𝚄𝚗𝚍𝚎𝚛 𝚋𝚕𝚞𝚎 𝚜𝚔𝚢 // تحت سماءٍ زرقاء

Chap 23 ter

حلم رأى الضوء

★
٭

كومة كبيرة من الاوراق احتلت سطح المكتب مع علبة حبر سائل و ريشة كتابة ، و شمعة تحترق ببطء . خلف المكتب جلس رجل لديه شاربين ملتويين للأعلى و لحية مهذبة كسى اللون الرمادي القليل من الشعر فيها . وضع الرجل يده امام فمه و ضيق عينيه ذات اللون الاخضر الداكن .

" هممم " .

همهم الرجل و هو يقرأ المستند بين يديه . ثم ظهرت تجاعيد حول عينيه ، ملامحه الفاترة تحولت للرقص فرحاً . التوى الشارب اكثر مع ابتسامة الرجل العريضة . وضع الورقة و ختم بالشمع عليها ثم ادخلها في مظروف و وضعها على الصينية الفضية بجانب المكتب . وقف الرجل الطويل و مشى نحو خزانة صغيرة و فتحها ، استقبله عدد لا بأس به من زجاجات الشراب الفاخر . تناول واحدة و اخذ كأس من الرف المجاور و خرج الى الشُرفة ذات الهواء المنعش رغم برودته . سكب الشراب و رفع الكأس و كأنه يُحي شخصاً غير مرئي .

كان منظر البحيرة السوداء خلف الاشجار غاتماً للغاية ، و مبهم رغم التلألأ الواضح للماء الساكن .

" إنه بفضلك ، شكراً ! " . قال الرجل و مرة اخرى رفع كأسه ثم سكبه كله دفعة واحدة .

قبل عدة شهور كان وضع العمل مزريٍ ، و كان على وشك الافلاس تقريباً ، لكن من العدم ظهر رجل طلب بكل عفوية ان يتزوج احدى بناته ، و لم يطلب اي شيء عدى منجم صغير لا يُغني شيئاً ، لكن الان نفس ذاك المنجم اصبح دخله يوفر العملات الذهبية التي لم يحلم برؤية هذا القدر منها .

ايزاك فلاندرز كان على وشك الاصابة بنوبة هيستيريا من الضحك بدافع السعادة و الفرح ، لكنه تمالك نفسه و استمر في شُرب السائل الغامق ، لكنه لم يستطع منع انحناء شفتيه للاعلى ، خدوده المترهلة قليلاً كانت ترتعش مثل فكه تماماً . فكر لو انه لم يُخرج نوبة الضحك هذه سيغمى عليه بالتأكيد ؛ لذا ضحك .. ضحك بصوتٍ عاليٍ حتى آلمته حنجرته و اصيب بالسعال ، لكنه لم يهتم و واصل الضحك المخيف و عينيه مفتوحة على وسعها .. من يراه سـ-يظن انه أصيب بالجنون .

لكن من يلومه . كان رجل على وشك السقوط و خسارة كل شيء و فجأةً اصبح على قمة التسلسل الهرمي للمقاطعة و صاحب اكبر عمل للتنقيب . إنه لا ينكر فضل الدوق ، كما انه شكر وجود الفتاة التي لم يُرد وجودها اطلاقاً ، كانت مثل لعبة الحظ .

استمر في الاحتفال لوقت متأخر حتى قرر التوقف اخيراً و الخلود للنوم . عندما استيقظ كان اول شيء فعله بعث رسالة للدوق الجنوبي يخبره فيها بعائدات المنجم ، لكن ايزاك لم يكن غبياً لقد انقص خمسة عشر بالمئة من صافي ارباح العائدات ، اعتبر انها ضريبة المنجم طالما في ارضه .. كان مثالاً رائعاً للطمع و الجشع .