الفصل الثامن والأربعون والأخير: إلَى مَا لانِهايَة

121K 6.2K 3.7K
                                    

قبل الزفاف بسبعة أيام بالضبط، يركض رحيم داخل طرقات أحد المستشفيات الخاصة وهو يبحث عن رقم الحجرة التي أخبرته بها موظفة الإستقبال أو يبحث عن زوجته الحبيبة مرت دقيقتين من البحث قبل أن يجدها تستند على الحائط تنهمر دموعها بغزارة بينما كانت شاردة تمامًا.

"خير يا أفي أيه اللي حصل؟" سأل رحيم لتنتفض أفنان من موضعها وتُطالعه لثوانٍ وكأنها تستوعب ما يحدث وما يقوله قبل أن تُجيبه من وسط دموعها:

"بابا يا رحيم... بابا تعبان أوي."

"أيه اللي حصل فهميني طيب؟ الدكتور قال أيه؟"

"معرفش... معرفش حاجة غير إنه ضغطه علي فجاءة... أتخانق مع تيتا وعمتو عالورث تاني وموضوع المحل وفي الآخر وتعب وجابوه على هنا ومش فاهمين حاجة..."

حاولت أفنان التفسير من وسط دموعها ليحتضنها رحيم في محاولة لتهدئتها وأثناء ذلك لمح رحيم أنس يتجول في الردهة وحينما رأى رحيم أشار نحوه واقترب إليه.

"خلاص أهدي مفيش حاجة... أنس روح حاول تفهم حاجة من الدكتور طيب."

"حاضر." تمتم أنس وهو يعود أدراجه بحثًا عن الطبيب المسئول ليعود بعد بضع دقائق ليسأله رحيم:

"قالك أيه؟" لم يُجيبه أنس بل أشار إليه أن يبتعد عن أفنان ويقترب منه في منتصف الردهة كي لا تسمع أفنان ما سيقوله.

"حماك ناوي يفرفر قبل الفرح... يادي النيلة ده أنا لسه مفتحتوش في حواري أنا وميرال... يا ميلة بختك يا أنس... ملحقتش تتهنى يا أنس..."

"يا ابني بطل ندب بقى وقولي الدكتور قال أيه!" تمتم رحيم بنفاذ صبر ليأخذ أنس نفسًا عميق قبل أن يسرد ما قاله الطبيب دفعة واحدة دون فاصل:

"الضغط، زيي يعني لا بهزر طبعًا وضعه أخطر شوية عشان السن وكده المفروض يبعد عن أي حاجة تعصبه وأي ضغط وكمان يلتزم بالأدوية طبعًا والحمدلله أنه اتلحق في الوقت المناسب بدل ما كانت حالته تسوء ونطلعها رخصة وكده هه"

"يا ابني أتكلم جد مرة في حياتك بقى هو الوضع مستحمل هزار واستظراف؟"

"خلاص أسف يعم الحق عليا بحاول افرفشك بدل ما تزعل وتقع مننا أنتَ كمان!"

"بص أنا كل اللي عايزه منك أنك تخرس خالص ممكن؟ وبعدين لحظة واحدة أنتَ أيه اللي جابك هنا من الأساس؟"

"بتهزر ولا أيه؟ أنا تخصص نقل العيانيين في العيلة دي، لما عمو وقع وكده ميرال كلمتني قالتلي سي أنس ألحقنا يا سي أنس وأنا روحتلهم طيارة طبعًا عشان أنا شهم جدًا."

 في حي الزمالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن