السَابِع عَشر.

4.1K 438 105
                                    

"وتين."

أغلقي عيناكِ يا وتين إنه مجرد كابوس ، لا شيء مما يحدث حقيقي لا شيء.. والدتكِ لا تقف أمامك الآن وقد بدت ملامحها أشد قسوة وشيطانية بجانب هذا العجوز الماكر ، بالتأكيد هذا ليس حقيقي.

" ابنتي العزيزة التي فَرت من المنزل لأجدها بعد أسابيع برفقة رجلٌ ، لقد خذلتني يا وتين. "

تصنعت التأثر وهي تهز رأسه بأسف ، فتحت ذراعها مردفًا

" تعالي لحضني يا عزيزتي ، يبدو أنكِ لم تشتاقي لي ولكنني أشتقتُ لكِ وبشدة. "

هززت رأسي بشكل هستيري متشبثة بكريس و ما يحدث يفوق إستيعاب عقلي ، المكان حولي يضيق على أنفاسي المتحشرجة بقسوة.

" أنتِ متعاونة معهم؟ "

همست بعدم تصديق لتنزل ذراعها وهي تقترب مني بمكر

" يبدو أن كريس لم يخبركِ أنني فرد أساسي و شريكة والده الرئيس. "

نقلت نظري لهُ بفزع لأراه يغمض عيناه بصلابة ، ما هذا العبث الذي يحدث!
والدتي و والدة كريس؟ أخي أنس؟ ماذا عن والدي هل يعلم عما يحدث هذا!

" كريس تعال إلي هنا أرغب بالحديث معكَ على إنفراد. "

رأيت كريس يتقدم منهُ كـ شبح فاقد لمعاني الحياة ولا يمكنني اخطاء نظرات الكره التي تشع من عيناه تجاه ذلك الرجل ، يبدو لي ماكرًا ومرعبًا و الآن فقط قد عرفت من أين اكتسب كريس عينيه الرماديتين المرعبين.

تخطيت الجميع جالسة على إحدى الآرائك الوثيرة بعد أن غاب كريس عن أنظاري ولم أصدق أنني أستمد الأمان من غريب بينما أمي تقف أمامي بكل عنفوان ، وضعت رأسي بين كفاي و ساقيَّ تهتزان بعنف وقلق.

" ألتلك الدرجة تقلقين عليه من والده؟ "

سألت والدتي ساخرة عندما لاحظت عقلي الغائب و عيوني التي تبعتهُ

" والده؟"

هتفت بسخرية أقوى وأنا أنظر لها

" نعم أقلق عليه من والده ، أوقات يكون الأهل أشد أذًا وشرًا من الغرباء يا أمي. "

شددت على أخر تلت أحرف لتنظر لي بإزدراء

" كيف تتحدثين معي بتلك الطريقة!؟ "

قالت من بين أسنانها لأضحك بقوة وهيسترية ، بقت تحدق بي بإستغراب من ضحكاتي العالية وفي لمح البصر تحولت لنحيب

" لمَ فعلتم هذا؟ لمَ! لقد انتهينا ، أنس وأنا .. نحن ندفع ثمن أخطائكما وإنعدام مسؤوليتكما طوال عمرنا ، لمَ تزوجتِ برجل عربي إني كنتِ تنفرين من ثقافتنا؟ ولمَ أنجبتِ أطفال لا تقويين على تربيتهم؟ منذ أن دخلت لتلك الشقة لم أرى في عينيكِ نظرة شوق أو قلق واحدة ، أنتَ لا تُصلحين لتكوني أمًا لقد أصبح ذلك الدور باهتًا عليكِ ، فـ أرجوكِ لا تتذكري الآن أن تعلميني كيف أتحدث معكِ وأنا أجدكِ في شقة ينبعث العُهر و القذارة من جدرانها. "

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن