الفصل التاسع عشر

494 75 0
                                    

"القاتلة"
"19"

"لا وجود للعدالة، أنت وأنا من كذبنا تلك الأكذوبة، وأُجبرنا علي تصديقها"

__________________

دماء، صراخات مشوشة، وصوت أسعاف يدوي المكان، جثة هامدة وكثير من غرباء لا تعلم هوايتهم أو تعرفهم لم تهتم، نظرت جهة تشوش الذي يعلو أعين الجميع والصدمة التي جمدتهم.

نهضت من علي أرضية صلبة، لترفع السكين المغطي بذلك السائل الأحمر اللذج، نظرت ليداها الغارقة في ذلك السائل، لو كانت أسيرة في رواية لقالت أنه حبر قد أكتسب لون الأحمر، لكن هي هنا علي أرض واقع، تم تلويث يديها بقتل للمره الأولي في حياتها.

تحركت جهة الخارج، ليفسح الجميع المجال لها بخوف وذعر، أتجه البعض خلفها وتصنم البعض في موضعه؛ ليختار موضع المتفرج من أفضل زاوية، فأنت لن تشهد كل يوم جريمة قتل من ذلك النوع، "سيدة التي أدعت التقوي أرتكبت أقسي أنواع جرائم قتلت خادمتها البريئة"، أهذا ما يسمونه جنون العظمة؟ لا أعلم.

أقتربت رؤية منها خطوة تؤخر الأخري، وعقلها يوبخها يحثها علي هرب، لكن ما جعل رؤية يتجمد جسدها في موضعه، هي تجد رؤية ترفع سماعة هاتفها بجمود لتتحدث مع أحدهم:

_ ألو.. معاك رزان الدسوقي حرم ادهم الجندي.. حبيت أبلغ عن جريمة قتل

لتصمت قليلًا وهي تردف بذات الجمود:

_ أنا قتلت شغالة عندي في بيتي.. تقدر تكتب عنوان عندك.. هكون في أنتظاركم

بحركة آلية أغلقت هاتف لتلقيه علي أريكة، ومعه ألقت جسدها بتثاقل، وهي تراقب السقف وكأنها تنتظر أن تحدث معجزة، ويهبط ذلك السقف ليحطم رأسها، ويجعله فتات يصعب تجميعه.

أما عن رؤية لم تتخذ موضع لتجلس فيه، بلي خارت قواها لتسقط علي أرضية جالسة بإنكسار، وهي تراقب رزان بدهشة يغلفها صدمة، قد شلت جميع أطرافها، من ماذا خُلقت تلك الأنثي؟ كيف لم يصب الجنون رأسها أو تمت بفضل جلطة دماغية بفضل الأحداث الجنونية، والحياة الأكثر من مروعة البشعة التي تمر بها.

هي لا تعلم من تكن رزان، ولكنها سمعت من شقيقتها أن تلك رزان كانت فتاة إبليس، يا اللّٰه! فهي لم تؤذي ذبابة عندما كانت مجرمة أقبلت علي جميع جرائم عدا القتل وزنا!

أما عن رزان فكانت تخاطب روحها المنهكة، بينما تتطالع يديها مليئة بالدماء، تعلم أنها ليست بملاك، ولكن قد سئمت ما يحدث لها، قد دفعت ثمن أفعالها أكثر من اللازم، سئمت كل شئ وزهقت روحها، لكن شعور رغبة في موت يسير بداخلها الآن ليقتلها، وضعت يديها علي قلبها تتحس إضطرابه، تشعر بهم أنهم في مأزق!

نهضت من موضعها ما أن استمعت إلى صفارات الشرطة والأسعاف تمزق الأجواء الهادئة، والصمت الثقيل الذي يكاد يشل جميع الأذهان.

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now