الثَامِن وَ العِشرِين.

4K 397 341
                                    

"كريس."

" هيا يا چيسكا سريعًا. "

هرولت داخل الشقة بعدما خرج حبيبها لعمله، استعنت بأحد مهاراتي القديمة لفتح الباب دون كسره و قد نجحت!

رأيتها تلملم أغراضها على عجلةٍ أثناء بحثها داخل الغرف عن أغراضها الأساسية، و لم يمر دقايق إلا و كانت قد انتهت تمامًا.

خرجنا بكل هدوء و كأننا لم نكن هما متجهين نحو شقتي، جلست على الأريكة بملامح مشدوهة.

صرخت فاجأة بحماس لأجفل متمتًا بداخلي

" يا إلهي إنها كتلة تهور متحركة. "

قالت بعدما هدأت نوبة جنونها تلك

" لا أصدق أنني حصلت على جواز سفري أخيرًا. "

أرجعت رأسي للخلف بملامح هادئة

" الأمر أبسط مما كنتِ تتخيلين، لقد فعلت ما هو أصعب من هذا. "

بالتأكيد إختراق قاعدة بيانات لـ منظمات هامة و الإيقاع بمايكل و عصابته أصعب من إقتحام شقة حبيبها البائس.

" إذًا هل علينا الاختباء؟ "

سألت بحماس مجددًا، وضعت ساعدي على وجهي مغمغمًا بنبرة متعبة

" ذلك التافه لن يقدر على فعل شيء، لا يُديننا شيء نحن لم نسرق أو ما شابه، اطمئني. "

صمتت لثواني ثم شعرت بها فوق فخذاي، ما بها تلك الفتاة حقًا!

عانقتني بحميمية أكثر من المرة السابقة متمتة

" رغم أنك تبدو خطيرًا لكنك ساعدتني أشكركَ كريس. "

أبدو خطيرًا! هل هي جادة؟

" لا بأس چيسيكا. "

قلت بنبرة عادية لتبتعد عن عناقي، لا أنكر شعرت بفراغ أنا رجل فاقد للحب بل كاد يتوسله من امرأة لا تكترث له و لا أمل لهما سويًا.

شعرت برأسها تستند على كتفي بينما تهمس بشرود

" هل وثوقي بكَ طبيبعي أم تهور مني؟ "
" تهور منكِ. "

زاد كتفها إنغماسًا في ذراعي وهي تسترسل في همسها

" أشعر أنني متعبة للغاية، لا أصدق أننا افترقنا بعد كل هذا! رغم إدعائي اللامبالاة ألا أنني أشعر بألم حاد في صدري، أن تشعر أن كل تلك المشاعر لم تكن سوى وهمًا.. قصر من الرمال هدمته أول موجة عنيفة، لِمَ العلاقات بمثل ذلك التعقيد؟ لمْ أرغب سوى به و لكنه باعني.. باعني دون سبب وجيه لهذا. "

وجدت يدي تمتد تلقائيًا متخللة خصلاتها مما زاد في اقترابها مني، من الممكن أن يبدو هذا عبثًا أن نكون بمثل تلك الألفة في يومٍ واحد بعدما خرج كلٌ منا من علاقةٍ فاشلة أو بمعنى الأصح أنا توقفت على أعتاب العلاقة لم أخوضها، نستلقي على الأريكة بائسين نتشارك الخيبة بمثل تلك الحميمية.

عَتمتهُ.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن