الفصل الثامن : حاكم العالم السفلي -1-

1K 187 698
                                    


بينما ريبيكا تواصلُ ترحالَها على شكلِ عملاقٍ عبرَ المساحات الشاسعةِ من الصحراء حاملةً الغرفةَ الخشبيّة معها تتوقّفُ عن الجري فجأةً ، ثمَّ تنظرُ إلى نقطةٍ ما بعيدة ويبدو أنّها صارت تشتمُّ رائحةَ شيءٍ ما !

ريبيكا : هذه الرائِحة ... إنّه إلدياني !

يتحرّكُ العملاق ويجري باتّجاهِ الرائحة تاركاً آثارَ أقدامٍ خلفَه على الرّمال ويبدو من خطواتِه السريعة أنَّ ريبيكا متحمّسةٌ لمقابلةِ الإلدياني !

يصعدُ العملاقُ على أحدِ الكثبانِ الضخمة ، ثمَّ ترى ريبيكا من عيني العملاقِ دخاناً بعيداً في الصحراء ، ويبدو أنّه يتحرّك .

ريبيكا : ما هذا ؟!

ثمَّ يبدأُ العملاقُ في الجريِ باتّجاهِ الدخان ، وبينما هو يجري ويقتربُ باتّجاهه يختفي الدخانُ فجأةً !  وريبيكا تستغرب من ذلك ، لكن يستمرُّ العملاقُ في الجريِ بأيِّ حال ...

ويصلُ بعدَ أقلِّ من دقيقةٍ إلى المكانِ حيثُ اختفى الدخان ولكن لا يبدو أنّه يوجدُ أيُّ شيءٍ هنا  ، وكأنَّ الدخانَ قد ظهرَ منذُ قليلٍ من العدم !

ريبيكا : إنَّ رائحةَ الإلدياني قويّةٌ هُنا ، هل يُعقَلُ أنّه مختبئٌ في مكانٍ قريب ؟!

يواصلُ العملاقُ الشم ويتتبّعُ الرائحة ، ثمَّ يحدّدُ نقطةً معيّنة منَ الرّمال تبدو غريبة وكأنّه يوجدُ هناكَ شيءٌ مدفونٌ أسفلَها ويحدّقُ العملاقُ عليها بتركيزٍ كبير ...

ثمَّ فجأةً يظهر من نفسِ هذه النقطة من أسفلِ الرّمال رجلٌ ويبدو أنَّ هناكَ جسمٌ معدنيٌّ غريب كانَ مدفوناً بجانبِه ، يبدأُ الرجلُ بالجريِ بعيداً فزِعاً ويصرخُ بصوتٍ عالٍ .

ريبيكا : ...

ثم يمسكُه العملاق مع ازديادِ رعبِ الرّجُل ، يرفعُه العملاق ويقرّبه من وجهه والرجل لا زال يصرخ ، تنظر ريبيكا إليه ويبدو أنّه رجلٌ أسمر نتيجةَ التعرّضِ للشّمسِ بكثرةٍ ويرتدي معطفاً طويلاً ويلفُّ رأسَه بقماشةٍ من أجلِ الشمس لكنّه في نفسِ الوقتِ عاري الصدرِ حيثُ أنّه لا يرتدي قميصاً  ولديهُ عضلاتُ بطنٍ جيّدة وبعضُ الوشومِ على جسدِه .

الرجل بذُعر : أرجوكَ أعفُ عنّي ، لا تلتهمني !

تفكّرُ ريبيكا مع نفسِها : ماذا ؟ يمكنُه التحدّثُ بلغتي ! 

ثمَّ تتحدّثُ ريبيكا بواسطةِ فمِ العملاق ذي الصوتِ المرعب : آس... فة ... سو...ف ... أل... تهمك ... 

ينظرُ الرجلُ إليه بصدمة ثمَّ يصرخُ بخوف : لا أرجوك ! هناك الكثيرُ لأفعلَه في حياتي ! كما أنَّ لحمي سيّءُ الطعم جدّاً ! أنا أضمنُ لكَ ذلك !

العملاق : سأل... تهمك ... لأنّك ... إل... دياني ...

ينظرُ الرجلُ إلى العملاقِ بصدمةٍ مرّةً أُخرى ويفكّر : كيف قد عرفَ أنّني إلدياني ؟!

العملاق المهاجم : فجر إمبر Where stories live. Discover now