الجزء الثامن عشر

8.5K 143 139
                                    


-
ابتلع ريقه بصعوبة لما تهادى صوت ضحكاتها على وتر قلبه و مودة كانت تراقب هالعلاقة الي تصنفها ضمن العلاقات الغريبة الي تعرفها
لقاء جبابرة تظن إنه بأي لحظة بينتهي بموت أحدهم ولكن بكل مرة يفاجؤك بنهاية غريبة ؟
كإنك كنت تنتظر دموع ولكن تظهر الضحكات

حافظ على رباطة جأشه الي ظل يستمدها من غيابه طوال هالوقت ، ياكبر هالضحكة يابنت مهابّ ، دمرت الي أنبنى لأيام طويلة .. ياضحكة تهز أكبر الجبابرة فكيف بـ..

تنحنح يبعد كفه عن وجهها ويناظرها بقرف بينما هي رمشت بعيونها مرات عديدة تقترب منه وتأشر بكفوفها له وهو يتراجع للخلف يناظرها بغضب ما أهتمت و كان هذا عقاب غيابه ، يسمع ضحكاتها ويتحسر
يتلوى من الحسرة إنه ما يقدر يُقبل منبع الضحكة الرقيقة هذي ، ما أقساه من عقاب يابنت مهابَ وما أقساك

أبتعد عنها بخطوات عجولة فتوقفت بمكانها تلتفت وتناظر لجدتها اللي كاتمة ضحكتها بصعوبة وغمزت لها بضحكة : ها ياجدة ، وش رأيك بإستقبالي ، حنون صح؟

فجّرت ضحكاتها المكتومة بينما غرُور شاركتها الضحك وجلست جنبها وهي تلمح شاهييّن يقول بصوت جهُوري: عممة عفراء !

خرجت من المطبخ بربكة بسبب صوته وحضوره وتوقفت على بعد خطواته منه وقبل تتسائل عن سبب نداءه قال يقطع الأمر : دلات قهوة توصل لمجلس شاهِر ياعمة ، ضيوفي بعد قليل بيقبلون
وعقيق ضيفي هاللحظة ، إستعجلي !

قال هالكلام وشد الخُطى لشاهِر اللي خرج من جناحه بينما عفراء إنتفضت بقهر وهي تتكتف وتناظر لغرور الي تضحك مع جدتها : ياحسرتي عفراء بهالبيت خدامة وعروسته تتضاحك مع أمي ولا عليها من أحد،والله معد أحد يعرف وش يقول ووش يحكي من هالزواج اللي الكل درى به وأنفضحنا بسببه ولا من هالشاهييّن اللي يمشي وكأنه ملك الليل

لمحته وهو يقبل رأس شاهِر بكل صمت ويبتعد عنه بينما شاهر ألتزم الصمت وجر خُطاه للمجلس وبجنبه شاهييّن ، ورغم خطاه اللي ماله رقعة كان يوازن خطواته بخطوات جده، مابعمره تنحى خطوة وحدة للخلف وهالشيء الي يترك عفراء تصد بقهر وعدم إعجاب،خصوصاً بعد الفضيحة اللي إنتشرت على لسان أهل الليل في ظل صمت أبوها! وهو اللي كان بيقتل غرور بأرضها لولا جنون شاهييّن وإختطافها من أمام فوهة المسدس ! مستحيل يتصدى لشاهر وأهل الليل غيره ، وهذا الشيء الي برغم حبّها لشاهييّن تبغضه!إن له قوة على كل شيء

بينما تساهييَل وغفران وحتى أهداب من تهادى لسمعهم صوته الجهوري إنفضوا من عقر دارهم وأتجهوا لمصدر الصوت ، لمحت تساهيّل غُرور جالسة تنشر عبير ضحكاتها بالمكان برغم ذبولهم فأقتربت بغضب وهي تتقدم منها وتضربها بكل قوة على كتفها مما أجبر غرُور تتوجع وتلتفت بغضب لضارِبها

-
زمّت شفايفها بوجع لما لمحت أمها بينما تساهيّل كان صوت أنفاسها المتلاحقة واضح من الغضب : أنتي ما تدلين دروب الحياء فهميني يا آدمية ؟ ما تحسين على دمك ياغرور
ناوية تذبحيني من لامبالاتك هذي ؟ قبل عشرة أيام كنتي بتموتين وبعدها بساعات بس راجعة لي وأنتي متزوجة ولد عمك وأخوك رافض لا وبعد كنت تتسحبين معه بالبركة بفجر الخير ؟ وهاللحين سيرة سواياك على لسان الي يسوى والي ما يسوى بأهل الليل وأخوك غايّب
وزوجك توه يجر خطاه بعدما هجرك عشرة أيام وجالسة تضحكين ياغرور؟تضحكين ولا كأن عندك هم بينما وزعتي همومك علينا؟ أنا أرثي صبَاك ليل ونهار وأختك جافاها النوم من البكاء وأخوك من الضيقة هج وهرب ، وأنتي مرتاحة ؟

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن