الجزء الثاني والثلاثون

8.1K 108 142
                                    


-
إنتفض بكل جزع وهو يشيّح بوجهه ويتنفس بصوت مسموع وكأنه كان بيقدم على الرذيلة قبل لحظات بسيطة بس كان يهمس بعدم وعي " هذي حلويات العيّد ، هذي بحسبة بنتي قبل سنين وقبل أسبوعين كانت لي أختي ، وش الي يحصل ، وش الي قاعد يصير ؟"
عجز يكمل الخطوة وكل خلاياه تنُفر من هالتقارب الكريه بنظره هذا التقارُب الي كان مستعد يخطي على جمر ويقترب منها لأنه بس لمح ودّها به ! وبرغم كل شيء هذا الي زاد نفُوره وغضبه

بعد صمت طويل سّمع تنهيدة هادئة تصدر من خلفه ومصدرها حلويّات العيد فأخذ نفس بصعوبة وهو يغمغم بصوت أجش : ليه وافقتي يا حلويّات العيد ؟ كان العمّد كله عليك لأجل توقفيّن هالمهزلة

" مهزلة ؟" كلمة أضحكتها داخلياً وبكل قوة ، صار الزواج منها مهزلة ؟ أخفت سخريتها بصعوبة وهي ترد عليه بذات الصوت الهادىء ، سؤال ب سؤال والمبادر بالإجابة أحنّ : ليه وافقت أنت يا ياسيّن ؟

عض على شفايفه بضيّق وألتفت لها وهو يلمح صفحة وجهها الناعمة وملامحها الي مازالت بريئة فتنهد بعُنف وهتّف بقهر : لأني خفت أكسر كلمة لجدي شاهِر قدام آل فزاع وأسوّد وجهه
خفت تنحني له هامة بسببي ، ماهم أحفاد شاهِر الي يردّونه قدام الرجال وخصوصاً بمسألة حساسة مثل حفيداته ! ولا تعرفين مواقف الرجال لما يعطون كلمة بمجلس
ععععيب نطعن فيها ، قبّلت وأنا موقن إن الرفض بيكون منك ومارح نوصل للنقطة البغيضة هذي !!

رفعت طرف حاجبها بإمتعاض وعدم إعجاب لرده ، وميَلت شفايفها للحظات حتى قالت وهي ترفع كتوفها بلامبالاة وعشوائية واضحة : وأنا رضيّت لأجل شاهِر ، تعرف هو أكبر من إني أرد له طرف على حساب نفسي !

إشتدت ملامحه بغضب وأقترب منها وهو يقول : على حساب نفسك تنسين كل الناس يا تناهيّد ، أنتي فوق كل شيء تفهمين ؟ أنتي أكبر من إنك تعيشين هالتجربة السيئة معي أنا بالذات لأنك تدرين بطبيعة شعوري تجاهـ..

سكت بغيظ لأجل ما يجرحها بينما هي كانت هادئة تماماً وما أهتز له رِمش ، أفترش الصمت المكان بكل كئابة إلا من صوت تنفسه اللاهث المضطرب والي قطعته بهُدوء : أوجعت حبيبتك بهالزواج ؟ الحبيبة رقم مئة أقصد لأجل ما تلخبط بين التسعة والتسعين غيرها

إكفهر وجهه بذهول وناظرها فاغر فاهه
بينما هي كانت ملامحها هادئة تماماً وديعة وبريئة ولا كأنها تتكلم عن الحبيبة رقم مئة للشخص اللي صار زوجها والمصيبة " بليلة زواجهم !!" : اليوم حضرت الزواج ، الواضح إنها قضت أسبوعين صعبة حيل من منظر عيونها المتورمة ووجهها الشاحب

-
عقد حواجبه بعدم فهم والذهول تشعبَ بداخله بينما هي أبتسمت ببراءة تأشر بطريقة مسرحية على ثغرها : الحبيبة رقم مئة اللي لها ثغر كبير وتطبع القُبلات على الورق الأبيض ، نسيتها ؟ نوف أخت حيّدر

تغضن جبينه بغضب وأقترب خطوة صريحة بينهم وهو يقول بجمود : تناهيّد ، خلي عنك اللعب الي ماله لوى بيني وبينك كل هالي يحصل خطأ بخطأ أولها موافقتي الغبية وتاليها حبيبتي رقم مئة بهالوقت بالذات ، يكفيني من الصداع لا تزيدينه بغباءك

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن