النهاية

14.9K 242 259
                                    

٠
-
تعالت ضحكات زِناد بشكل أقوى بينما شاهييّن كتم غيظه بصعوبة وكان بيقفل بوجهه لولا إنه تدارك نفسه بآخر لحظة وقال:يبدو بأن زوجتك ناويه تشيب رأسك قبل أوانه يا جلوي،الرقم هذا لأختها غفران ولي ساعة أتصل عليها عشان ترجع معي البيت ورافضة تقول عندها موضوع ضروري،وشكلي عرفت الموضوع الضروري هاللحين ومادام الوضع كذا بخليها الليلة هنا يمكن يكسرون مابقى من جمود فيك وتصير لين لدرجة لا رفعت صوتك علي ما ترتجف عظامي من الخوف

سكت وما أعطى رد على كلام زِناد بل سرح وناظر للمكان بشرود قبل يقفل بوجهه بعدم مبالاة
أنتظر بصمت للحظات قبل يبتسم ويشغل السيازة ويكمل مشواره لـ المغارة متجاهل آخر رسالة حتى يصل الطاغية تحب اللعب! إذاً ليلبي طلبها
نزل من السيارة وألقى نظرة سريعة للمكان بتنهيدة عميقة،تلك المجنونة فعلاً وضعت بصمة وأصبح المكان الذي كان يعده ملجأ وموطن له غربة إن كانت غائبة عنه !
شيع المكان اللي يحتضن النوق بنظرة محبة ضاحكة وهو يتذكر موقفها معهم ومن لمح الراعي سلم عليها بصوت عالي قبل يرد عليه الآخر السلام
إقترب من وضحى الواقفة بجانب نمر خليلها
قبل يمسح على بطنها ويبتسم إبتسامة مضمرة : بتجي الشادن وطواري صقر واضح إنها مبطية يا وضحى

رفعت رأسها له وتأملته بصمت قبل تقترب وتمرغ رأسها ببطنه فضحك وهو يحتضنها بذراعه قبل تتسع ضحكته وهو يتذكر ثبات غَروره لآخر لحظة وقبل يرجعون للديرة وهي تمتم بحنق"صدقني لو طبختها لك بيكون طعمها لذيذ وكأنك ما ذقت لحم من قبل،إسمع نصيحتي وخلنا نتعشى عليها الليلة"
لدرجة أنحنى وحملها على كتفه مثل ما يُحمل الشوال حتى ملأت المكان بضحكاتها

ابتعد عن وضحى وهو يدخل المغارة وأخرج جواله من جيبه ينوي الرد على تلك اللعوبة ولكن إتساع حدقات عيونه بغيظ وضربه لجبهته بكل قوة كان دليل على نسيانه بأن بهذا المكان بالذات"لا توجد تغطية"

تنهد بـقهر وألتفت وهو يلمح أحد المنحوتات فـ أرتسمت بسمة منهكة على ثغره وهو يتذكر موقفها هنا لما سحبته بكل قوة وهي توقفه بجنب هذه المنحوتة بالذات وقالت صيغة محببة:شاهييّن تكفى،علمني كيف تلين الحجر على يدينك!

مسكينة هذه الطاغية،إن كانت تود تعلم شيء هي معلمة فيه أصلًا! مع ذلك ماكسر بخاطرها جلس على الكرسي أمام تلك المنحوتة وشمر عن يدينه ولكن قبل يبدأ سحبها بكل قوة حتى أختل توازنها فجلست في حجره،ناظرته بدهشة فأشر برأسه على المنحوتة وهو يعدل جلستها حتى لاصق ظهرها صدره،سحب كفوفها بكل رفق وهو يقربها من المنحوتة ويرشدها لطريقة النحت وسط ضحكاتها المستمتعة وروحه التي تهفو لهذه الضحكات

-
حسناً حتى في منحوتاته وضعت أثرها!تلك اللعوبة خرج من المغارة وهو مقرر بأن هذه اللعبة ستكتمل يعني ستكتمل وبهذا المكان ولو كلفه الأمر الصعود لأعلى جبل،تسلق جبل مغارته حتى وصل لأعلى قمة يُشرف بها على كل المكان فأخرج جواله وهو يقف ويرفعه للسماء ومن لمح إرتفاع الدرجات درجة وحدة حتى تبسم بإنتصار وبدأ يكتب الرد على آخر رسائلها
" أعرف هالشعور،وأعرف الهوى
تعلمناه من مهدنا وخطت شواربنا وهو مخطوط بقلوبنا،والديرة الي يسكنها محبوبنا تكون أقرب الديار لـ قلوبنا..علمني أنت وش تعرف عن الهوى أصلاً!"
" خطت شواربك وهو بقلبك؟يبدو بأن الجدار الخامس كان يمتلك قلب من قبل !"

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن