الفصل التاسع

753 103 6
                                    

لا تنسوا فلسطين من صالح دعائكم..
"أتي العيد ليزيح حزن ترحال شهر رمضان المبارك"

صلي علي الحبيب المصطفى.

____________

"لقاء"
"9"
"هنا ألتقينا وهنا نشأنا وهنا حيث نعود وهنا حيث نهلك، أليس بذلك الوعد أنت بقاسم؟"

كان الصمت المهيب يسيطر علي أجواء ليعطيها رحيقًا من جنون، وكأنه أقتبس من زهرة قد خدرت عقولهم عن التعقل.

كانت سحر تُناظر أبنها يحيي بأرتياب، وهي تبتسم بسخرية بينما تضع علي كتفها عصا، وهي تتحرك أمامه بعدما ألقت أوامرها علي أطفال وأبرار بالجلوس، وهي تردف بشر:

_ اسمع يا عفريت يا صغير منك ليها... هننزل دلوقتي نحارب الأشرار إلي زعلوا يحيي وانتو هتقعدوا تحشو المحشي عشان نتغدي في ليلتكم إلي مش بيانه ليها ملامح دي... ها قولنا ايه؟

هز الأطفال رأسهم في طاعة، وهم يرفعون أيديهم يحيون سحر بتحية عسكرية، هم يردفون بتناسق:

_ عُلم وينفذ يا فندم

لتتحرك سحر أمام الأطفال ذاهبًا وعودة، وهي تضع العصا علي كتفها قائلة بتعالي:

_ دلوقتي سيداتي سادتي هناخد الزائرة الجديدة دي

بينما تشير جهة أبرار لتكمل حديثها:

_ وتعملهوها أصول صنع المحشي.. هي في رقبتكم يا أبطال أوعوا تنزلوا راسنا في طين

نظر جهتها الأطفال لينفخوا صدورهم ويقفون علي أطراف أصابعهم ليظهروا بمظهر أضخم بعض شئ بشكل مُضحك

وهم يتحركون جهة أبرار ليأخذوها بينما أبرار تتراجع للخلف بخوف وهلع وهي تردف:

_ ولا انت وهي أرجعوا ورا... أوعوا تفكروني صيد سهل لاء دنا.... يا مــامـــا

لتركض أبرار وخلفها الأطفال يصرخون بأن تتوقف، لتُسرع سحر تقوم بأخذ يحيي وأغلاق باب خلفها بالمفتاح حتي تضمن أن لا يخرج الأطفال خلفها.

لتجد أبرار تصرخ وهي تحثها علي فتح الباب ولكن سحر نظرت لباب ببرود وخبث، فلتري تلك الصغيرة كيف لها أن تتطاول عليها، وتعبث معها بذلك الشكل.

لتنظر جهة يحيي الذي كان يناظرها بتفحص ونظرات متشككة، لتردف سحر ببراءة الأطفال:

_ ايه يا يويو يا قلب أمك بتبصلي كدا ليه

نظر لها يحيي بيأس ليردف قائلًا:

_ وانا إلي فكرتك بقيتي طيبة وهتسامحيها

نظرت سحر جهته بتشفي وهي تستمع لصوت صرخات أبرار والأطفال:

_ عشان تفكر تتطول لسانها علي أسيادها تاني... يلا بينا نشوف عيال نوتي إلي تحت دول نعلموهم الأدب

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن