لبضع ثوانٍ فقط

chapter : 1

إستنشق الساحر ذو الشعر الأسود الوسادة ليسجل في ذاكرته رائحة حبيبته لأخر مره.

أراد بكامل كيانه أن ينام ويستيقظ ليراها مستلقيه بجانبه.

لقد توسل داخل عقله أن يكون هذا مجرد كابوس لكنه لم يكن كذلك ، لقد ذهبت أثناسيا الجميلة.

الفتاة الصغيرة والبريئة التي التقى بها في تلك الغابة وأسعدها بسحره.

لا يزال بإمكانه تذكر كل تفاصيل ذالك اليوم تماماً.

🥀

"من أنتي؟ ماذا حدث لكي؟"

"-بكاء- أنا أكره كل هذا ، لا أريدهم أن يستمروا في معاملتي بهذه الطريقة -بكاء-."

"أنتي مجروحه ، من أذاكِ؟"

"الخادمات -بكاء- يسمونني لقيطه دائماً ويكرهونني."

"اهدئي وقُلي لي ما أسمك؟"

"... أثناسيا"

"اسمك؟!- ... انتي من العائلة المالكة؟"

"نعم ، يقولون أن والدي هو الإمبراطور لكنني لقيطه ولهذا أنا لست أميرة."

"أرى أن والدتكي كانت محظية."

"لا أمانع ألا أكون أميرة ، لكني أكره أن توساء معاملتي -بكاء-."

"لا بد أن جروحكِ تؤلمك ، انتظري دقيقة سأساعدك."

قرّب الصبي يده من وجه الأميرة الصغيرة من ما جعلها تتفاجأ بسبب اللمسه الرقيقة واللطيفة ، لم يعاملوها أبدًا أحد بهذه الطريقة كما لو كانت هشة لدرجة أنها ستنكسر في أي لحظة سوى ليلي.

كانت تركز على النظرة اللامبالية للصبي أمامها ، عيناه القرمزياتان مثبتتان على الجروح الموجودة في ذراعيها الرقيقة وخدها.

لم يكن هناك صوت ، ولا حتى أصوات الغابة التي دائماً ما تتحدث ، كان الأمر كما لو أن الهواء والأشجار تراقبهم بصمت.

"إنتهيت ، هل ما زال يؤلم؟"

"هاه؟ جراحي القديمه؟ إختفت الندوب أيضا!"

"من رد فعلكِ أعتقد أنكي أفضل."

"هل يمكنك استخدام السحر؟!!!" كانت عيونها تلمع.

"تعيشين في القصر الأمبراطوري ولم تري السحر من قبل؟!"

"إنها أول مرة لي ، كنت أرغب دائمًا في رؤية سحر حقيقي لكن بما أنني لا أستطيع الابتعاد عن قصر روبي فلم تسنح لي الفرصه."

"أرى ذالك ... هل تريدين أن تري بعض السحر؟"

"حقا؟!"

"أجل."

"نعم من فضلك!!"

كانت فترة ما بعد ظهيرة ذالك اليوم من أمتع اللحظات التي عاشتها الأميرة الصغيرة ، فقد صنع لها الصبي أحمر العينين آلاف الفقاعات وجعل الأزهار تنمو في كل مكان.