21

97 11 3
                                    

"لا مايكل القفزة قصيرة! جون إنحني بظهرك أكثر!"

منذ صباح اليوم وريتشارد يرمي عليهما بالأوامر، صحيح انه عاد للتدريب لكنه قاس قليلا على المتدربين جميعا، ريتشارد الذي كان يشجع أي أحد صار ينوه بدون مجاملة إلى كل أخطائهم لا يتغاضى أو يمنح انتقادات بعبارات لطيفة

الجميع يعلم لما ولذلك الجميع لا ينطق حرفا واحدا عن الأمر

ريتشارد منذ أكثر من أسبوع يسمع همسات الآخرين عنه:

الذي خدعته فتاة اتضح انها متزوجة

الذي كان يغوي انسة متزوجة

الذي تسكعت معه برهة تلهو به

الذي جعلته انتقاما لزوجها بعد شجارهما

"انتهى التدريب اليوم"

قال اخيرا عندما رمى جميع المتدربين انفسهم ارضا يتنفسون بسرعة من قسوة تدريب هذه الأيام، سمع بعض الهمسات المتذمرة عن كونه يفرغ غضبه عليهم وأنه يتظاهر بتجاوز الأمر

من قال أنه تجاوز حتى؟ الناس لا تفهم، الناس دائما ترى عند أنوفها ولا تأبه برؤية الحقيقة وإن رأتها بشكل ما لا يبالون بالصواب وإنما بما يريدونه أن يكون صوابا حتى وإن كان ضربا من الحمق والسخف

عندما فكر ريتشارد بالأمر وجد أنه من تسرع اولا وعندما أخبرها بمشاعره وهي صدته، لو كانت فعلا تريد اللهو معه لما سيغمرها الندم حين ذاك، لو كانت تستغله لم تكن لتدفعه عنها ما كانت لتكسر قلبه وتخبره أنها لا تحبه بعد كل تلك النظرات العميقة

لكن لما!

هذا ما لا يفهمه، لما لم تخبره أنها متزوجة؟ لما كذبت عليه طوال هذا الوقت؟! لما لم تفعل؟ لكان حفظ قلبه وحفظها من خطئه، خطئه الذي تتحمل هي بعضا من ذنبه فهو لم يكن ليقترب منها لو قالت فقط الحقيقة

إن كانت تحب زوجها لما تصرفت كأنها لا تعرفه عندما التقى بها؟ لما فعلا تلك التمثيلة المثيرة للهزل أمامهما؟

فكر كثيرا باحتمال أنهما كانا على وشك الانفصال، لكنه يشك كثيرا حينما يتذكر أنها رفضته وكأنها مرغمة، وحينما رآها قريبة من هاريسون تبتسم له

"ريتشارد هل أنت بخير؟"

أخرجه من أفكاره صوت جوناثان الذي وضع يده على كتف الشارد، رمش ريتشارد بضعة مرات ثم ابتسم بوهن، اكتفى بإيماءة كجواب، ولا أحد يعلم ماهية هذا الرد

[Dance With Me] | [راقصيني]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن