الفصل الأول : عقد مع الشيطان

5.5K 639 1.4K
                                    

" فصل معدّل "


ضائعة، جائعة، مرهقة، تمشي بصعوبةٍ مستندةً بعصا ويمشي بجوارها كلبها، تنظرُ يمنةً ويسرةً لكنها لا تجدُ حولها إلا أشجاراً كثيفةً وغابةً لا نهايةَ لها .

وفجأةً تلمحُ شيئا أزرقَ على الأرضِ فتلقي نفسها عليه بشكلٍ لا أرادي ولكن تظهرُ أنّها مجرّد زهرةٍ بيضاءَ واللونُ الأزرقُ هو مجردُ تخيلاتٍ رسمها عقلُها الباطني .

نظرةٌ حزينةٌ تظهرُ أسفلَ شعرها الأسودِ وهي تحدّق في الزهرةِ البيضاءِ وتنزلُ دموعٌ من عينيها .

وفجأةً تشعرُ بلسعةٍ وكهرباءَ تسري في جسدها، ثم يليها ألمٌ شديدٌ مفاجئ، تنظرُ إلى رجلها وإذ هي بأفعى تعضُّ رجلها ! وبرعبٍ تمسكُها الفتاة وتلقي بها بعيداً وبعدها تصرخُ بقوةٍ ألماً، ينقضُّ الكلبُ على الأفعى ويقتلُها وأمّا الفتاةُ فتربطُ أسفلَ ركبتِها بقطعةٍ من ملابسِها وهي تحاولُ أن تكتمَ صرخَتها ، وبعدَها تقفُ وتكملُ المشيَ بصعوبةٍ بشكلٍ بطيء، وبعد أن تقطعَ عدةَ أمتارٍ تحسُّ بدوارٍ وغثيانٍ، وبعدَ عدّة دقائقَ تسقطُ على الأرضِ وتغمضُ عينيها ويغمى عليها ...

.
.
.
.
.
.
.

ثمّ ترى حلماً غريباً حيثُ ترى نفسَها تحلِّق بينَ مبانٍ وتطلقُ حبالاً وتشم رائحة غازٍ ...

.
.
.
.
.
.
.
.

وبعد مدةٍ تستيقظُ على لعقِ كلبِها لرأسِها ... لا تزالُ تحسُّ بنفسِ الألم، ترفعُ رأسَها ثم ترفعُ جسدَها متحملةً الأوجاعَ لكي تواصلَ رحلتَها ! لكنها بعد أن تقفَ مباشرةً فجأةً تلاحظُ شيئاً ما يتحركُ بينَ الحشائشِ ...

.
.
.
.
.

ثم بعدَ مدةٍ تجدُ الفتاةُ نفسَها مقابلةً لشجرةٍ عملاقةٍ وهناكَ مجموعةٌ من الطيورِ تدورُ حولَها، تصلُ إلى داخلِ الشجرةِ وتأخذُ نظرةً فاحصةً إلى الداخلِ ثمَّ تتقدمُّ قليلاً لكن فجأةً تنكسرُ فيها بعضُ الجذورِ وتسقطُ في حفرةٍ عميقةٍ ثمَّ في بركةِ ماءٍ وتغوصُ إلى الأسفلِ شيئاً فشيئاً، تنظرُ إلى الأعلى وترى النورَ يختفي شيئاً فشيئاً وأنفاسُها على وشكِ النفاذِ، ثمَّ من داخلِ الظلامِ تلمحُ شيئاً أبيضَ شريطيّاً مضيئاً وله عدّةُ مجساتٍ، يقتربُ منها ببطءٍ حتى يصلَ إليها ويلفَّ مجسّاتِه حولَها ويستحوذُ على جسدِها ...

ثم فجأةً يظهرُ برقٌ أصفرٌ وتظهرُ عدّةُ مشاهدَ :

_رجلٌ قاسي الملامح يرتدي ملابسَ ضابطٍ ويتكلمُّ مع إمرأةٍ جميلةٍ ذات شعرٍ أسودَ طويل ...

_طفلٌ/ةٌ رضيعٌ مرميٌّ أرضاً وتوجد دماءٌ على رأسهِ ونفس الرجل السابق ينظرُ إليه مذعوراً وتوجدُ امرأةٌ عجوزُ بجانبه وملامحُ وجهِها باردةٌ للغاية ...

العملاق المهاجم : فجر إمبر Where stories live. Discover now