ابـتـسـامـت مـزيـفـة..

15.8K 313 18
                                    

Pov Yara :
أشرق الصباح واخترق ضوء الشمس نافذة القبو، الجحيم المظلم الذي أقضي فيه معظم أيامي، الذي تسجنني فيه المرأة التي ولدتني، وحملت بي تسعة أشهر.. غير أنها لم تكن كالأخريات هي متناقضة بالكامل، نعم إنها أمي أعلم أن هذه الكلمة لا تليق بها وبمعاملتها لكنها تبقى والدتي، أمي

أشعر بالجوع يكاد يمزق أحشائي، فلم تطأ النعمة فمي لمدة خمسة أيام ناديتها كعادتي بالرغم من جفاف حلقي وصوتي المنهك لعل وعسى أن تلين لعل ذلك الحنان الذي بجميع الأمهات يظهر فيها ولو بذرة صغيرة

_أمي... أمي أرجوك ساعديني أ.. أمي أنا جائعة أرجوك أخرجيني من هنا.

وكالعادة بدون جدوى فهي غير مهتمة بي ولا بما يضور حولي سواء كنت ميتة أم حية، مريضة أم صحيحة، حزينة أم سعيدة وبلا شك فهي تحضر نفسها الآن وترتدي ثوبا جميلا وفاتنا، أتساءل حقا مالذنب الذي قمت به في حياتي لا عائلة لا دراسة لا حياة هنيئة وحتى الخروج للخارج استنشاق الهواء محرم علي بالفعل، لا أعلم هل الحياة هي الغير عادلة أم أنا من لا يستحقها

End pov:
____________________________________
ترتدي ذلك الثوب الضيق والقصير وهي تهاتف إحدى صديقاتها التي لا تختلف عنها بشيء في طباعتها

_أين أنتم؟ إن الزبائن سيأتون في المساء لا تنسو أن تأتو باكرا لكي ترتدو وتتزينو هنا فأنا لم يسبق لي أن خلفت بوعدي لأي زبون.

_لا تخافي الليلة سنمتعهم كثيرا ونتسلى معهم

_ههه حسنا سأنتظركم لا تتأخرو

قامت بإنهاء المكالمة وتلك الإبتسامة المتغنجة مازالت مرسومة على وجهها إلى أن قاطعها صوت ابنتها المهزوز على أمل من أن تساعدها

_أمي.. أمي أرجوك أعدك أنني لن أذهب للمدرسة ثانية ولن أعرقل عملك.. أ.. أمي.ارحميني قليلا

لم تلن ملامحها ولو قليلا من رآها لن يقول أن تلك ابنتها من لحمها ودمها، تجهم وجهها متمتمة

_أووف هذه القذرة لا تفهم أبدا يجب علي أن أربيها ثانية

و قامت متجهة نحو مكانها، نحو ذلك القبو القبو المظلم وهي تحمل عصى البيزبول الذي يا حسرة كانت تلعب بها تلك الفتاة لتؤنس بها وحدتها

دخلت عليك بهمجية ما إن رأتها ابنتها حتى تكورت على نفسها ملابسها البالية وشعرها الغير مرتب بالإضافة إلى تلك الجروح التي تملأ جل جسمها،

The Light of my Darkness Where stories live. Discover now