الجزء الخمسون

10.1K 113 134
                                    


-
نظرات مبتسمة بهدوء تزين عيونه ، يراقب تفاصيّله بصمت للحظات قبل يزيحها
ويعاود الكّرة بالنظر والإزاحة وآخر حوار جِدي عاطفي بينهم يهد حصونه المُتعبة من كان يصدق إنه بيوم من الأيام إنه بيدور حوار عاطِفي مع شاهييّن ؟ الشخص الي حرّم بنات آدم حتى تكتمل أنوثة الطاغية وينالها
وبرغم كل المعوقات نالها ويارب له الحمد على هالنيّل لأنه من بعدها صار شخص مُتقبل للحب بكل أنواعه
لو على شاهييّن القديم ؟ قتله بأرضه وريّح العالم من نكد الحب حقه ! -
أبتسم ببلاهة وهو يلتفت لـ أهداب الي الدنيا مو سايعتها من الفرحة بسبب حضور شاهييّن اليوم عندها
من الظهر بالمطبخ وما غادرته أبداً ، تِتفنن بكل الأصناف وضحكتها ماغابت برغم كل السّوء الي عجزت تداريه عن النظر قال بمناغشة لطيّف : الله يالدنيييّا ، كل يومين وأنا عندك متعشي وماشفت كل هالصحون اللي رصيّتيها ورى بعض كأنهم بطابور مدرسي ، كله لأجل شاهييّن
وحرب المسكين اليتيم ماحد يلتفت له ، دائماً حق اليتيم مهضوم ..

سكت بضحكة مكتومة بسبب شاهييّن الي رمى الـ"كراث " على رأسه وهو يقول بضجر : إعتقنا من مواويل النكد حقتك ، ترى كل الي على السفرة أيتام لذلك إبلع لسانك

ضحك غالب على ملامح حرب البائسة بشقاوة والي أشار على غالب بطفولية مُحببة : إلا غالب ، باقي أمه عايشة ، عزتي لنا حنا عيال عسّاف لا أم ولا أب !

كتم صرخة مجلجة لما قرص شاهييّن رجله بكل قوة وهو يأشر بعيونه على أهداب الي تأثرت من كلامه وكانت بتنهار من البكاء لولا إنه ضحك بهلع وهو يغيّر الموضوع : والله تسلم يدين بنت عسّاف ، المقلقل لا يُعلى عليه !

خرجت من إطار البكاء وهي تقطع لها خبزة وتغمسها بالمقلقل وبسمة فخورة محرجة على وجهها بسبب بسمة شاهييّن لها : إي والله طعمه هالمرة يجننن ، كله من اللحم اللي جبته ماشاء الله

ضحك حرب وهو يربت على كتفها بفخر : والله كله منك أنتي ، غذيتيه وأكلتيه لما صار لحمه ما ينشبع منه !

توقفت يدينها بوسط الصحن وتجمدّت أركانها كلها بينما غالب كانت قد دخلت قطعة لحم يفمه
وقبل يبلعها ناظر لـ حرب وهمس بصعوبة : وش تقصد ؟

عقد حواجبه من ردود أفعالهم الغريبة بينما شاهييّن ناظرهم بإستغراب قبل يقول حرب بعفوية : التـيس الي بالحوش ؟ مهب كان ضيافة لـ شاهييّن؟وأنت قلت بنفسك خذ تيس وإذبحه وأنا ..

بدأ غالب يسعل بكل قوة وهو يخرج اللحم من فمه وغادرت الألوان وجهه بفجعة ، بينما أهداب مازالت متجمدة بدون حركة حتى الخبزة عالقة بيدها ألتفت لها غالب مصعوق وهو يحرك يدينه قدام عيونها ويهمس بهلع : هدبّ ، هدبّ !

ولكن لارد منها ، ناظر لحرب بنظرات تشع غضب
وحرب إنكمش على نفسه بعدم فهم ، أسبلت أهدابها وآخيراً وهي ترفع رأسها وتناظر لـ غالب للحظات بحسّرة قبل تشيّح نظرها وتتأمل حرب وهي تقول بهدوء خافت : قصدك التيّس الأبيض بوجه أسود ؟

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن