بارت 4

836 51 28
                                    

بعد أن مرتا ببضع ممرَّات ونزلتا عنِ الدرج وصلت بها إلى القاعة الملكيَّة للمناسبات كما أخيرتها الخادمة لكن عقلها لم يكن بتعريف الخادمة لتلك القاعة الملكيَّة وتاريخها المثير للدهشة بل لذلك الظهر العريض الذي يقابلهم!!!

أجل الإمبراطور بنفسه والذي كان يرتدي بذلة سوداء مع وشاحه الملكي والتاج على رأسه ينتظرها؟! مهلاً هل أنتم متأكدون أنَّهُ لا يوجد في الموضوع فخ أو شيء مشابه كهذا؟! مِنَ المستحيل أن ينتظرها هكذا بلا سبب!!!

حدَّقت بظهره وهي تضيق عيناها بشك محاولةً معرفة ما الذي يريد الوصول إليه دون أن تلقي بالاً بالخادمة التي كانت تشرح لها....

وما إن كادتا تصلانِ إليه أدار ظهره لهما لتلتقي نظراتهما معاً للحظات قبل أن تشيح أنجلينا بوجهها فهي لا تريد أي اشتباكات معه!!! بينما هو رفع إحدى حاجبيه باستنكار!!! منذ مجيئها وهي تحدِّق بظهره بشكل صارخ للغاية والآن بعد أن نظر إليها أبعدت نظرها؟! حتى لو خافت أو تظاهرت بالخوف فهذا كثير أليس كذلك؟!

بالنسبةِ لها إن أردنا الصراحة فهو وسيم وجذَّاب لكن كم عليها تكرار تلك الكلمة التي كررتها عشرات المرات؟! لا لـ لفت انتباهه!!!

عندما تقدمت أنجلينا بخطواتها عنِ الخادمة التي لم تكن مهتمة بأمرها ووصلت إليه انسحبت الخادمة مِنَ المكان بسرعة فور أن رأتها بالقرب مِنَ الإمبراطور!!!

قبضت أنجلينا يداها اللتان جعلتها يهتزان قليلاً وانحنت بخفة بالطبع لن تنحني باحترام وبالكامل لهذا الإمبراطور التافه وأردفت بتوتر: جَـ جَـــلــ جلالـ جلالتك؟! أنتَ هنا؟!

نبرتها الخافتة والمرتبكة جعلته يمعن النظر فيها.... كانت تبدو كدمية خزفية خياليَّة بهذه البشرة البيضاء النقية وهذا الشعر الوردي المثالي مع العينان اللامعتان!!! الفستان كان عليها جذاباً للغاية رغم بساطته!!! على أي حال مهما حدَّق بها لا يوجد أثر للغطرسة أو الانزعاج في ملامحها حتى لو كانت مصطنعة!!! فقط بدت هادئة لا بل مستغربة فعلياً من وجوده؟!!

أهي لا تعلم شيئاً عن عادات الزفاف؟! أوه صحيح هي من مملكة بعيدة وقد تكون لم تتعلَّم عن هذه الأمور فكَّر بهذا كاحتمال ليردف بنبرة لطيفة منهياً استغرابها وهو يمدُّ يده بأناقة: يجب على العريس انتظار عروسه والدخول معاً فهذا يجلب السعادة الدائمة والحب الأبدي!!!

إن نظرت إلى الوضع كمتفرج لا يعلم شيئاً عن الإجبار على الزواج منه أو جنونه كانت لتوافق مع ابتسامة لطيفة هي الأخرى لكن الوضع هنا خاص وهي بالكاد تكتم سخريتها من هذا الموقف بأكمله!!! سعادة دائمة وحب أبدي؟! هذا أسخف كلام تسمعه في حياتها كلِّها!!

أجبرت نفسها على الابتسام لتردف بتفهم: هكذا الأمر!!!

أنهت كلامها لتضع يدها في راحة يده حيث قام بتقبيل يدها بخفة ثُــمَّ أمسكها جيداً واستقام في وقفته مشيراً للحارسين بفتح باب القاعة ليفتحاه في الحال....

عندما تأتي الملاك مِنَ الجحيم ⁽⇣̀✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن