الفصل الخامس والعشرين

31.2K 1.8K 127
                                    

كانت تجلس بسيارتها المتجهه بها الى حيث منزل والدها الخاص  بمنتجع الساحل الشمالي تهز قدميها بغيظ و الغضب يفتك بها.

ضحكت ساخره من نفسها و هى تتذكر لقائها الأول مع تلك الحرباء تعض شفتها السفلى بغيظ منها و من نفسها ايضا متذكره كم كانت لطيفه جداً معها بل و كريمه.

عاملتها بلطف و أكرمت بل و أعطتها فرصة عمل رائعه لديها ، تتذكر كيف أثنت على عملها و أنصفتها أمام هارون ... هارون الذى وبخها و كان يقف رافضاً غير راضى تماماً عن عملها يراها مخطئه و غير مهنيه إطلاقاً.

نهش الغل قلبها و هى تتذكر أنه وقف معترضا غير راضى عن تصرفات تلك الفتاه بل و علق برفض على عرضها العمل لتلك الفتاه لديها.

لقد فتحت لها أبواب شركتها و عاملتها معامله حسنه ، و لم يظهر عليها يوماً أن تلك الفتاه المهذبه الرقيقه ما هى إلا حرباء تجيد التلون .

أغمضت عيناها تتمنى لو تستطيع محو ذاك المشهد من عقلها.

لكنه يداهمها بضراوة.. هارون باشا الذى وقف ينهر تلك الفتاه و يعلق مستهزئا على كل ما تفعله ، منذ قليل.. منذ قليل جدا كان معها بفراش واحد يلتهمها إلتهاما يكاد يخفيها بين ذراعيه يظهر عليه الهوس و الجنون حتى أنه كان مغيب غير مراعى لا الزمان و لا المكان ، غير منتبه حتى على دقات الباب العاليه و دخول أحدهم منه.

و تلك المهذبه المحترمه كانت بين يداه ذائبه تاركه له جسدها يعريه بيديه ليقوم بإلتهامه و هو يلهس بنهم و تلذذ مجنون كطفل شريد محروم و وجد طعامه المفضل للتو.

فتحت عيناها تنظر من النافذة التى توضح لها منظر الطريق من خارج سيارتها تسير سريعاً صوب هدفها.

ترفع رأسها و أنفها بإباء مردده ..حتى لو..

فحتى لو كانت رافضه لخطبتها من هارون و لم تعشقه يوما و هو حتى بالنسبة لها لا يرتقى لمكانة  صديق، هارون الصواف لم يكن يوما بتركيبة و عقليه من ترحب بهم كأصدقاء و رفقاء لها .

هزت رأسها تقر.. بأنه نعم كانت مجرد مصالح..مصالح تصالحت هى معها .

لكن الأن الأمر بات مختلف، فقد خدعاها بل و أستغلاها.

لو لم تقبل العمل لديها ، لو لم تأتى كل يوم و تبتسم في وجهها، لو فقط لم تفعل تلك الخبيثه كل ذلك لكان الأمر أهون كثيرا عليها و مر مرور الكرام.

لكنها لا تستطيع الان حقا يكاد عقلها يهوى منها فى بئر عميق مظلم و الجنون يفتك به تفكر و تتخيل متى كان أول لقاء .. و أول تجاوب .

بالتأكيد لن يهجم عليها فى فراشها يلتهمها بشفتيه هكذا إلا بعد سلسله من التجاوب واللقاءات.

اخذت تهز رأسها بعصبية و جنون فهل كانت تأتى إليها صباحا تمد يدها للسلام مبستمه لها بوداعه و بأخر النهار تذهب لتقابله.

شط بحر الهوى ( مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن