين من الماء المثلج لنطفئ لهيب الحر الذي يعتمرنا .

شكر جمال زميله أما الآخر بدأ يتحدث بجذل
- هل تعلم ربما مضت عشرين سنه منذ آخر مرة رأيتك بها ؟

هز جمال رأسهُ موافقا ثم تمتم وهو يتذكر تلك الأيام
- نعم منذ أن كُنا بالجيش ..اه يالها من أيام .

رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء Où les histoires vivent. Découvrez maintenant