الصديقة الرائعة: لما اعيش؟

"أصدقائي فقط هم من ينادونني فيكي"

مع مرور السنين نسيت جوليكا تماما وإن رأيتها لم أكن لأتعرف عليها حتى...
بدأت حياتا جديدة كليا، الحياة التي تتمناها اي مراهقة؛ إموال أبي، قصر ضخم، كل ماأتمناه يحقق، ثانوية راقية وأصدقاء رائعون...كنت أستمتع بالحياة لأقصى الحدود لا شيء يمكن ان يعكر مزاجي سوى قدوم فتاة بغيضة رثة الثياب إلى منزلي في اليوم الذي كنت سأقيم فيه أول حفل لي!

حسب ظني تم تبني جوليكا من إمرأة تعمل منظفة للبيوت كي تساعدها على العمل، ولهذا لم تتلقى جوليكا تعليما ولم يكن لها وقت لتهتم بينفسها وبمظهرها حتى!
ذات يوم قررت إقامة حفل كبير أدعو إليه كل الثانوية لتحضره ولأتوج ملكة جمال المتخرجين، كان هذا كالحلم في نظري...حلم حياتي كان على وشك ان يتحقق.
وقبل أن تبدأ الحفلة بساعات جاءت عاملة النظافة لتنظيف وتجهيز منزلنا وكانت معها مساعدتها، التي بدا كما لو أنها تعرفني وكان التعب والإرهاق مرسوما على عينيها لكن تلك النظرة سرعان ماتغيرت حين رأتني وظهر بدلها التفاجؤ والسعادة الغامرة!
رمت مابيدها وأسرعت نحوي تناديني بإسمي الكامل فيكتوريا وعانقتني بيديها القذرتين، حينها شعرت بالإشمئزاز من نفسي، هذه القذرة تعانقني أنا وأمام كل أصدقائي وفوق هذا تحرجني بإسمي الكامل. هذا كان من أسوء المواقف التي وضعت فيها، دفعتها بعيدا عني صرخت في وجهها ثم طردتها من منزلي اما هي فشردت في وجهي ورفعت يدها تداعب شعري متجاهلة كل ماقلته لها وقالت لي بصوت جميل:لقد أصبحت أكثر جمالا يافيكتوريا. فنزعت يدها من علي وخاطبتها بصوت جاف:أصدقائي الآن ينادونني فيكي!.
فإبتسمت وقالت بصوتها الحنون حسنا فيكي!
كلامها هذا لم يغضبني ماأغضبني حقا أن كلامها ذاك جعل أصداقي يسخرون مني بشكل لايصدق فصرخت في وجهها بعد أن دفعتها لتسقط أرضا "قلت أن أصدقائي فقط هم من ينادونني فيكي"
وبهذا كنت قد قابلت ذاك الشوق للقاء الآتي من جهة جوليكا بأن أقول له أنه لن يكون هناك أي لقاء!
أنا متأكدة أني دمرتها حينها والمخجل في الأمر أني لم ابالي بذلك ولم احس أبدا بتأنيب الضمير أو الندم أو التأسف على حالتها بل العكس تمنيت لها الموت في تلك اللحظة!

                                 ◇◇◇