15

96 8 0
                                    

"لما لا؟!"

"انه هاريسون رينولدز سيدتي، رفع قضية عليه معناه الخوض بحرب خاسرة، انا اعتذر لا يمكنني ان أكون المحامي بقضيتك"

خامس مكتب محاماة تلجه ليخبرها بذات خيبة الأمل الفظيعة أنه لن يجرؤ على تحدي هاريسون رينولدز والوقوف بوجهه

هي خرجت تجر الأمل الميت كما تجر اقدامها تركل الحجارة التي تعيق طريقها بوهن وكأنها تحاول القاء غضبها عليها ثم ترأف بها

تجاهلت حقيقة أن هاريسون يملك القوة وارادت تحديه وهي ليست بالقمة بعد فاهتزت ثقتها بنفسها وشعرت انها صغيرة حقا في مواجهته

هي جلست عند اقرب مقعد في الرصيف رامية يديها بوهن في حجرها وحدقت بالناس تروح وتجيء

لم تفكر بأي شيء فهي مرهقة فعلا، شردت بعيدا وافرغت عقلها من كل شيء واستمرت بمراقبة الوضع المتكرر

غزت خاطرة فجأة عقلها وأن حياتها وعلى حين غرة أخذت منعرجا آخر، منعرجا تغلب عليه رائحة التمرد ونبذ النمطية والروتينية حين كانت الفتاة التي يدعوها الكل بالمسكينة لتصير الفتاة التي يحسدها الكل لما صارت عليه

والآن هي ماذا؟ متمردة عن درب الحياة متخذة خطواتها تشق طريقها في أدغال الأقدار ولكن كشخصها هذه المرة

هي آري من تعيش هذه الحياة حتى وان كانت تجر معها رينولدز هذا لكن بصمة روحها الحقيقة هي التي تطبعها بكل من حولها

التفكير فقط بأنها كانت تفقد من يملؤون حياتها واحدا تلو الآخر كان مرعبا بحق، تميل الحياة لجعلها وحيدة كل يوم

أطلقت زفيرا طويلا وكأنها تحاول طرد كل تعبها بهذا التنهد ثم استنشقت الهواء لتهدئ ذاتها

هي تعلم انها بورطة الان فهي كعالق بعوالم مختلفة في زمن غريب يرهق عقلها كل لحظة ورغم انها لا تتمنى حبا الان ولكنها حقا حقا تريد حرية وتريد فرد جناحيها فقد اكتفت من الطائر المسكين المحبوس بقفص قديم حتى هرم قلبها قبل جسدها

اخرجها من حديثها مع ذاتها رنين هاتفها فانتشلته مجيبة دون ان تبصر حتى من يتصل عليها الآن لكن صوته القلق المتوتر كشف عن هويته لها فلم تستغرب اتصاله اكثر مما استغربت التردد والتوتر الذي طغى نبرته

"آري؟ لو سمحت هل يمكنك القدوم ومساعدتي؟ ان المشكلة هي ريتشارد وكلماتك هي ما ستنفع معه"

~~~~~~~~~~~~~~


~~~~~~~~~~~~~

[Dance With Me] | [راقصيني]Where stories live. Discover now