الفصل الثاني

1.2K 139 9
                                    

"نقطة تحول"
"2"

"كانت حدود فاصلة ييننا بلدة، الآن صارت بلاد و بحور و انهار، صرتِ في جنوب و انا في شمال!"

    سقطت حقيبة رؤية و هي تشعر بأن العالم يدور من حولها، كلماته علي قدر كونها سامة و لكنها لم تتحمل أن تخرج منه هو، ظنته الأمان الذي سوف تلجئ له يومًا، تستشعر دفئه الذي طلما حرمت منه، اغمضت عينيها، و اخذت نفسًا عميقًا، حاولت لملمت فتات قلبها الذي صار رماد لا يذكر، قلبها ممزق فقط، هي بحاجة الي انتهاء حصة درس لعينة، و العودة إلي منزلها و البكاء طويلًا كما اعتادت، تحركت داخل قاعة ليراها الجميع، ليعم صمت اغتصبت بسمة باردة، و لتجلس في مقعد الأمامي بينما عينيها كانت تنظر في فارغ في شرود، لتشرد رؤية في ذكرياتها، لتتذكر كلمات والدها التي لازالت ترن في أذنها حتي الآن، و هو يخبرها بأنها لعينة مشؤومة نكرة لا تذكر لن يتقبلها احد لن يحبها احد، و كيف يحبها احدهم؟ و هي عند والدها عدو يبغضه و يكره حد حجيم، و كأنها ليست قطعه منه ابنته الحبيبة او ليست ابنته او ليس هو والدها حبها الأول، حب! عن اي حب نتحدث، و ان كان والدها الذي من مفترض ان تكون مدللته قد مزقها اولا، فكيف يحبها الغريب؟ نفضت تلك الأفكار من رأسها بيأس لتقرر ترك الحصة و الخروج، لتستأذن الخروج من أحدي المساعدين المتواجدين حولها في قاعة المحاضرة،بحجة أنها تشعر بتعب شديد علي وعد بأنها سوف تعوض تلك محاضرة في مكان الآخر الذي يمتلكه مدرسها، لتخرج دون إحداث صوت، غير منتبه تلك النظرات التي كانت تفترسها من قِبل احدهم.

    لتسير جهة الخارج دون الأهتمام بشئ، و كأنها نزعت من داخلها الروح لتسير بنصف مشوه، لذلك العالم و هي تشعر برغبة تامة في بكاء طويلًا اليوم، لا تعلم كيف وصلت للمنزل و لكن صعدت الأعلي متجاهلة صيحات يحيي تحثها علي أنتظاره، لتصعد علي درج بشرود تام و تفتح باب، لم تنتبه لوالدتها او شقيقتها سحر الذي قد ترك اثر اصابع احدهم علي وجهها علي يقين تام بأن تلك الأصابع لوالدها لا شك، كانوا يحدثونها و لكن لم تسمعهم لتغلق الباب بأقفال، و لم تهتم لصحيات سحر و احسان هي بالفعل لم تسمعهم، تنهدت بقوة و هي تتنفس بعنف دموعها بدأت بالتحرر و سقوط واحده تلو الأخري و هي ترظف بقهر شديد:
    _ انتِ نكرة يا روح نكرة لا تذكر ازاي يحبك كان مخك فين ها كان مخك فين يا رؤية كان مخك فين
   
     لتتكور علي ذاتها و هي تشعر بالضيق تشعر بخمول و ضعف شديد قد بدأت بإرتجاف رغم حرارة الجو، لم يكن البرودة التي أنتابتها من الجو فقط برودة قد اصابت قلبها لتصيبها في مقتل، ظلت تبكي طويلًا لتشعر بالتعب الشديد، قررت ترك كل شئ خلفها، و خلود للنوم لتتجه إلي فراشها و تتمد عليه لتنفجر في بكاء دافنة وجهها في وسادتها تاركة العنان لدموعها بتمزيق صفحات وجهها، كانت دموعها تُجاهد لمواستها و تخفيف من حدة الآلام الكامنة فوق صدرها، لا يعلم أنه كان اشد لحظات ثقلًا في حياتها.

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now