الفصل السادس : ثائرة

1K 219 384
                                    

العملاق المهاجم : فجر إمبر
أرك العالم السفلي القسم 1/5 : عشرون يوم

مدة القراءة : 20 دقيقة (2301 كلمة)

تفتحُ ريبيكا عينيها وتنظرُ إلى السماء لترى فيها سرباً من الغربان ، تنهضُ قليلاً وتحرّكُ ذراعيها وجسمها وتفتحُ يدَها وتغلقُها لتجدَ جسمها في صحّةٍ كاملة !

ريبيكا : يبدو أن قوةَ العمالقة قد عادت إلي من جديد ، رفاق هل أنتم بخير ؟

ثم تنظرُ إلى الأرضِ بجانبِها وتتفاجأُ بأكثرِ منظرٍ مرعبٍ ومثيرٍ للإشمئزاز رأَته في حياتها ، حيث ترى رون ومارك قد ماتا وصارا جثّتين هامدتين والغربانُ قد التهمت أجزاءَ من أجسادِهم وقد خرجت أحشاؤهم وهناكَ غربان تأكلُ من رؤوسِهم ومن مقلِ عيونهم .

تديرُ ريبيكا وجهَها عنهم مباشرةَ وتسقطُ أرضاً على ركبتيها وتضعُ يدَها في فمِها ، عيونها مدمعتان وتشعرُ أنّها على وشكِ التقيّؤ ، يبقى لسانُها عاجزاً عن قولِ أي شيء من شدّةِ الصدمة ، ثمَّ يخطرُ على بالِها أمرُ ميل ! تنظرُ وتراها مرميةً على الأرضِ بعيداً ثمَّ تقفُ وتبدأُ بالجريِ نحوَها وهي تردّدُ "ميل ميل ميل ميل" ، تصلُ لعندِها وترى وجهَها مقلوباً باتجاه الأرض ، تُقرّبُ يدَها من رأسِها .

ريبيكا تردّدُ في رأسِها : كوني على قيدِ الحياة ، أرجوكِ ... أرجوكِ ... أرجوكِ .

تمسكُ ريبيكا رأسَ ميل .

ريبيكا : أرجوكِ ... كوني حيّة ... أرجوكِ ... أرجوكِ .

ثم تديرُ رأسَ ميل ويظهرُ أنّه عبارةٌ عن جمجمةٍ فارغة ولا يوجدُ أيُّ لحمٍ في رأسها وكلُّها عبارةٌ عن عظام ، تنظرُ إليها ريبيكا للحظات عاجزةً عن الكلام ،ثم تمسكُ رأسَها وتبدأُ بالصراخِ بأعلى صوتِها
حتى تصلَ صرخاتها إلى أعالي السماء .


.
.
.
.
.
.
.

تفتحُ ريبيكا عينيها وتنظرُ إلى السماءِ فتراها فارغة ، تشعرُ بجفافٍ وجوعٍ شديد وتشققاتٍ في فمِها وانسلاخ جلدِها من الشمس ، ثمَّ تدركُ أنّها كانت تحلمُ منذ قليل .

تنظرُ حولَها فترى أن رون ومارك لا زالا على قيدِ الحياة لكن مغمى عليهما ، لا تعرفُ ريبيكا هل تفرحُ لأن أصدقائَها على قيدِ الحياة أم تحزنُ لأنّها لم تستعد قوةَ العمالقة ولكن يغلبُ عليها بعض شعور الفرحة ، لا زالَ هناك يومان على استعادةِ قوةِ العمالقة ، ثمَّ تبدأُ ريبيكا بالتفكير .

ريبيكا : بسرعة فكّري بشيءٍ ما ريبيكا، فكّري ، الآن كلُّ شيءٍ يعتمدُ عليكِ !

تفتّشُ ريبيكا بين أغراضِ الحقيبةِ لعلّها تجدُ شيئاً ما يفيدها فتجدُ تلكَ الساعةَ التي أعطاها أياها ذلك الرجل في روديني ، تنظرُ ريبيكا إلى الساعةِ وتتذكرُ كلماتِ ذلك الرجل .

العملاق المهاجم : فجر إمبر Where stories live. Discover now