الفصل الثامن والعشرون

382 54 1
                                    

"نهاية المعركة"
"28"

"أمسكي بيدي جيدًا، لن نحلق، ولكن سننهي تلك المعركة، آن الأوان لمقابلة الوحش جميلتي"
_________________

آتي هو بكلماته، وألقي الهدي في قلبه، ليهتدي الطريق، سالك درب النور وسط عتمة الليلة، لا يخشي الظلام ولكن يمقته، فهو يعيقه عن رؤية أحبابه.

تنهد ريان، وكان سيبدأ في حديث؛ متسأل عن السبب الذي ألقي بأحمد هنا! ولكن قاطع جلستهم ذلك الصوت الغاضب ذي الباحة الآلية المختنقة يردد:

_ وحياة الغالية! أنجز مش وقت مواعظ؛ هنموت كلنا هنا.

قضب ريان جبهته في حيرة، يحاول معرفة صاحب الصوت ولكن الأمر اشبه بالمستحيل؛ فَصوته يخرج من فوه آلي، وليس بشري، أنصاع خلف يد أحمد التي تحثه علي نهوض، ليستند عليه في وهن وضعف.

خرج كليهما وراء ذلك المُلثم، همس ريان في ضيق قائلًا:

_ إيه إلي جاب الفرقة الخاصة! دا مش حوار يعني عشان يجبلونا الربتوتات دول.

نظر أحمد لهيئته الواهنة، ومظهره المثير للشفقة في سخرية؛ حقًا الوضع لا يستحق! يالي سخرية! زفر في ضيق؛ بسبب جسد ريان الثقيل، وهيئته الضخمة، مقارنة بجسده الضعيف، وقامته المتوسطة.

تحركا بصعوبة جهة الخارج، ليمروا من خلال ذلك الممر الذي دلفوا منه أول مره، وأستطعوا من خلاله ايضًا أقتحام تلك القلعة.

شعر ريان بارتجاف جسد أحمد؛ لرؤيته الجثث المترامية من حوله، فحاول تهدأته، ليهدأ احمد في محاولة بائسة للثبات والتماسك، وصلوا واخيرًا لنهاية الممر، حيث وجودوا الفرقة الخاصة بإنتظارهم.

ليأخذوا ريان عندما أشار قائدهم، ليبدأ ذلك الآلي البارد بإلقاء الأوامر عليهم، لينتشروا بين الشقوق والزقاق بحثًا عن الهدف التالي والأصعب.

كان احمد يقاوم رجفته ورغبته في الغثيان بقوة وشجاعة؛ فالأمر ليس بيده، لم يود أن يُخلق بداخله رهاب من دماء أو رائحته، لا يقلل ذلك شئ منه، مثل البقعة التي تحتل جزء من وجهه، علم الآن ما كان ينقصه، هو تقبل ذاته برحاب صدر وتدليلها، لتدلله الحياة بالمقابل.

قاطع شروده صوت الذي صدح في سماعة الصغيرة المستقرة داخل أذنه، كان ذلك صوت هيما يحثهم علي تحرك، بالفعل عاد كل من أحمد وذلك الآلي البارد، وما أن عبروا الممر عائدين للقلعة حتي وجودا الأسلحة والرجال تحاوطهم من كل جهة.

ليبصق ذلك الآلي بصقة وهمية، وهو يردد بلكنة إنجليزية ساخرة:

_ اللعنة علي اليوم الذي فكرت في دخول لتلك اللعنة

__________________

كان نظراها مُصوب جهة وجه محددة لم تحرك رأسها؛ حتي للنظر لفلذة كبدها الذي يجاهد لكتم دموعه، نظرت له وأخيرًا بإشفاق، لا تعلم اشفاق هذا عليه اما عليها، ولكن كليهما في وضع مثير للشفقة..

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now