الفصل السادس والعشرون: طَلَبٌ وَتَفْسِيرٌ

77.1K 4.2K 1.1K
                                    

لامعت عين أفنان وهي تقرأ ما كُتب في الورقة، طبقة بلورية خفيفة غلفت عيناها وهي تنظر حولها، نبضات قلبها تتسارع بقوة وتشعر بأن التنفس لم يعد بالسهولة ذاتها قبل كل قراءة تلك الكلمات، تقدمت أفنان بضع خطوات نحو الخارج وهي تبحث في كل مكان عنه بلهفة واضحة، غادرت الڤيلا ودققت النظر في المارة وفي السيارات لكنها لم تجده، عاودت النظر إلى الورقة الموضوعة في يدها لتجد أنها ليست مكتوبة بخط اليد بل هي مطبوعة، كان الأمر غريبًا بعض الشيء فلماذا يفعل شيء كهذا؟!

لم تفهم أفنان دلالة ذلك ولم تهتم كثيرًا في تلك اللحظة فكل ما يهم الآن هو أنه مازال يُفكر بها وأنه لم يختفي كما ظنت أنه فعل بل وأنه قريب منها قريب للغاية...

"بتعملي أيه؟ بابا بيدور عليكي."

"أنا.. مبعملش حاجة.." أجابتها أفنان بتلعثم وهي تُخفي الوردة والورقة خلف ظهرها لتُطالعها ميرال بشك وهي تسألها:

"أنتي مخبية أيه ورا ضهرك؟"

"هوريكي بس متديش رد فعل أوڤر ماشي؟" أومئت ميرال بحماس وهي تنظر نحو يد أفنان بفضول شديد وبمجرد أن رأت الوردة في يد أفنان قفزت بحماس وهي تصيح:

"وريني وريني!!!"

"بس منك لله هتفضحيني!!! يادي الوكسة أهو رحيم شافنا وجاي." وبختها أفنان بنبرة جادة ومتوترة في الآن ذاته لدرجة أنها ذكرت اسم رحيم بدلًا من نوح.

"رحيم؟" سألتها ميرال بإستنكار وهي ترفع أحدى حاجبيها لتنظر نحوها أفنان بتوتر شديد وعصبية وهي تتفوه بالآتي:

"رحيم مين؟ مين قال رحيم؟ أنتي قولتي رحيم.. أنا مقولتش أنا بقول نوح!"

"في حاجة يا بنات؟" سأل النوح الذي ظهر من اللامكان لتتنهد أفنان بضيق وتُشيح بنظرها بعيدًا عنه قبل أن تُتمتم بالآتي:

"عارف لما الإنسان بيخليه في حاله.. ربنا بيكرمه، أسيبكوا بقى مع بعض وأروح أشوف تيتا بتعمل أيه." حاولت أفنان التملص من نوح والذهاب للطاولة كي تُخبي الوردة والورقة في حقيبتها الصغيرة اللامعة وقبل أن تذهب غمزت بإحدى عينيها لميرال.

ذهبت أفنان إلى الطاولة وهي تحاول إخفاء الورقة والوردة بين طبقات الفستان خاصتها قبل أن تجلس وتضع كلاهما في الحقيبة؛ على الفور رمقتها والدتها بشك ولكن لحسن الحظ قد وصلت العروس لذا أنشغل الجميع بقدومها لتتنفس أفنان الصعداء.

 في حي الزمالكWhere stories live. Discover now