الفصل التاسع

9.8K 140 64
                                    

-

بحدُود العاصمة .. وبفجر هاليوم
صوت جرس الباب يدوي بأرَكانه مُعلن حضور صاحب هالبيت ..
لحظات بسيطة قبل ينفتح البَاب ، ومن لمحته مستند بجذعه على طرف الباب بإنهاك ، ببذلته الرسمية السوادء المخصصة لعمله كمُرشد سياحي لبعض الوفُود الي يجون بزيارات رسميّة ، تنهدت بإبتسامة وهي تميل بجسدها بجنبه على طرف الباب وتتأمله بمودة ، كانت ولازالت تحبّه وحيل لما ينكسى جسده ببذلاته ،كانت تبّان ضخامة جسده
وعضلاته البسيطة والأهم لأنها تعودت عليه بالبذلة بحكم شغله ووجودهم عنده قالت بإبّتسامة هادية : أصبّح الصبح من نورك يا أبو غرُور

ضحك غالب بهدوء متناسي تعبه وأخذ يرفع يده وهو يداعب شعرها بحنية : ليه بنت أبوها للحينها صاحية ؟

رفعت كتوفها بعشوائية وقالت بصدق مصطنع : صحيَت ألحق عالفجر

أبتسم بخفوت وهو يهز رأسه وهي أردفت ب : ليه من بدّ كل الأوقات جاي هاللحين ، وأنت تدري إن إحتمالية فتح الباب صفر بالميّة؟

ضحك وأخذ يسحب المفتاح من جيبه ويرفعه على مستوى عيونها وهو يقول: مفتاحي بجيبي ولكني عارف إنك صاحية
أعتدل بعجلة لما تذكر سبب خروجه من المقر الرسمي وطلبه للإذن وهو يتمتم بشرود : اليوم صدر قرار العفو عن شاهيّن
رمّى الجملة على مسامعها وهو غير مدرك عن ثقل الجملة على قلبها ، غير مستوعب بالإنهيارات اللي دوت بدواخلها وأحدثت ضجيج عنيّف ، قاهِر زعزع كل اللي بقلبها ، رفعت عيونها وهي متمالكة نفسها بصُعوبة وناظرته وهو يربت على كتفها ويقول كأنه يكلم طفلته: كُلنا ندري إن القتل كان عن طريق الخطأ صح يا غرور ؟

هزت رأسها بإيجاب وهو أبتسم وأردف : وهالحكي زدنا وعدنا فيه شهور طويلة ، وشاهيّن أخذ حقه وزود بالسجن وأم صقر بنفسها متنازلة عن حقها في ولدها ، لأجل كذا لازم نمشي اللحين للديرة عشان إستقبال شاهيّن ، جدي جامع أهل الديَرة وكلهم على قدم وساق لأجله ، عيب علينا ما نحضر وحنا عيال عمه ،ها وش قلتي ياعيونه؟

إبتلعت ريقها بصعوبة وناظرته بتشتت وهي تقول بعشوائية : مالي قول فوق قولك ياغالب ، لا ترمي الموضوع علي

تنهد وهو يدخل ويقفل الباب من خلفه ويتلقفها بأحضانه بحنية تامة بعدما زفر بصعوبة : أعرف ، بس كل شيء ولا ضيقك يابوك ، أنا وأنتي نعرف صقر وش كان بيكون لك لولا اللي صار ..

قاطعته وهي تقول بهدوء : قدر ، واللهم لا إعتراض
غمض عيونه بخفوت ومسح على شعرها بحنية ، مُدرك تماماً هاللحظة إنها تخفي رعشتها بصعوبة عنه لذلك حررها وناظرها يقول بهدوء : أجل أنتظرك،جهزي نفسك وأنا بنقل الخبر لأمي وغفران لأجل يتجهزون ،نص ساعة بالكثير يابوك لا تتأخرين طيب ؟

هزت رأسها بإيجاب وأقفت وهي تبتعد عنه بخطوات ثابتة لطالما كانت شامخة
قوية
ثابتة
لطالما كان لها
كيان لا يُهز أبداً
لما تلقت الخبر قبل سنة ونص من الآن ، كانت الوحيدة الصامدة في ظل الزعزعة والإنهيارات والصدمة اللي حلَت عليهم ، كان الكُل بأوج بكاءه وإنهياره سواءً على صقر ولا على شاهيّن بينما هي بقت ثابتة،تهدي وتربّت بدون ما توضح إنها بحاجة للي يربت على قلبها
كانوا يوقفون جنبها ويعزونها بشخص كان بيكون بعد ليلة بس زوجها ،وما يدرون إن عزاءها أكبببّر ووجعها مهييّب

ماكان هوى ديار الليل إلا من هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن