كانت تجلس بسيارتها المتجهه بها الى حيث منزل والدها الخاص بمنتجع الساحل الشمالي تهز قدميها بغيظ و الغضب يفتك بها.
ضحكت ساخره من نفسها و هى تتذكر لقائها الأول مع تلك الحرباء تعض شفتها السفلى بغيظ منها و من نفسها ايضا متذكره كم كانت لطيفه جداً معها بل و كريمه.
عاملتها بلطف و أكرمت بل و أعطتها فرصة عمل رائعه لديها ، تتذكر كيف أثنت على عملها و أنصفتها أمام هارون ... هارون الذى وبخها و كان يقف رافضاً غير راضى تماماً عن عملها يراها مخطئه و غير مهنيه إطلاقاً.
نهش الغل قلبها و هى تتذكر أنه وقف معترضا غير راضى عن تصرفات تلك الفتاه بل و علق برفض على عرضها العمل لتلك الفتاه لديها.
لقد فتحت لها أبواب شركتها و عاملتها معامله حسنه ، و لم يظهر عليها يوماً أن تلك الفتاه المهذبه الرقيقه ما هى إلا حرباء تجيد التلون .
أغمضت عيناها تتمنى لو تستطيع محو ذاك المشهد من عقلها.
لكنه يداهمها بضراوة.. هارون باشا الذى وقف ينهر تلك الفتاه و يعلق مستهزئا على كل ما تفعله ، منذ قليل.. منذ قليل جدا كان معها بفراش واحد يلتهمها إلتهاما يكاد يخفيها بين ذراعيه يظهر عليه الهوس و الجنون حتى أنه كان مغيب غير مراعى لا الزمان و لا المكان ، غير منتبه حتى على دقات الباب العاليه و دخول أحدهم منه.
و تلك المهذبه المحترمه كانت بين يداه ذائبه تاركه له جسدها يعريه بيديه ليقوم بإلتهامه و هو يلهس بنهم و تلذذ مجنون كطفل شريد محروم و وجد طعامه المفضل للتو.
فتحت عيناها تنظر من النافذة التى توضح لها منظر الطريق من خارج سيارتها تسير سريعاً صوب هدفها.
ترفع رأسها و أنفها بإباء مردده ..حتى لو..
فحتى لو كانت رافضه لخطبتها من هارون و لم تعشقه يوما و هو حتى بالنسبة لها لا يرتقى لمكانة صديق، هارون الصواف لم يكن يوما بتركيبة و عقليه من ترحب بهم كأصدقاء و رفقاء لها .
هزت رأسها تقر.. بأنه نعم كانت مجرد مصالح..مصالح تصالحت هى معها .
لكن الأن الأمر بات مختلف، فقد خدعاها بل و أستغلاها.
لو لم تقبل العمل لديها ، لو لم تأتى كل يوم و تبتسم في وجهها، لو فقط لم تفعل تلك الخبيثه كل ذلك لكان الأمر أهون كثيرا عليها و مر مرور الكرام.
لكنها لا تستطيع الان حقا يكاد عقلها يهوى منها فى بئر عميق مظلم و الجنون يفتك به تفكر و تتخيل متى كان أول لقاء .. و أول تجاوب .
بالتأكيد لن يهجم عليها فى فراشها يلتهمها بشفتيه هكذا إلا بعد سلسله من التجاوب واللقاءات.
اخذت تهز رأسها بعصبية و جنون فهل كانت تأتى إليها صباحا تمد يدها للسلام مبستمه لها بوداعه و بأخر النهار تذهب لتقابله.
أنت تقرأ
شط بحر الهوى ( مكتمله)
General Fictionالملاك الحنونه البريئه التى لم يمس الهواء طرفها. من تعرفت عليه بالصدفه البحته وحتى حاولت الابتعاد بسبب فرق الظروف الاجتماعية . لكن وراء كل شيء شئ .....التجسيد الحى للمثل القائل"من حفر لأخيه حفرة وقع فيها" قراءه ممتعه للجميع