"وما علاقتي أنا بها حتى تحضروا لي أغراضها؟"

83 14 15
                                    

بعد عشر سنوات منذ آخر لقاء مع جوليكا

¡Ay! Esta imagen no sigue nuestras pautas de contenido. Para continuar la publicación, intente quitarla o subir otra.

بعد عشر سنوات منذ آخر لقاء مع جوليكا...جاءت إلى منزلي ضيفة غريبة دون موعد، كان ييدو من ثيابها أنها محامية أو تعمل في إحدى شركات العقارات، كانت تتكلم برسمية تامة وأنا لم أكن أستمع إلى كلامها لأنه بدا لي مملا للغاية وفي الأخير مدت إلي صندوقا صغيرا وقالت لي هذا لك...من جوليكا!
لم أعرف مذا أسأل فقلت مباشرة ولما علي أخذه؟
فردت علي ببرود: هي من أرادت ذلك!
فرددت عليها بنفس ذاك البرود: ولكن أنا لاأريده ولم يكن من الضروري أبدا أن ترسلك إلي حتى...
قاطعتني قائلة: أظنك لم تفهمي أن جوليكا لاقت مصرعها!!
مذا؟...ظلت هذه الجملة تتردد في ذهني؛ هل يعقل فعلا أن تموت جوليكا هذا غير ممكن أبدا يستحيل أن تموت تلك الإنسانة!...تملكتني الرهبة حينها فقط صرت أصدق أن هناك شيء إسمه الموت.
إنهرت داخليا لشدة وقع تلك الجملة لكني إستطعت تمالكت وسألتها بكل وقاحة:"وماعلاقتي أنا بها حتى تحضروا لي أغراضها؟"
إنزعجت كثيرا لما قلته ونهضت للمغادرة لكني جريت نحوها وأوقفتها لأسألها سؤالا آخر بدافع الفضول: كيف...أقصد كيف ماتت؟
فعاودت الجلوس وهي تسرد لي الواقعة: حدث هذا السنة الماضية حين رمت بنفسها كي تبعد طفلا يتيما عن طريق إحدى الشاحنات العسكرية!
شعرت أن جسمي يقشعر فموت جوليكا هذا الغير طبيعي أخافني حقا مع أني حينها لم أكن مدركة لكل تلك التضحيات من طرفها!
بمرور السنين تزيد الأمور سوءا، وصلت لأقصى حدود الإفلاس وعائلتي تبرأت مني وكل أصدقائي هجروني بعد أن فقدت أموالي وقد تركت المخدرات والسهرات و اللهو مجبرة بسبب الإفلاس! وبسبب الديون المتراكمة فقدت منزلي وعملي وكل ماأملك!
صار عمري40 سنة وصدق من قال أنه سن اليأس فكل الأبواب اقفلت في وجهي وصل بي الحال أني أسكن في شقة بها غرفة واحدة في حي الفقراء القديم.
كل شيء إختفى...إذا لما لاأختفي أنا أيضا...لأني لا أمتلك الجرأة للإنتحار!
ذات مرة كنت أبحث عن بطاقتي إذ بي ألمح صندوقا قديما...كان صندوق جوليكا الذي لم أكلف نفسي برؤية مافيه...لكن حينها قررت أن أرى مابداخله...لتتغير حياتي كلها!!
ذهلت لما رأيت بداخله كانت هناك دميتا أنابيل خاصتي وختصتها وكانتا تبدوان جديدتان والعديد من الألعاب التي كنا نلعب بها في صغرنا وكل صور طفولتنا القديمة والرسائل التي كنا نتبادلها حينها وحتى خصلتا الشعر التي تبادلناها للذكرى...وجدت كل ذكرياتنا وكانت معها دفتر أسود اللون كان مذكرات جوليكا...حين قرأته لم أستطع أن أوقف دموعي و لا حتى للحظة واحدة
لقد كانت ترى كل شيء بمنظور جميل؛ حين أهنتها في ذاك اليوم هي لم تحزن إطلاقا إنما كانت شديدة السعادة لرؤيتي من جديد وأنا التي لم أتعرف عليها حتى ثم تلك المرة حين أدخلتها السجن بيداي هي لم تبالي بالأمر إنما لم تصدق أنها إستطاعت إخراجي منه وهي التي أقنعت آرثر أن لايشتكي علي لكي لا يسبب لي مشاكل إضافية وهي التي طلبت منه الطلاق فور معرفته أنه طليقي وكم عذبها ضميرها حين جاءت عندي وضربتني وأنا التي كان يعجبني الحال حين أجرحهها...
لقد كانت تحبني ولن تصدق كم كان حبها صادقا وكبيرا لدرجة أنه لو إجتمع حب العالم كله لن يساوي ربعه...
مع كل تلك الجروح التي جرحتها لها أنا بيدي وهي كانت تمسكني من هذه اليد لتسحبني إليها وتعانقني وتقول أحبك يافيكتوريا...لقد كنت أنعتها بالمجرمة والخائنة بعد كل مافعلته من أجلي كنت دائما كالغبية اضع نفسي الضحية واحس أن هموم الدنيا كلها وقعت علي أنا وحدي وياليتني كنت أتعلم منها بل العكس كنت أسير نحو الأسوء بكل إرتياحية، كلما أتذكر كيف كنت أصير أتمنى لو أني قتلت نفسي قبل أن اصبح إنسانة فالإنسانية لست بقدر الذي يؤهلني لأوصف بها كنت مخلوقا يستحق الموت كان دمي مباحا لكل الناس والحياة التي عشتها لم أكن أستحقها وحتى جوليكا التي كانت تفكر بي لم أكن أستحقها...لكن أين هي الآن
لا توجد...ماتت ولم يسبق لها أن سمعت كلمة طيبة واحدة مني! لمذا أدرك كم أنا سيئة الآن ولما لم تخبرني جوليكا بذلك لمذا تركتني أعيش في هذه الكذبة!
لمذا أنا مازلت حية وإنسان طاهر كجوليكا يموت أين العدل في هذا...
لشدة البكاء والتحسر فقدت الوعي وحين إستيقظت أردت أن تنشق الأرض وتبلعني لم أعد أحتمل رؤية نفسي في المرآة أو سماع صوتي لقد كرهت نفسي إذا لمذا لم تكرهني جوليكا بعد كل هذا...
في آخر يومياتها وجدت رسالة تقول:

     إلى صديقتي المخلصة فيكتوريا سيزر!

"فيكتوريا...إعلمي فقط أني لن أتخلى عنك فقد وعدتك أن خيط صداقتنا لن يقطع وسأحافظ عليه ولن أسمح لأي كان أن يقطعه حتى وإن كان أنت...كنت وستبقين صديقتي التي احبها وحتى وإن غيرتك الحياة قليلا سيظل جوهرك نفسه...وحتى إن لم تكوني تعتبرينني صديقتك ستكونين أنت صديقتي التي سرقت قلبي...سأظل وراءك وحتى إن أزعجك هذا والشيء الوحيد القادر على إبعادي عنك هو الموت يافيكتوريا أرجوك إفهمي هذا، إن كنت تقرئين الرسالة فهذا يعني أني قد مت لذلك كل ماأستطيع فعله هو أن أعتذر منك خجلا لأني لم أستطع مواصلة حمايتك والحفاظ عليك لذلك أرجوك إعذريني لتقصيري مع أني أعرف أنك لا تحبين التقصير هههه...لكن المهم من صداقتنا هو سعادتك وراحتك لذلك من أجلي ظلي سعيدة حاولي هذا على الأقل فأنت تكونين أجمل حين تكونين سعيدة لقد لا حظت هذا عدة مرات...هذا ماأخبرتني أنت إياه حين كنا صغارا...أنا اوصيك يا فيكتوريا أن تكوني مثلي، فحياة كالحياة التي نعيشها تحتاج طريقة تفكير مميزة؛ تحتاج للصدق مع الذات لذلك لاتفكري في اليأس أحبي نفسك وأحبي حياتك وإرضي بماكتبه لك الله وكوني سعيدة وممتنة لهذه الحياة ولا تكرهي أي شخص مهما فعل لك فمامن شيء أبشع من الكره...كوني قوية ولاداعي أبدا لتظهري ذلك كوني مغرورة ولا داعي لتظهري غرورك أو كبرياءك
إعلمي جيدا أن الحياة قصيرة لكي تستغيليها كلها فالإبتسام و اتركي هموم الدنيا لتحل لحالها وتجاهلي المصائب وعيشي سعيدة فحسب وستكونين بخير... كنت أتمنى لو أني معك الآن لكن لم يكن هذا قدري، تمنيت فقط أن أرى إبتسامتك الصافية مرة اخرى لكن حلمي لن يتحقق لكن على الأقل سأشعر بها...أتعرفين أني فخورة بكل مافعلته طيلة حياتي ولست نادمة على أي شيء أنا أحس برضى سجعلني أسعد إنسانة ولكي تجربي هذا الإحساس يافيكتوريا ومهما كان الوقت متأخرا لذلك قومي بكل شيء لترضي ضميرك هذا فقط!
              مع خالص حبي جوليا غارمونيديا!

مذا عساي أقول لأقوله...أنا خجلة من نفسي، قبل أن أقرأ تلك الرسالة كنت أريد تصحيح أخطائي بقتل نفسي لم أكن آكل ولم أكن أنام...لكن بعد قراءتها أحسست بالأمل والراحة، كل ذاك الضباب الذي إجتمع نحوي زال أخيرا وظهر لي النور، صرت الآن داخل العالم الذي كانت تعيش فيه جوليكا، نسيت الماضي في لحظة وسامحت نفسي القديمة على كل أخطائها، فيكتوريا سيزر تولد من جديد! أنا لاأعرف كيف لكلمات أن تحمل هذه القوة...لكنها أخطأت في شيء فهاهي الآن تساعدني بعد موتها!

                                    ●●●

الصديقة الرائعة: لما اعيش؟Donde viven las historias. Descúbrelo ahora