الفصل الثاني

18K 186 91
                                    


سحبت غُفران خصل شعرها  الخارجة من تحت الحجاب وهي تقول بضحكة ساخرة : ناسيته يالزينة !
تأفتت غرور وهي ترفع شعرها الطويّل وتثبته بيدها وهي تتغطي وتنزل ، وبلحظة نزلوها أخذت نفس وشتت نظراتها للمكان وهي تميّل شفايفها بإنزعاج، ما تستطلف هالمكان ولا تحبّه ولا يستهويها من سنين طويلة مالقت شيء يلفت إنتباههها هنا مالقت شيء يستوجب حبها ولا مكوثها لأيام طويلة ، آخر خطواتها للمكان هذا قبل سنة وماتذكر غير هالعشرة الأيام الي بقو فيها وإنتهت بغضب غالب كالعادة ورجوعهم وسط ضيّق جدها وإبتعادهم عن هالمكان سنة
وما تدري ليه جاءو هالعيد برغم عدم جيتهم بعيد الأضحى ، ماتعرف ليه تنازل غالب يرجع للمكان هذا برغم عدم حبه ولا رغبته بالرجوع
هو ما يخضع أبداً ودائماً كلمِته النافذة ، هي تعلمت كُل الغرور منه فكانت تتسائل عن السبب اللي كسّر هالغرور ؟
قبل يخطون لداخل البيت ألتفت بإستنكار للخطوات الواثقة والمسموعة اللي تتجه لهم ، ورفعت عينها وهي تترقب وجه الشخص اللي يحمل هالجسد العريض والمتزن ومن لمحت تفاصيله عقدت حواجبها بإستنكار شديد لملامحه الغاضبّة ونظراته المرعبة الي تحمل كم هائل من الغضب وكإن شيطان متربص بها
وكإنها ألسنة نار مشتعل تخضع كل من حولها ،
تعجبت من العروق البارزة بجبهته والي تنبض بشكل عنيّف وأيقنت إن مُسبب هالغضب رح يكون مدفون هالليلة لامحالة ، بقت مكانها تترقب وجهة هالشخص ووين بيتجه كونها تناست ملامح وجهه وعجزت تميز هويته  ومن لمحته يتقدم لها كتمت شهقتها بصعوبة وغمضت عيونها برعب لما تخطاها بعدم إهتمام سرت قشعريرة عنيفة بجسدها ولفت يدينها حول ذراعها وهي تفتح عيونها بخوف للشخص اللي قصّد بيت جدها .. وعلامات إستنكار هائلة تغزو أطراف رأسها ؟
إلتفت من جديد وهي تلمح " صقر " اللي يمشي خلفه بخطوات خائفة ومهزوزة وواضح متوتر والضيّق بادي على وجهه ونظراته تائهه ، عرفته من أول لمحة كونها قابلت وجهه مرات عديدة كيف لا وهو ولد جارة جدها ، وكيف لا وهو يرمي بوجهه قدامها بكل مرة يسمع طواري إسمها فيها
لما ميّز صقر غالب اللي وضح على ملامحه الإنزعاج والغضب من شاهيّن اللي تعداه ودخل البيت بدون ترحيَب ولا حتى سلام حتى إبتهجت كل خواطره وضحكت روحه وهو يتلفت يدور بعيونه على محبوبته المغرورة ومن لمحها تناظره حتى توهج قلبه وخبى ضحكته بصعوبة وهو يلمحها تبتعد عن مكانه وتمشي بعدم إهتمام
أبتسم وهو يقبَل ويرحبَ بغالب وهو يقول : يالله إنك تحيييّ طويل العمر ، وينك يارجل تعبت قلوبنا بفراقك

أبتسم بتحفظ وهو يقول بهُدوء:  الله يحيك وماظنتي والله فقدتوني
إستوعب صقر إنه يقصد شاهين فضحك وهو يسلم عليه ويحبّ خشمه وهو يقول : ماعليك هاللحين مايشوف شيء من غضبه ، من يهدأ بيبدأ يستوعب

تنهد غالب وهو يقول بسخرية : شاهيّن وأطباعه الي ما تتغير

ضحك أكثر وهو يربت على كتفه ويقول : جاييَ قبل موعدك بخمسة أيام ، لايكون طواري بكرة تركتك تجر الخطاوي لنا

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن