PART2

63 13 5
                                    

لقد عشتُ حياتي وانا اعاني من كل شي واكثر ماكنتُ اعاني منه هو افكاري.

لقد كان يجتاحني دوما منذ صغر سني شعور بأني مختلف أني مختلف بشكل غريب لم اكن اشعر انني انسان طبيعي يستطيع ان يحب ويفرح ويعيش الحياة بطبيعتها لطالما كان يلازمني شعور ان هناك شي ناقص في قلبي وكياني وكأني ولدتُ بقلب مثقوب.

.في صباح يوم بارد من ايام كوريا الباردة حيث غطت الثلوج الشوارع والبيوت استيقظت مع علامة استفهام في راسي مابال البيت هادئ هكذا لما لا يسمع صوت لاحد فخرجت مسرعا من غرفتي  لأطمن على امي وارى لماذا لم توقضني كعادتها فتفاجأت بعدم وجودها في اي مكان  وفي وقتها  احسست بالألم والخوف وبدأ يتسلل الي عقلي سؤال *ايعقل انها رحلت وتركتني * ولم اكن لاصدق هذا لكنني لم  اعرف حينها ماذا يجب علي فعله فذهبت ابحث عنها مجدداً ولم اشعر الا عندما تمايلت قدمي فسقطت ارضا وبدأت دموعي بالانهمار هل يعقل انني ساصبح وحيد هل يعقل انني لن اسمع صوتها الحنون في حياتي مجدداً هل وهل ضل عقلي عالق بافكاره.
وبعد نصف ساعة وعندما قررت ان اذهب لابحث عنها في بيوت الجيران لعلي اجدها اسرعت لارتدي معطفي الثقيل ولكني توقفت عند  رنين جرس بيتنا فاسرعتُ حينها ولقد كنت سعيداً لاني ظننت ان امي عادت ولكني فوجئت باحد جيراننا وقد كان يحمل والدتي وكأنها جثة حينها صرخت باعلى صوتي:
"ماذا مابها امي"
هدأني الرجل وقال ان امي بخير هي فقط فقدت الوعي وهي عائدة الى هنا بعد ان اشترت الفطور.
فتفهمت كلامه واخبرته ان يتركها على الاريكه وشكرته على مساعدته وبعد رحيله اسرعت وجلبتُ غطاء ثقيل وغطيت والدتي به وحظرت لها الحليب من اجل ان تشربه بعد ان تستيقظ.
حينها وانا اراقب امي وهي نايمة لقد احسست بكم معاناتها وألمها الى ان وصلت الى هنا لم تكن امي تستحق هذا.
لقد كنت شارد في افكاري الا ان اجتاحني صوت امي وهي  تناديني:
"شوقا بني بما انت شارد هل انت بخير "
فدمعت عيناي وقفزت لحظنها وانا اخبرها :
"الا يجب علي انا ان اسال هذا السؤال هل انتي بخير امي "
فابتسمت لي كعادتها واخبرتني:
"انا بخير بني لاتخف علي ولا اريد لعينك الجميلة ان تبكي هيا امسح دموعك يابطل "
بعد جوابها لم استطيع كبح دموعي ابداً فبدأت ابكي بغزارة واخبرتها انني خشيت انها تخلت عني وانني لن اراها مجدداً وحينها  رأيت علامات الغضب على وجهها لاول مرة وكأنها لم يعجبها كلامي فقامت  بسحب خدي واخبرتني :
"كيف اترك قطعة الحلوة هذه وارحل هيا ياحبيبي لاتبكي فانت تفطر قلبي بدموعك".
"انا احبكِ احبكِ كثيراً ياامي وانا   لا استطيع العيش بدونك ارجوكِ لاتتركيني "
"مابك ياشوقا لاتغضبني وهيا اذهب الى المغسلة واغسل وجهك وسوف اُعد لنا الفطور الا يريد ان ياكل حبيبي الصغير "
"بلى اريد انا جائع وبشدة "
"اذن ماذا يريد بطلي  أن ياكل على الفطور؟
"امممم ربما بعض البيض وعصير الفراولة"
"مايامره بطلي اللطيف ".
لقد كنتُ سعيد حينها سعيد فقط لفكرة انها لم تتخلى عني وانها مازالت امامي وجودها وحده يجعلني اشعر انني مازلتُ بخير.
وبعد الفطور اخبرتُ والدتي انني اريد اللعب بالخارج مع الاطفال لم تمانع والدتي ولكنها اوصتني ان ارتدي معطفي الثقيل وان اعود قبل عودة والدي فهي لاتريد مشاكل مع ابي وبالفعل قد لبست معطفي ووعدتها بأني ساعود قبل والدي وخرجت. لقد ظننت قبل خروجي  انني سوف اجد الجميع يلعب ولكني انصدمت انه لم يكن هناك احد في الشارع سوا فتاة بمثل عمري تقريباً وبما انها الوحيدة وكانت بعيدة عني قليلاً لقد كنتُ اراقبها لقد كانت تحمل ابتسامة لطيفة وقد استغرقت وقتاً وانا انظر اليها الى ان رايتها وهي تقترب مني لادير وجهي لاتجاه اخر ولكنها توقفت بجانبي ونادت علي :
"انت ايها الفتى من انت ولما كنت تحدق الي ؟"
نظرتُ اليها وابتسمتُ واخبرتها:
"كما ترين انني وحيد وانتي وحيدة لما لانلعب معاً"
كانت نظراتها بدايه كلها شكوك وقالت لي:
"لقد اوصتني امي الا العب مع الغرباء"
فأجبتها مع بقاء  ابتسامتي:
"من قال اني غريب انني انتمي لهذا الحي ونحن جيران "
وحينها قربت وجهها من وجهي  وحينها لم اكن اعرف ماذا افعل فقد تصنمت مثل الغبي لأراها تبتسم لي وتضحك على شكلي الغريب وتقول
"حسنا هي نلعب سوياً"
وقد لعبنا لساعات طويلة الا ان شعرت بالتعب فجلست واخبرتها انني تعبت لنتوقف هنا فوافقت فوراً فهي ايضاً كانت متعبة وبينما وانا استجمع نفسي من كثرة اللعب رايتها تنظر الي بلا ان تنطق شئ فسالتها:
"مابكِ؟"
فاجأبتني فورا انها بخير ولكننها كانت تتسال عن اسمي فاخبرتها:
"انا اسمي شوقا وانتي مااسمكِ؟"
"انا ادعى شين "
فاخبرتها ان لها اسم جميل فابتسمت لي وشكرتني.وبعدها حل الصمت بيننا الا ان قاطعت شرودي سائلة :
"لما لم اراك من قبل في هذا الحي ؟"
فاخبرتها:
"انا لم اكن اخرج من المنزل ابداً فقط الى الذهاب لمدرستي وارجع بسرعه لان والدتي تخاف علي ولكنني الان كبرت فسمحت لي بالخروج"
فقالت لي فوراً : "اووه طفل امه المدلل "
واستمرت في تكرارها وانا اخبرها ان تتوقف لان انا لست كذلك و فجأة توقفت ضحكتها وركضت مسرعةً الى منزلها بلا ادنى كلمة استغربت من فعلها هذا  يا ترا لماذا فعلت هذا ؟استدرت وراي لارى رجل في الاربعين يحمل عصا في يده ودخل وراها الى نفس المنزل فاجتاحتني افكار حينها *هل يعقل ان هذا والدها ولانها كانت معي سوف يعاقبها *هل يعقل انها تمتلك والد عصيب كوالدي؟ شعرت حينها بالحزن عليها وقررت ان ابتعد عنها
ولا اقترب منها مجدداً ولكن وفي نفس الوقت  اجتاحني الفضول لكي اعرف عنها الكثير لقد شعرت ان تلك الفتاة ربما ستكون خلاصي من وحدتي.
وبعد شردوي قليلا يخطر ببالي كلام والدتي الي أني يجب ان  اعود في تمام الساعة الثانية عشر قبل عودة والدي من العمل  لاتناول الغداء واقوم بواجباتي المدرسية فاقوم مسرعا واتجه للمنزل وانا انادي امي اين انتي ليستقبلني والدي وانا اراى نظرات الغضب على وجهه فيقول لي :
"اين كنت"
فاجيب بخوف: "لقد كنتُ العب بالقرب من المنزل "
فرايته حينها سكت وذهب وحمل المكنسة من الارض ورفعها لكي يضربني بها لو لم تاتيه مكالمة فيرمي المكنسة علي لتسقط على رجلي وتجرح.
لم اهتم للجرح وذهبت لامي فرايتها مازالت تطبخ فقبلتها واخبرتتها انني اتيت فتبسمت لي واخبرتني ان اجلس وهي ستجلب الطعام لي ولها ولوالدي  لناكل سويا وقبل ان نبدأ الطعام يدخل والدي ويقول بصوته العالي:
" تناولوا طعامكم سوف ارحل واتاخر لاتنتظروني "
انا تصنعت عدم الاهتمام وبدأت بالاكل ولكني توقفت عند صوت قطرات تنهمر على مائدة طعامنا وماكانت تلك الا دموع والدتي واقسم حينها انني تمنيت لو اني لم اخلق فقط لكي لاارى دموعها فتركت صحني فوراً وذهبت وحظنتها واخبرتها انني معها لقد حاولت ان اقلدها فهي دايما تخبرني بانها معي عندما اكون حزين ولكن الامر لم يفي بالغرض انا حقا لااريد ان اراها تبكي فامسكت بوجهها واخبرتها وانا الدموع متجمعة امام عيناي:
"امي لاتحزني ولاتبكي اذا كنتِ تحبينني ارجوكِ لاتبكي انا لااستطيع رويتكِ تبكين انتي مصدر سعادتي وانا ساكون هنا دايما لاجلك"
فابتسمت لي وسط دموعها واخبرتني انها ستتوقف فقط لكي لاابكي انا فقمت بحظنها مجدداً وانا اخبرها كم انني احبها وهي تردد المثل.
ويومها لم ناكل شيً وذهبت الى النوم ومازال بالي مشغول بفكرة متى تنتهي معاناتكِ ياامي ؟ياترا متى تنتهي معاناتنا؟.

يتبع......

انطوني رأيكم بالتعليقات حول البارت.

I AM LOST(ضائع) Where stories live. Discover now