الفصل الثالث والعشرون

506 67 3
                                    

خُلقت حواء من ضلع آدم، لا آدم فلا حواء، لا حواء فلا بنو ادم.

لا حياة دون آدم وحواء معًا، لا وجود لحواء وحواء ولا وجود لآدم وآدم. أنها الفطرة، لا تتبع أهواء قوم لوط يا لطيف، وأدعم فطرة.
___________________

"ألم"
"23"

"رغم كون الآلام تتدفعك للهاوية، ولكنك ترحب بيها؛ ليس رغبتك في انتحار، فقط لكونك غير قادر علي مواجهة."

___________________

كانت تتحرك بخطوات واثقة في ذلك الممر، الذي كان يفترش برجال مُلثمين حاملين للأسلحة، نظرت لهم في سخرية، وهي تري الجيش الذي يتحرك حولها عن يمينها، وعن شمالها، وأمامها، وخلفها.

المضحك أن الكبار يخشون الجراد، وليس الطاعون، نعم يخشون من البرغوث الصغير، ويربون الأفاعي دون الخوف من سمها، عجيب أمرهم، ولكن يبدو أنها البرغوث الذي يخشون تمرده.

فتح لها الحارس باب المؤدي في نهاية الممر الطويل، نظرت لبؤرة الظلام، الذي فتحها ذلك المارد، لتدلف بخطوات متريسة تتبع ضوء الشموع الخافت.

حتي أهتدت وأخيرًا إلي الطاولة، التي كان يحيطها مقعدين متقابلين، لتجلس علي المقعد الوحيد الفراغ أمام ذلك الجامد، أستمعت له يردد:

_ أري أنكِ أكتسبتي من جرأة ما يكفي لتعدي حدود أسيادك

نظرت له رزان برهة، نظرات كفيلة لبث الشكوك في نفسه، لتردد بنبرة باردة أثارت حنق من أمامه:

_ نعم أري أنكم أصبحتم تخشون تمردي ذلك كثيرًا.. سيد سميث

زفر سميث في ضيق، ليردد بنبرة حاول فيها ضبط إنفعالاته:

_عزيزتي فتاة إبليس...

قاطعته رزان بعنف:

_ رزان..أسمي هو رزان فقط

نظر لها بسخرية، ليعود لحديثه قائلًا:

_ لا يهم، تعلمين أننا لا نريد خسارة رمز قوي مثلك، حتي علي رغم خيانتك..

لتقاطعه للمره ثانية؛ وكأنها تتلذذ في فعل ذلك:

_ ومن قال أني كنت أدين بولاء لكم حتي أخونكم؟

نظر لها نظرات مرعبة؛ أغرمتها علي الصمت؛ لتعود لديارهم رأسها فوق جسدها لا العكس، ليستكمل سميث:

_ في نهاية كما رأيتي، لم تنفعك الشرطة في شئ قد أخذت زوجك وأبنك وبقيتي وحيدة

كان يتلاعب بمشاعرها؛ ليخرج أسوء ما فيها؛ فعندما تشعر بالغضب، يجب عليك تذكير عدوك بمدي خسائره؛ لتستمد قوتك من ضعفه، رددت رزان بحكمة:

_ الموت حق علي الجميع عزيز كان أم حقير، فلا أحزن علي موتهم لأن رب الخير لا يأتي إلا بالخير

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن